سجن عارم في التاريخ الاسلامي
سبب التسميّة: 
فقد وردَ أنّهُ “أُسِّرَ زيد غُلام مصعب بْن عبد الرحمن بْن عوف فبُنيَ لهُ بناء ذراعين فِي ذراعين وأُقيم فيه، وكان ذلك البناء فِي السجن فقيل سجن عارم. وصُيِّرَ عارم وعدّة معه فِي بناء بُنيَ لهم ضَيّق وأُطبِقَ عليهم حتى ماتوا”().
أين موقع السجن؟
“لما عزل عبد الله بن الزبير أبنه حمزة بن عبد الله عن البصرة، قال له: أين المال؟ قال: وفد عليَّ قومي فوصلتهم به. قال: مال ما هو لك ولا لأبيك! وقيّده وحبسه في سجن عارم بمكة”(). فالأمر واضح من الرواية أنّ سجن عارم كان بمكةَ المُكرّمة.
من الذين دخلوا السجن؟
جاءَ في الرواية “وكان ابن الزُّبير قد حبس محمد بن الحنفية في خمسة عشر رجلاً من بني هاشم، فقال: لتُبايعُنَّ أو لأُحرِقَنَّكُم، فأبوا البيعة، وكان السجن الذي حبسهم فيه يُدعى سجن عارم وفي ذلك يقول كُثيِّر، يخاطب ابن الزبير:
تُخَبِّرُ من لاقَيتَ أنك عائذٌ بل العائذُ المحبوسُ في سجنِ عارمِ
وصيُّ النبيِّ المصطفى وابْنُ عمِّه … وفَكَّاكُ أعناقٍ وقاضي مَغارِمِ”().
وفي نص آخر أكثر تفصيلاً، يذكر أنّ المكان اسمهُ شعب عارم وليس سجن عارم: “جمع عبد الله بن الزبير محمد بن الحنفية وعبد الله بن عباس في سبعة عشر رجلاً من بني هاشم، منهم الحسن بن الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام، وحصرهم في شعب بمكة يعرف بشعب عارم، وقال: لا تمضي الجمعة حتى تبايعوا إليَّ أو أضرب أعناقكم، أو أحرقكم بالنار، ثم نهض إليهم قبل الجمعة يريد إحراقهم بالنار، فالتزمه ابن مسور بن مخرمة الزهري، وناشده الله أن يؤخرهم إلى يوم الجمعة، فلما كان يوم الجمعة دعا محمد بن الحنفية بغسول وثياب بيض، فاغتسل وتلبس وتحنط، لا يشك في القتل، وقد بعث المختار بن أبي عبيد من الكوفة أبا عبد الله الجدلي في أربعة آلاف، فلما نزلوا ذات عرق، تعجل منهم سبعون على رواحلهم حتى وافوا مكة صبيحة الجمعة ينادون : يا محمد، يا محمد ! وقد شهروا السلاح حتى وافوا شعب عارم، فاستخلصوا محمد بن الحنفية ومن كان معه، وبعث محمد بن الحنفية الحسن بن الحسن ينادي: من كان يرى إن الله عليه حقاً فليشم سيفه، فلا حاجة لي بأمر الناس، إن أعطيتها عفوا قبلتها، وإن كرهوا لم نبتزهم أمرهم”().

شارك هذا الموضوع: