دافعية الحماية ا.د. رجاء ياسين عبدالله
إن جذور دافعية الحماية تكمن في الخوف من المرض ، وإن الخوف هو شعور بشري مدرك في أوقات ما خلال حياة الإنسان اليومية وليس شعوراً متأصلاً ( متلازماً ) وإنما هو شعور مكتسب خلال مشاهدات وخبرات سابقة . أي أن الخوف يزيد بعد مشاهدة الفرد لنتيجة سيئة في موقف سابق أو تجربته لها . .
وبقدر تعلق الأمر بالصحة ، يعد الخوف سبباً للالتزام بالوصايا التي يجب اتباعها لتلافي الإصابة بضرر ما. وهذا ما يسمى بدوافع الخوف . ويعتمد الشعور بالخوف على نوع النتيجة السيئة واحتمال وقوعها ، والوصف البصري لها وكذلك درجة التركيز على المفاهيم السيئة للنتائج . وإن الهدف من الشعور بالخوف هو منع الاستجابة لأشياء قد تنتج عواقب سيئة.
و كان يُعتقد أن الشعور بالخوف يدفع مباشرة إلى التغيير في السلوك ، هذا ما دفع يانز ( Janis ) إلى أن يتبنى الخوف إنموذجاً مكتسباً للدافعية وتغيير وجهات النظر . وقد افترض يانز 1967 , Janis ) ) أن الناس مقادون في أن يتغيروا بسبب رغبتهم في تجنب النتائج السلبية أكثر من كونهم مقادين على أن يتغيروا من أجل تقليل مستوى الخوف الذي يشعرون به . وأن تقليل مستـوى الخوف هذا يقودهم لتغيير وجهات نظرهم .
وقد خالفت بعض الدراسات هذا الأنموذج ، إذ أهملت الربـط المباشر بين تغيير وجهات النظر وسبب انقياد الناس لها.
فقد طوّر ليفنتل Leventhel , 1970 ) ) الأنموذج الذي يفترض بأن تغيّر السلوك هو نتيجة محاولات السيطرة على الخطر القريب الحدوث وليس محاولات لتقليل الخوف . وكذلك افترض بأن الاستجابات المعرفية والانفعالية لدوافع الخوف تحدث دون أن تؤثر إحداهما على الأخرى . دوافـع الخوف ومقارنتها . وقد ربط روجرز. و (Rogers . w . ) بين تأثير دوافع الخوف وبين الترقب . وأكد أن هناك ثلاثة أجزاء أساسية لدافع الخوف . وهي مستـوى نوعيات الحدث المكروه (غير المرغوب حدوثه ) ، و ( قيمة ذلك الحدث ) ، و( احتمال ما سيقع ) إذا لم يتم التحرز لذلك . وكذلك وجود الوسائل المؤثرة في تجنب هذا الحـدث . وبمرور الوقت تطور الشكل الأساسِ ليكوّن نظرية دافعية الحماية المستخـدمة في يومنا هذا في كثير من الأبحاث المعاصرة . وبشكل واسع النطاق في السلوك المتعلق بالصحـة كما استخدمت وبشكـل متكـرر على أنها إطار عمل للتداخلات التربوية الصحيـة المصممة للتأثير على السلوك الصحي الوقائي ، وتعزيز أسالـيب الحيـاة الصحيـة والسلوك الصحي التشخيصـي ومنـع الأمراض .