زنزانة صارت مدرسة: الامام الكاظم والرسالة الإلهية
م. سميره عطشان الفياض
عرف الامام الكاظم (ع) بزهده وعبادته وصبره. لقد كان رمزا للثبات والايمان حتى وهو في أقسى الظروف. لقد تحولت زنزانته الى منارة للعلم وللصبر والهدى. لقد كانت مدرسة: طلابها يدرسون فيها عن بعد، وأستاذها مقيد ومحبوس يحيط به الظلام يمينا ويسارا لكنه يشع نورا. كانت دروسها في الزهد وفي الايمان والقرب من الله.
لقد كان الامام الكاظم مثالا للصبر في مواجهه الظلم والجور. لم يكن السجن بالنسبة له مكانا للمعاناة فقط، بل كان وسيلة لتربية وتهذيب النفس. لقد كان (ع) السلام راضيا بالسجن حين قال” اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرغني لعبادتك، اللهم وقد فعلت. فلك الحمد”. لقد كان (ع) السلام يستثمر كل فرصة لتوجيهه الرسائل وتعليم الامة المبادئ وقيم الإسلام. لقد كان علمه ينتقل عن بعد عن طريق أتباعه الذين تواصلوا معه رغم قيوده. لقد نقلوا عنه المواعظ والحكم التي باتت نبراسا للأجيال. لقد تحولت تلك الطامورة الى مدرسة علم ووحي إلهي. لقد تعلم الصبر والثبات على قضاء الله. وأن حياته أصبحت درسا عمليا توارثته الأجيال. هذا الدرس الذي جسد الايمان والعطاء في أصعب الظروف. لقد تحول الظلم الى وسيلة لنشر الحق والعدالة. فسلام عليك يا كاظم الغيظ يوم ولدت، ويوم استشهدت في غياهب السجون، ويوم تبعث حيا.
 
يــــا كـــاظم الغيظ يـــا جد الجواد ومن * عـــمّت جمــــــيع بـــني الدنيا مكارمه
ومــــن غــــدا شرع خير المرسلين به * ســــــامي الــذرى وبه شيدت دعائمه
الحــــــق لـــولاك ما بــــانَت حقــــائقه * والشرع لـولاك ما قامت قوائمه
 

شارك هذا الموضوع: