دور المرأة الاجتماعي
المرأة عضوٌ في المجتمع ويجب أن تكون شريكة في إدارة المجتمع وتحمل شؤونه، وكونها تقوم بأعمالها المنزلية تفضلًا منها، لا يلغي دورها الاجتماعي؛ لأنّها شريكة الرجل في تحمل المسؤولية، فليس صحيحًا ما قد يتصورهُ البعض من أنّ المرأة لا دور لها خارج المنزل، وأنّ ذلك خاص بالرجل، فلا مجال للمرأة في إدارة الشأن العام الاجتماعي، هذا تفكيرٌ من وحي العادات والأعراف والحالة الذكورية السائدة في المجتمع، أما من الناحية الشرعية والعقلية فالمرأة شريك الرجل في تحمل المسؤولية الاجتماعية، يقول الله تعالى: ﴿وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنْ الْمُنكَرِ﴾[سورة التوبة، الآية: 71.
كما أنّ للمرأة طاقات وكفاءات، لا يصحُ تجاهلها أو تجميدُها. إنّ المجتمعات خاصة في حالة النمو والتقدم تحتاج إلى كلّ الجهود والطاقات، والمرأة نصف المجتمع، فإذا جمّدنا دورها الاجتماعي فقد خسرنا نصف طاقة المجتمع، من هنا ينبغي أن يكون للمرأة دور اجتماعي، وأن تتحمل مسؤوليتها الاجتماعية.
المرأة في مجتمعنا والمجتمعات الأخرى
حين نتأمل واقعنا اليوم نرى أنّ دور المرأة الاجتماعي محدود، رغم أنها حصلت على نصيب وافر من العلم والتعليم، وانفتحت أمامها آفاق الوظيفة، وأصبح لها دخل اقتصادي، وتثقفت واطّلعت على الشأن العام، وبإمكانها أن تقوم بدور كبير في مجتمعها، ونحن نرى في المجتمعات الأخرى كيف أنّ للنساء دورًا متصاعدًا، ليس على مستوى مجتمعاتهنّ فقط، وإنّما على المستوى العالمي.
أسباب محدودية دور المرأة في مجتمعنا المحلي
أولًا: إعاقة بعض القوانين والأنظمة.
ثانيًا: التقاليد والأعراف الاجتماعية.
ثالثًا: صعوبة التوفيق بين الدور العائلي والنشاط الاجتماعي.
تطوير دور المرأة الاجتماعي
يعتبر دور المرأة في منزِلها دورًا إنسانيًّا مقدرًا عند الله، مشكورًا من قبل الناس، ويمكن للمرأة أن توفق بين دورها في المنزل والدور الاجتماعي المأمول منها.
ولكن كيف نُساعد المرأة حتى توفق بين دورها الاجتماعي والأسري؟
أولًا: على المرأة أن تهتم بتنظيم الوقت ومضاعفة الجهد.
نحن نلاحظ بعض الأشخاص يقوم بعدة مهام وأعمال، وهو في كامل طاقته وحيويته، دون أن يتأفف أو يتبرم، والبعض الآخر يشعر بالتعب والإرهاق وضيق الوقت، وهو لا يتحمل سوى مسؤولية واحدة!!
الفرق بينهما هو في تنظيم الوقت، ومضاعفة الجهد، والهمة العالية، فالمرأة حين تنظم وقتها، وتضاعف جهدها، يمكنها أن توفق بين دورها العائلي ومسؤوليتها الاجتماعية.
ثانيًا: على الرجل أن يساعد زوجته في الشأن المنزلي والعائلي.
البعض يلقي بشؤون البيت وأعبائه على المرأة، ويتخلى من المسؤولية، بل إنّ بعض الرجال يرون أنّ عمل الرجل في البيت غير مناسب لشأنه، وهي ثقافة سائدة في بعض المجتمعات.
والحقيقة أنّ الزواج شراكة إنسانية، فينبغي للرجل أن يعين زوجته في القيام بأعباء المنزل، حتى تتاح لها فرصة المشاركة في تحمل المسؤوليات الاجتماعية.
ثالثًا: على المجتمع أن يساعد المرأة في وجود مؤسسات للخدمات الرديفة.
إنّ وجود دور حضانة للأطفال يساعد المرأة للانطلاق في الحياة، والقيام بأدوار متعددة.