دور التكنلوجيا في الترويج للتسويق
م. وسيم عبد الواحد رضا النافعي
قسم الجغرافية التطبيقية/ دكتوراه
مفهوم التكنولوجيا:
التكنولوجيا هي مصطلح يشير إلى استخدام المعرفة والأدوات والمعدات لتلبية الاحتياجات البشرية وحل المشكلات. يمكن أن يشمل مفهوم التكنولوجيا مجموعة واسعة من الأشياء والعمليات التي تتعلق بالابتكار والاستفادة من المعرفة والمهارات لتحسين وتبسيط حياة البشر وزيادة إنتاجيتهم ورفاهيتهم.
وأيضًا أن التكنولوجيا هي مزيج بين تجهيزات مادية، وأخرى غير مادية (برامج معلوماتية) والانسان هو الفاعل الرئيس الذي يقوم باستغلال هذه التكنولوجيا في إطار أهداف معينة. وما يميزها أيضًا هو القابلية للتطور بشكل مستمر ومتواصل وفي جميع المجالات الحياتية للفرد أو المنظمات لتصبح أداة فعالة في مواكبة العصر، التكيف وحتى التميز().
أهمية التكنولوجيا في التسويق:
لقد كان للتقدم التكنلوجي الدور الكبير في إعطاء الفرصة للتقدم في مجال الصناعات ليتم تقديمها من قبل الأشخاص والمؤسسات الذين لديهم كميات هائلة من المنتجات التي بحاجة إلى تسويق، وذلك عن طريق اعتماد طرق متعددة في التسويق لهذه المنتجات ومنها التسويق الرقمي().
يتمثل تأثير التطور التكنولوجي على منظمات الأعمال وإدارة التسويق في توفير فرص وتحسينات كبيرة. تمكّن التكنولوجيا الحديثة الشركات من تحسين العديد من عملياتها وأنشطتها. على سبيل المثال، يتيح التقدم في مجال جمع وتحليل المعلومات استخدام البيانات بشكل أفضل وأكثر دقة، مما يساعد في اتخاذ قرارات استراتيجية مستنيرة والوصول إلى استنتاجات هامة. بالإضافة إلى ذلك، يمكن للتكنولوجيا أن تزيد من سرعة تنفيذ العمليات والمشاريع في المنظمة من خلال تقليل الإجراءات والخطوات التنفيذية، مما يتيح تحقيق أهداف الأعمال بشكل أسرع وأكثر فعالية. وأيضًا، تعزز التكنولوجيا قدرة المنظمة على إنتاج منتجات وخدمات أكثر تطورًا وتلبيةً لاحتياجات العملاء. تعمل على تحسين الصورة الذهنية للشركة وتساهم في وضع استراتيجيات تسويقية ملائمة وفعالة. ومن الجدير بالذكر أن التكنولوجيا تسهم أيضًا في بناء قواعد بيانات موثوقة يمكن للمنظمات الاعتماد عليها في مختلف جوانب أعمالها. كما تقوي وسائل الاتصال داخل المنظمة ومع زبائنها ومع منظمات أخرى، وتسهل التفاعل في البيئة المحيطة بالمنظمة. وفي النهاية، يمكن للتكنولوجيا مساعدة الأفراد على تطوير قدراتهم الشخصية والمهنية، مما يزيد من قدرتهم على تحقيق الأهداف وزيادة نوعية المنتجات والخدمات المُقدَّمة في السوق.
الفرق بين التسويق والترويج:
التسويق (Marking): هو عملية أو مجموعة من العمليات التي تشمل تحليل السوق، وتطوير المنتجات والخدمات، وتحديد الأسعار، وتوزيع المنتجات، وبناء العلامة التجارية (البراند)، وتطبيق استراتيجيات لزيادة المبيعات. ويهدف إلى فهم احتياجات ورغبات العملاء وتلبيتها عبر تصميم وتقديم منتجات وخدمات جذابة.
