دور العشائر العراقية في نجاح التجربة الديمقراطية في العراق 
                                 (الانتخابات)
 
  ان التجربة الديمقراطية في العراق جديدة على شعبه بل هي جديدة على شعوب المنطقة العربية ومنطقة الشرق الأوسط برمتها ، ومن المؤكد ان الحكومات العربية والشرق أوسطية لا يروق لها ان ترى بلد مثل العراق تنجح به مثل هكذا تجربة ، لا سيما ان هذه الحكومات جاثمة على صدور شعوبها عشرات السنين ونحن نرى ان الحكم متوارث في الاسرة الواحدة في كل دول المنطقة وحتى الدول التي يسود فيها النظام الجمهوري ، وهنا يأتي دور الشعب العراقي والعشائر العراقية الاصيلة في الوقوف بوجه الرياح الصفراء القادمة الينا من خلف الحدود حتى لا نعود الى أيام الظلم والتخلف والاضطهاد وحكم الحزب الواحد ، الحكم الذي ارهق كاهل الشعب العراقي كثيراً في عملية الانفراد في السلطة والحديث في هذا الموضوع يتطلب منا وقت طويل .
  المهم هنا اننا نشخص الخطأ الذي أوقع التجربة الديمقراطية في مستنقع الوحل والفشل ولا ندع الإفواء  التي تترحم على أيام الأنظمة القمعية تجاهر بالكلام وتتمنى عودتها ، بسبب الفشل الذريع الذي مرت به تجربتنا ، ولا نقول اننا لم نخطأ في إرساء قواعد الديمقراطية الصحيحة ، من خلال السكوت على أخطاء مرتكبها بحقنا وبحق أبنائنا وبحق بلدنا من قبل الأشخاص الذين يتربعون على المناصب في الحكم وأقدامهم على سرقة أموال العراق ومصادرتها الى الخارج ، والفساد الإداري الواضح في كافة مؤسسات الدولة الرسمية وشبه الرسمية فلا تكاد مؤسسة تخلو من رذيلة الفساد والسرقة بحيث اصبح العراق يحتل المرتبة الأولى بين دول العالم في الفساد الإداري والرشوة وتخلف الحكم.
  وبعد هذا العرض الموجز جدا عن حال الحكم في العراق وهو واضح للجميع ولا يحتاج أي شرح او توضيح علينا ان نضع الحلول ونعالج الجروح للنهوض بواقع بلدنا من جديد للوصول به الى مصاف الدول الأخرى، ولا نقول الدول المتقدمة جدا بل نصل به الى مستوى دول العالم المستقرة امنياً وحضاريا وعلميا وثقافيا. وهذا لا يأتي الا من خلال وقوف أبناء الشعب العراقي صفاً واحداً في خندق مكافحة الفساد والرذيلة والقضاء على الفاسدين من ساسة القصور الحمراء.
  ونذكر هنا اهم الأمور من وجهة نظرنا والتي يجب التأكيد عليها للتخلص من الصفحة الأولى من صفحات الفساد والفاسدين .
1- نحن مقبلون على تجارب الانتخابات البرلمانية والتي مررنا بها ونبقى عليها ، فعلينا جميعاً ان نجعل من الانتخابات تختلف كثيراً مرحلة بعد أخرى عما سبقها من خلال رفع الوعي الانتخابي لدى الناخب العراقي ومن هو الناخب العراقي انهم أبناء عشائرنا  وابنائنا ، ودفعهم الى انتخاب الشخصيات المعروفة بنزاهتها وسمو اخلاقها ولا يقول احدكم انه لا يوجد في العراق من هو بهذا المستوى من الخلق الرفيع ، هذا خطأ لأنه يوجد الكثير من الشخصيات التي تعرفهم من خلال سمعت عوائلهم الراقية في النزاهة والشرف والتمسك بتوجيهات المرجعية الرشيدة بقولها ان المجرب لا يجرب .
2- الأمر الذي يحطم التجربة الديمقراطية ويهدم أركانها هو العزوف عن الانتخابات وعدم تحديث بطاقة الناخب ، فهذا هو ما تسعى اليه الافواه المعادية للعراق وشعبه بحجة ماذا استفاد العراقيين من تجربتهم الجديدة ، فلولا تجربتنا الديمقراطية لم نكن لنتكلم عن الحكومة بهذه الصراحة ونضع أيدينا على الجرح لمعالجته ونصف الفاسدين ونعمل للتخلص منهم ، علينا جميعا النضال من أجل حث الشارع العراقي للمشاركة في الانتخابات وعلى أكمل وجه فان لم ننجح هذا العام سننجح في العام المقبل ان شاء الله.
3- نحن في العراق نختلف عن باقي دول المنطقة فما نملكه من أرشاد  وتوعية عن طريق توجيهات مرجعيتنا الرشيدة وتمسكنا جميعا بهذه الارشادات مما يجعل وحدة الكلمة والصف طريق عملنا ، ان ما حدث في دعوى الجهاد الكفائي هو خير دليل على تمسك الشعب العراقي بتوجيهات المرجعية وأوامرها ، وهنا دور رجال الدين والشيوخ ووجهاء العشائر وحث الشعب على الجد في السير للتخلص من جذور الفساد والرذيلة. وخصوصا اذا عرفنا ان مرجعيتنا المتمثلة بشخص سماحة أية الله العظمى السيد علي الحسيني السيستاني (دام ظله الوارث) غير راضية عن أدارة الحكومة والبرلمان .
4- الامر الاخر والمهم جدا هو التعاون المستمر بين شيوخ العشائر ووجهائها ومفوضية الانتخابات والضغط على المفوضية المستقلة ان كانت مستقلة حول موضوع التزوير والتلاعب بنتائج الانتخابات . فيجب ان يفوز في الانتخابات من يحصل على ثقة الشعب وحبهم ، وخصوصا ان المفوضية العليا المستقلة للانتخابات متهمة بتزوير النتائج في كل الدورات الانتخابية السابقة وهذا حديث الشارع العراقي بعد كل دورة انتخابية ، على مفوضية الانتخابات ان تثبت للشعب العراقي انها مستقلة ولا ترضخ لأي حزب مهما كانت قوته وسطوته.
5- أخيرا على رجال الدين وشيوخ العشائر والوجهاء بث الوعي لدى الجماهير حلول عملية توزيع الأموال التي يقدم عليها بعض المرشحين وخصوصا مرشحي الكتل القوية التي نهبت أموال العراق خلال فترة سيطرتها على الحكم بعد سقوط النظام المقبور الى الوقت الحاضر  وأفهام الشعب العراقي ان هذه الأموال ليست أموال هذه الحثالة من السياسيين الذين يفتقرون الى ابسط العلوم السياسية ويجب التأكد هنا ان عمليات الغزو البربري الذي يقدم عليه هؤلاء المرشحين في غزوهم لعقول الشباب وأغرائهم بعبارات التعيين وما شاكل ذلك ما هو الا استحقاق لشبابنا ينالونه عند انتخابهم الشرفاء وأبناء الأصول .
                                                                             
 
                                                                              الأستاذ الدكتور
علاوي مزهر المسعودي
 

شارك هذا الموضوع: