خصائص مناطق السكن العشوائي :
يعرف السكن العشوائي بأنه مجموعة من المباني التي توفر السكن للعديد من الناس الفقراء حول العالم، وتقدم المأوى الأساسي لهم، وغالباً ما تكون مشيدة بمواد رديئة في البداية، بما في ذلك الأغطية البلاستيكية والحديد المموج والخشب والورق المقوى، هذه هي جميع المواد التي تتوفر إما كنفايات أو بثمن بخس والمساكن العشوائية غالبا ما تفتقر أيضا للصرف الصحي السليم، وإمدادات المياه والكهرباء. والناس يعيشون هناك بشكل غير قانوني ولا يملكون حق البناء على تلك الأراضي وتشترك العشوائيات بمجموعة خصائص تحدد ماهية تلك العشوائيات ومنها العجز في الخدمات حيث تعد من الصفات العامة في المناطق العشوائية النقص في الخدمات المجتمعية وخدمات البنى الارتكازية, ويعود سبب العجز في الخدمات الى عدم خضوعها لأسس وضوابط ومعاييرضمن أوليات الأجهزة المحلية إلا في حالات خاصة ومخالفة التصميم الحضري اذ ان العشوائيات لا تنسجم مع الواقع الحضري للمدن وذلك لعدم خضوع المباني لمعايير التصميم العمراني من حيث هيكلية المباني ومساحات البناء بسبب النشأة العفوية, مما يقلل من وجود الفراغات العامة والساحات المخططة والحدائق المفتوحة وزاد من فوضى التلوث البصري بالإضافة الى عدم خضوع أغلب المباني في المناطق العشوائية إلى الأسُس التخطيطية المعتمدة وخاصةً فيما يتعلق بارتفاعات تلك المباني وعدد الغرف فيها والتي غالباً لا تزيد عن غرفتين في أحسن الأحوال, كما ان هيكلية المساكن تتباين فعلى الرغم من ان بعضها تبنى بجودة مناسبة من الناحية الإنشائية لكنها غير صحية لعدم توفر عناصر التهوية السليمة والإضاءة الطبيعية والخصوصية. وغالباً ما تكون مواد البناء في البداية أولية بسيطة ومؤقتة فهي تتنوع فبعض المساكن تبنى بالأخشاب والطين والصفيح والبعض الاخر يبنى من الكتل الخرسانية ومع توفير الأمان والاستقرار وارتفاع الدخل تستبدل بمواد بناء دائمة كما تسبب ظاهرة السكن العشوائي  بمشاكل (اجتماعية اقتصادية وأمنية) إذ تعاني مناطق السكن العشوائي من وجود خلل واضح في التركيبة السكانية إذ تتميز بكثافات سكانية مرتفعة وهذا يؤدي الى تفاقم وانتشار المشكلات مثل تدني مستوى التعليم وانتشار الأمية وتدني الدخل مع ارتفاع معدل البطالة والجريمة والانحراف الاجتماعي وتُكوِّن بيئة مشجعة على وجود وتكاثر المقيمين المخالفين للنظام, وغالبية السكان من العمال الذين يعملون في البناء والورش الصناعية كما أن بعضاً من المناطق العشوائية يمكن أن تشكل مصدراً مقلقاً لأمن واستقرار مناطق أخرى في المدينة فضلا عن ذلك فان ظاهرة العشوائيات تزيد من تلوث البيئة : يلاحظ أن هناك ترابطاً بين انتشار الأمراض وارتفاع نسبة الكثافة السكانية في المناطق العشوائية ويعود ذلك بسبب شدة الازدحام واكتظاظ الأبنية السكنية وقلة المناطق الخضراء وعدم التخلص من الأوساخ ووجود المجاري المكشوفة فضلاً عن انعدام المراكز الصحية والثقافة الوقائية مما يسبب انتشار الأمراض والأوبئة وتلوث البيئة وهذا يؤدي إلى تدهور الصحة العامة لسكان العشوائيات
 

شارك هذا الموضوع: