مقال بعنوان ( دور تنمية الموارد البشرية في التنمية المستدامة)
طالبة الدكتوراة: ضحى حميد جاسم
قسم الجغرافية التطبيقية
دور تنمية الموارد البشرية في التنمية المستدامة:
لقد أكد العلماء أن اختلاف توجهاتهم على أهمية دور الإنسان وتأثيره الفاعل والايجابي في عملية التنمية المستدامة وفي فاعلية عناصر الاستدامة، فهذه العناصر لا تكون لها تلك الفاعلية بدون إنسان، وإن تنمية العنصر البشري يؤدي دورا فاعلا في التنمية المستدامة من خلال الاستخدام الأمثل للموارد وبذلك يعد تعظيم وزيادة الناتج القومي دالة في التنمية البشرية ومواردها وان العلاقة تعد تبادلية وهكذا فإن الأهمية البالغة للعنصر البشري وما يمتلكه من طاقات خلاقة باعتبار العنصر الإنتاجي الأول في عمليات التنمية المستدامة، فلا يمكن مطلقا أن تنفع العمليات اللازمة لتهيئة الوسائل المادية المطلوبة لتحقيق مستوى مناسب من التنمية المستدامة والارتفاع بمعدلات التنمية دون أن يكون العامل البشري المحرك الأول للعملية شريطة أن يكون ذا مستوى من التطور والتفتح والاندفاع الذاتي، وقد دلت تجربة للتطور الاقتصادي بكل وضوح على أن الكوادر المؤهلة ومعارفها المهنية والعلمية والتكتيكية بصفة خاصة والخبرة الإنتاجية والإدارية تكون عنصرا من أهم عناصر إعادة الإنتاج الجماعي التي كثيرا ما تحدد سير وأفاق عملية التنمية المستدامة.()
وفي هذا الصدد يشير مؤتمر هيئة الأمم المتحدة المنعقدة في القاهرة عام 1966م حول تصنيع الدول الإفريقية إلى أن مدى ونوعية تأهيل الناس يعتبران عاملا رئيسيا للتقدم وأن النقص في العمل المؤهل والخبرة هو السبب الرئيسي الذي يحول دون التنمية المستدامة وكانت دراسة سابقة عام1962م من قبل منظمة اليونسكو لكل أن الزيادة من متوسط دخل الفرد نتيجة للتحسن في العوامل البشرية هي أكبر من الزيادة المتوقعة من العائد، كما استطاعت عدد من الدراسات الإدارية التي تخصصت في بحث الاستثمار في الإنسان على المستوى المشروع أن تثبت أن الإنفاق على التدريب عليه زيادة مهمة في الطاقة الانتاجية لتحقيق تنمية، فالأنفاق ورفع كفاءة العمال وتحسين طرق أداء العمل زاد من عدد الوحدات المنتجة لنفس الفترة مما قلل التكلفة.
يتبين مما تقدم أن تكوين الموارد البشرية أصبحت من أهم القضايا وأكثرها إلحاحا باعتبارها العملية الضرورية لتحريك وصياغة وتنمية القدرات والكفاءات البشرية لتحقيق التنمية المستدامة ، ولقد تغيرت النظرة اتجاه الموارد البشرية نظرا للأهمية التي يتمتع بها حيث يعد هذا الأخير من أهم العناصر الإنتاجية التي يمكن أن تساهم في تحقيق التنمية وهو طاقة ذهنية وقدرة فكرية ومصدر للمعلومات والإبداع والإتيان بجديد وتشير إلى أن أهمية المورد البشري لا تكون بدون تعليم فكما كان أحسن تعليما كلما أدى ذلك إلى المزيد من التقدم والتميز في شتى المجالات.
التنمية عملية مجتمعية يجب أن تساهم فيها كل الفئات والقطاعات والجماعات ولا يجوز اعتمادها على فئة قليلة أو مورد واحد. التنمية المستدامة عملية واعية وهذا يعني أنها ليست عملية عشوائية وإنما عملية محددة الغايات ذات إستراتيجية طويلة المدى وأهداف وخطط وبرامج التنمية عملية موجهة بموجب إرادة تنموية تعي الغايات المجتمعية وتلتزم بتحقيقها وتمتلك القدرة على تحقيق الاستخدام الكفء لموارد المجتمع إنتاجا وتوزيعا بموجب أسلوب حضاري يحافظ على طاقات المجتمع. أهمية إحداث تحولات هيكلية وهذا يمثل إحدى السعات التي تميز عملية التنمية المستدامة من خلال ثلاثة أنظمة هي: نظام حيوي للموارد، ونظام اقتصادي ونظام اجتماعي وهذا الأخير يعني توفير العدالة الاجتماعية لجميع فئات المجتمع.