دور القائد أبو مهدي المهندس في تحرير العراق
كان أبو مهدي المهندس، واسمه الحقيقي جمال جعفر محمد علي الإبراهيمي، من أبرز القادة العسكريين العراقيين الذين لعبوا دوراً حاسماً في تحرير العراق من الإرهاب، وخاصة تنظيم داعش. ولد المهندس في البصرة عام 1954، وكرس حياته للنضال من أجل استقلال وسيادة العراق، وأظهر شجاعة وعزيمة نادرة.
دوره في مواجهة الإرهاب
مع ظهور داعش في العراق عام 2014 وسيطرته على مساحات واسعة من البلاد، زادت الحاجة إلى قيادة عسكرية وشعبية قادرة على توجيه الجهود نحو تحرير المدن العراقية. قاد أبو مهدي المهندس، الذي كان نائب رئيس هيئة الحشد الشعبي، العديد من المعارك ضد التنظيم. عمل على تنظيم وتوحيد صفوف الحشد الشعبي وتنسيق عملياته مع الجيش العراقي مما ساهم في تحقيق انتصارات حاسمة في مناطق مثل تكريت والموصل والفلوجة.
تضحياته من أجل الوطن
لم يقتصر دور أبو مهدي المهندس على التخطيط والقيادة بل كان دائما في مقدمة المعارك مما جعله رمزا للتضحية والشجاعة وكان يدرك المخاطر لكنه فضل المواجهة المباشرة متبعا قيم التضحية في سبيل الوطن والمبادئ.
واجه المهندس خلال قيادته تحديات كبيرة منها ضعف القدرات العسكرية والحرب النفسية التي حاولت إضعاف عزيمة المقاتلين إلا أنه لم يتراجع بل واصل دفع عملية التحرير إلى الأمام مضحيا بوقته وجهده وحتى بحياته الشخصية من أجل العراق.
شهادته
في 3 كانون الثاني 2020، استشهد أبو مهدي المهندس مع قائد فيلق القدس الإيراني قاسم سليماني في غارة جوية أميركية قرب مطار بغداد. وقد شكل هذا الحدث صدمة كبيرة للعراق والمنطقة، حيث فقد الشعب العراقي قائداً بارزاً في مرحلة حساسة من تاريخه.
إرثه
رغم استشهاده، فإن إرث أبو مهدي المهندس لا يزال حياً في نفوس العراقيين، فهو يعتبر رمزاً للوطنية والتضحية. وقد ساهمت جهوده في تحرير العراق من خطر الإرهاب وإعادة بناء المؤسسات الأمنية والعسكرية. كما مثّل نموذجاً للقائد الذي يضع مصلحة الوطن فوق كل اعتبار.
إن تضحيات أبو مهدي المهندس ليست مجرد أحداث في تاريخ العراق، بل هي دروس للأجيال القادمة حول معنى النضال والتفاني من أجل الوطن.