دور القدوة( الرمز) في حياة الطالب الجامعي
د. حيدر كباشي
قسم اللغة الانكليزية\ جامعة كربلاء
بسم الله الرحمن الرحيم
لا يخفى على أحد أهمية وجود القدوة أو الرمز في حياة الطالب الجامعي، حيث يلعب دورا بارزا في تطوير شخصيته وصقل مهاراته. القدوة هي ذلك الشخص الذي يمثل نموذجا يحتذى به في الأخلاق والسلوك والإنجازات، وهي تمثل مصدرا للإلهام والتوجيه في مختلف جوانب الحياة.
القدوة يمكن أن تتنوع حسب علاقتها بالفرد، فهي قد تكون من العائلة كالأب أو الأم أو الأخ الأكبر أو الأخت الكبرى. كما يمكن أن تكون من الأقارب كالأعمام والأخوال والأجداد. ولا يمكن أن نغفل عن أهمية السلف الصالح كالأنبياء والرسل وأهل البيت عليهم السلام في تشكيل منظومة القيم لدى الفرد. إلى جانب ذلك، يلعب علماء الدين دورا محوريا في إرشاد الشباب وتوجيههم، سواء كانوا من العلماء الأحياء حفظهم الله أو من الذين تركوا إرثا عظيما من العلم والحكمة. كما أن لعلماء المجتمع ورموزه، بمختلف أطيافهم، أثرا لا يقل أهمية في تقديم أمثلة حية على النجاح والتميز.
إن وجود القدوة في حياة الطالب الجامعي يسهم في تعليمه قيم الانضباط والصبر والاجتهاد، وذلك من خلال ملاحظة سلوك القدوة وتفاعلاتها اليومية. كما أن القدوة تشجع الطلبة على تحقيق أهدافهم الأكاديمية والشخصية، وتقدم لهم النصائح التي تعزز من قيمهم الدينية والاجتماعية. على سبيل المثال، يمثل الأستاذ الجامعي قدوة فعالة في حياة الطالب، إذ يغرس فيه حب العلم والانضباط في العمل. أما العائلة، فتظل الحاضنة الأولى التي تزرع في الطالب القيم والتقاليد الصالحة التي تساهم في بناء شخصيته.
غياب القدوة الإيجابية عن حياة الطالب يمكن أن يؤدي إلى ضياع الجيل بأكمله، مما يفتح المجال أمام القدوات السلبية لتشكيل شخصية الأفراد. ومع الأسف، أصبحت مواقع التواصل الاجتماعي مصدرا رئيسيا لهذه القدوات السلبية، حيث تؤثر بشكل كبير في فكر وسلوك الطالب الجامعي. وقد أشرت في مقالي السابق المنشور على موقع الكلية إلى بعض هذه المخاطر وضرورة معالجتها بشكل عاجل.
في النهاية، يمكن القول إن القدوة ليست مجرد رمز، بل هي الأساس الذي يساهم في بناء الأفراد والمجتمعات. لذا، فإن العمل على تعزيز وجود القدوات الإيجابية في حياة الطالب الجامعية امر جوهري مهم في بناء شخصيته الاجتماعية والعلمية.