الترويج (Promotion): هو جزء من عملية التسويق ويشمل الأنشطة التي تهدف إلى تعريف العملاء بالمنتجات والخدمات وجعلهم يشعرون بالاهتمام بها. أو هو فن وعلم نقل المعلومات المناسبة إلى المستهلكين والتجار بهدف إثارة اهتمامهم في المنتج/ الشركة(). ويهدف إلى زيادة الوعي بالمنتج وجذب العملاء الجدد وتشجيع العملاء الحاليين على الشراء.
ببساطة، التسويق يتعامل مع الجوانب الشاملة لإدارة المنتج أو الخدمة بينما الترويج يتعامل مع كيفية التعريف بها وتسويقها بشكل محدد. في إطار الاستراتيجية التسويقية، يتعاون الترويج مع الأربعة عناصر الأخرى وهي المنتج، والسعر، والتوزيع، لتحقيق أهداف التسويق الشاملة.
مفهوم الترويج الرقمي:
الترويج الرقمي أو الإلكتروني يشير إلى مجموعة من الأنشطة التي تستهدف الجمهور بعناية، ويعتمد نجاحه بشكل كبير على القدرة على تمييز السلعة أو الخدمة المعنية وعرضها بشكل جاذب(). يتضمن هذا النوع من الترويج أيضًا توفير المصداقية والشفافية فيما يتعلق بالمواصفات، بالإضافة إلى ضرورة تقديم المنتج أو السلعة عبر منصات معروفة وجاذبة للمستهلكين والتي يمكن الوثوق بها. وبالإضافة إلى ذلك، يتعين تسهيل عمليات الدفع سواء كانت إلكترونية أو غير إلكترونية، مع الحرص على بناء الثقة مع المستهلك. يعد الترويج الرقمي أحد العناصر الرئيسية في استراتيجية التسويق الرقمية، حيث يهدف إلى نقل المعلومات المتعلقة بالمنتج أو الخدمة باستخدام وسائل الإعلام الرقمية، بهدف التأثير على قرار الشراء لدى المستهلكين. ويتطلب من الترويج الرقمي أيضًا توجيه الرسائل والاستراتيجيات بعناية لضمان توافقها مع ثقافة المستهلك وبيئته وأخلاقياته.
أهداف الترويج الرقمي:
لقد تناولت العديد من الدراسات أهداف الترويج الرقمي، ويمكن تلخيصها في النقاط الآتية():
  1. تعزيز التفاهم الإيجابي للعملاء حول المنتج بهدف التشجيع على الشراء: يهدف الترويج الرقمي إلى تعزيز الوعي بالمنتج وإيجاد انطباعات إيجابية لدى العملاء حيال فوائده ومزاياه، بهدف تشجيعهم على اتخاذ قرار الشراء.
  2. تعريف العملاء بالمنتج وخاصة العملاء المؤيدين له: تعد هذه الخطوة ضرورية لتعميق الارتباط بين المنتج وعملائه الحاليين الذين يظهرون تقديرًا واهتمامًا خاصًا بالسلعة أو الخدمة.
  3. إقناع العملاء المستهدفين والمحتملين بالفوائد التي يقدمها المنتج أو الخدمة: يهدف الترويج إلى توجيه الانتباه إلى الفوائد الجذابة للعملاء وكيفية تلبية احتياجاتهم ورغباتهم بشكل فعال.
  4. تغيير الاتجاهات والأنماط السلوكية والآراء في الأسواق المستهدفة: يهدف الترويج الرقمي إلى تغيير الآراء والسلوكيات السلبية أو غير الملائمة نحو المنتج أو الخدمة، وبدلاً من ذلك، تشجيع تبني آراء وأنماط سلوكية إيجابية تجاهها.
باختصار، يعكس الترويج الرقمي جهوداً مستمرة لتحقيق أهداف محددة تتعلق بتسويق المنتج أو الخدمة، وذلك من خلال إشراك وجذب العملاء، وإيصال الرسائل الإيجابية، وتحقيق التأثير المرجو على سلوك الشراء والآراء.
 

شارك هذا الموضوع: