اسم الطالبة : اسراء حسن هادي 
جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الإنسانية / قسم التاريخ 
سباق التسلح وتطوره التاريخي 
أولا : التعريف بسباق التسلح 
ماهو سباق التسلح ؟ 
سنتطرق الى مجموعة تعاريف لمعرفة ما هو سباق التسلح 
ان سباق التسلح هو أحد أشكال التعبير عن السياسة الخارجية للدولة نتيجة سعي الدولة لتحقيق الأمن في مواجهة الدول المعادية، ونجد ان الدكتور محمد السيد سليم يعرف سباق التسلح على انه « عبارة عن موقف يتضمن وحدتين دوليتين او أكثر في حالة من العداء يزيد كل منهما او يحسن مستوى تسليحه بمعدل سريع وينظم اوضاعه العسكرية بالنظر الى السلوك السياسي والعسكري السابق أو الراهن أو المتوقع للأطراف الاخرى » أو أن سباق التسلح نتيجة نموذج الفعل ورد الفعل عندما تحصل تغييرات في مستوى القوة المسلحة لبلد ما بسبب تغييرات في القوات المسلحة لدول أخرى، إذا كانت التغيرات تنطوي على زيادة في التسلح .
وفق نموذج الفعل ورد الفعل في التفاعلات الدولية يعرف قاموس بنغوين للعلاقات الدولية سباق التسلح بانه حالة تسبق الحروب واندلاع العنف تنطلق بالتنافس على تكديس الأسلحة على الأقل من قبل فاعلين أثنين متصارعين كما أن الهاجس الأمني يدخل فاعل في تعريف سباق التسلح عند بعض الباحثين مارتن غريفتس وتيري اوكلاهان في كتابهما “المفاهيم الأساسية في العلاقات الدولية” حيث يعرفان سباق التسلح على أنه « نزاع تنافسي بين دولتين أو أكثر تسعيان إلى تحسين أمنهما، الواحدة مقابل الأخرى من خلال بناء قوة عسكرية” وعندما يكون العامل السايكولوجي  مسيطر على السياسة الخارجية لبلد ما ينطلق كولن جراي في تعريفه لسباق التسلح على انه طرفان أو أكثر يرون انفسهم في علاقة عدوانية أنفسهم في علاقة عدوانية، حيث يعملون على زيادة وتحسين اسلحتهم بوتيرة سريعة، مع اعادة تنظيم أوضاعهم العسكرية، مع الاهتمام العام بالسلوك العسكري والسياسي الماضي والحالي والمتوقع للأطراف الأخرى  وعندما يرى أن سباق التسلح بانه ظاهرة ذات ابعاد (عسكرية، صناعية تجارية نجد إن الدكتور عبد الوهاب الكيالي يعرفه بانه ظاهرة تتمثل في استمرار التنافس بين الدول المتنازعة فعلاً أو ضمناً على تحسين كفاءتها واسلحتها القتالية وطاقاتها الانتاجية فضلاً عن طاقاتها الدفاعية والهجومية من خلال تطوير الأسلحة والمعدات نوعاً وزيادتها كماً مع بناء قوات مسلحة ضخمة على استعداد دائم لخوض القتال كما أن نوعية السلاح دخلت كعامل أساسي في تعريف سباق التسلح الذي نص على «الاستحواذ الفاعل على الأسلحة من قبل دولتين أو مجموعة دول، وهذه الأسلحة بصورة محددة هي الصواريخ وبشكل أدق الراس النووي. 
من اجل ان يتحقق سباق التسلح يجب ان تتوفر مجموعة من الشروط هي :
ثالثاً: يجب أن تتنافس الأطراف من حيث الكمية (الرجال، الأسلحة)، أو النوعية الرجال، الأسلحة، التنظيم، العقيدة)، أو كلاهما.
رابعاً: يجب ان يؤدي تفاعل اطراف السباق الى زيادة سريعة ومتواصلة في الكمية او تحسين الجودة النوعية للأسلحة أو كلاهما.
ثانيا : المسار التاريخي لسباق التسلح 
ان مصطلح التسلح بمعناه الكامل يشمل كل اسباب الحرب ويقول الجنرال ج ف ث فوللر في كتاب (اثر التسلح في التاريخ) هو “الة تتصف بقوة مدمرة” وان تاريخ استخدام السلاح قديم جدا فقد استعمل المغول منذ عام 54 ق م رصاصات من الخزف الملتهب لحرق معسكر يوليوس قيصر وفي عام 1579 استعمل ملك بولونيا قذائف ذات اللهب الابيض لشدة حرارتها وللسلاح اهمية كبيرة في نظر ميكافيلي المفكر والفيلسوف الايطالي حيث يقول ” لا توجد قوانين صالحة الا حيث توجد اسلحة صالحة وحيث وجدت اسلحة صالحة ترى قوانين صالحة” 
عد سباق التسلح من احد اسباب اندلاع الحرب العالمية الأولى وقد شهدت اوربا منذ اواخر القرن التاسع عشر سباق تسلح خطير بين دولها الكبرى والسبب في ذلك هو الزيادة الكبيرة في النفقات العسكرية فقد زادت هذه النفقات بمقدار ثلاثة اضعاف كما هو الحال في المانيا وبريطانيا وضعفين في فرنسا وكانت بعض الدول نفقاته العسكرية اقل من الدول السابقة على سبيل المثال في روسيا كانت الميزانية تمثل ثلث الميزانية العامة كما عانت ايطاليا من زيادة في النفقات العسكرية وهذا الأمر جعل الدول تدخل في سباق محموم من اجل الحصول على الاموال لغرض تمويل النفقات العسكرية  وظهر التسلح البحري واضحا بين بريطانيا والمانيا التي امتلكت اسطول بحري موهل للقيام بعمليات في بحر الشمال وكان مؤسس الاسطول البحري الالماني فون تربير ( يرى ان خير وسيلة لاجبار البريطانيين على الاعتراف برغبات ومصالح المانيا هو انشاء اسطول بحري الماني مؤهل لمجابهة الاسطول البريطاني وقد تحقق برنامج ( تربيتر) للتسلح البحري الالماني بالقوانين التي اصدرتها الحكومة الالمانية ولاشك أن بريطانيا كانت تعد نفسها سيدة البحار وذلك لامتلاكها اقوى اسطول بحري اذ اخذت تنظر بعين القلق الى بناء قوة بحرية المانية هذا ما يتعلق بالتسلح البحري اما التسلح البري ظهر بين المانيا وفرنسا وكان قائما منذ نهاية حرب السبعين ۱۸۷۰ وبلغ ذروته في عام ۱۹۱۳ على اثر اصدار سلسلة من القوانين العسكرية بين الدولتين المانيا وفرنسا وعلى اثر اشتداد سباق التسلح ظهرت في الافق بعض المحاولات حاولت الحد من هذا التسلح وتمثل هذا بدعوة روسيا القيصرية الى عقد مؤتمر دولي للسلام في لاهاي وبالفعل تم عقد الاجتماع ۱۸۹۹ دون ان يتوصل الى اي نتيجة تذكر وذلك بسبب رفض الدول لكل تلك المقترحات الخاصة بإيقاف التسلح العسكري  وكذلك عقد مؤتمر لاهاي الثاني ولم يخرج بنتائج تذكر وكان حظه مثل المؤتمر الاول وكانت محاولة الحكومة البريطانية في ضغط نفقات التسلح عديدة وكذلك محاولة الضغط على الحكومة الالمانية من اجل تحديد قوتها البحرية كل تلك المحاولات فشلت بل على العكس من ذلك اصبحت المانيا أكثر قوة والدليل على ذلك هو انها اشترطت على بريطانيا في حالة تعرض المانيا الى اي خطر تقف بريطانيا على الحياد لكن الحكومة البريطانية رفضت هذا المقترح لان في حالة موافقتها سوف تتعرض فرنسا للخطر الالماني وكانت نتيجة سباق التسلح هو ظهور حالة خطيرة من التوتر لدى الرأي العام في الدول الأوربية واصبحت مهيأة لفكرة نشوب الحرب وقد لجأت الحكومات الى الصحافة وحفزتها على القيام بحملات صحفية في ذلك الاتجاه وكان كبار الصناعين من اصحاب معامل الاسلحة دور واضح في مثل تلك الحملات الصحفية ايضا.

شارك هذا الموضوع: