سياسة دونالد ترامب تجاه الشرق الأوسط وتأثيراتها المستقبلية 
اسم الطالب : عمار ناهي عذاب 
القسم : الجغرافية التطبيقية 
شهدت فترة رئاسة دونالد ترامب (2017-2021) تحولات جوهرية في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط، حيث اعتمد نهجًا غير تقليدي قائمًا على المصالح الاقتصادية والأمنية المباشرة، مع تقليل الانخراط العسكري التقليدي وتعزيز التحالفات الإقليمية لمواجهة الخصوم المشتركين. وقد تجسدت هذه السياسة في قرارات بارزة، مثل نقل السفارة الأمريكية إلى القدس، الانسحاب من الاتفاق النووي الإيراني، وتوقيع اتفاقيات التطبيع بين إسرائيل وعدد من الدول العربية. ومع احتمال عودته إلى السلطة أو استمرار تأثير نهجه السياسي داخل الحزب الجمهوري، يبرز التساؤل حول مآلات هذه السياسة في عام 2025 وتأثيراتها المحتملة على الاستقرار الإقليمي، والتحالفات الدولية، والملفات الأمنية والاقتصادية.
الت مع استمرار تأثير نهج ترامب على السياسة الأمريكية، سواء من خلال عودته المحتملة للرئاسة أو عبر سياسات الحزب الجمهوري، فإن مستقبل الشرق الأوسط سيظل متأثرًا بهذه التوجهات. في حال عودة ترامب إلى البيت الأبيض، فمن المرجح أن يعيد تبني سياسات “الضغط الأقصى” على إيران، وربما يضغط باتجاه اتفاقات تطبيع إضافية بين إسرائيل ودول عربية وإسلامية أخرى. ومن المحتمل أن تتصاعد التوترات في المنطقة، خاصة إذا استمرت إيران في تطوير برنامجها النووي، مما قد يزيد من احتمالات المواجهة العسكرية المباشرة أو بالوكالة. أما على صعيد العلاقات الخليجية-الأمريكية، فمن المتوقع أن تستمر واشنطن في تعزيز التعاون العسكري والاقتصادي مع دول الخليج، ولكن مع مطالبات متزايدة بمساهمات مالية وأمنية أكبر في حماية الاستقرار الإقليمي. وقد يواجه هذا التوجه تحديات، خاصة مع تنامي الدور الصيني والروسي في المنطقة، حيث تسعى الدول الخليجية إلى تنويع شراكاتها الاستراتيجية لتجنب الاعتماد المطلق على واشنطن. فيما يخص القضية الفلسطينية، فمن غير المتوقع حدوث تغيير جذري، حيث يتبنى ترامب وحلفاؤه نهجًا داعمًا لإسرائيل بشكل غير مشروط، مما قد يؤدي إلى مزيد من التهميش للمطالب الفلسطينية، خاصة مع استمرار الانقسام الداخلي الفلسطيني، وانشغال القوى الإقليمية بملفات أكثر إلحاحًا مثل الأمن والاستقرار الاقتصادي. من الناحية الاقتصادية، قد تتجه الولايات المتحدة تحت قيادة ترامب إلى تعزيز استثماراتها في قطاع الطاقة، مما قد يعيد تشكيل خريطة أسواق النفط والغاز، خاصة في ظل المنافسة المتزايدة من الصين والهند. هذا التحول قد يؤثر على توازنات القوى الاقتصادية في الشرق الأوسط، ويدفع بعض الدول إلى إعادة تقييم سياساتها الاقتصادية لتعزيز استقلالها عن الهيمنة الأمريكيةأثيرات المستقبلية لهذه السياسة في عام 2025

شارك هذا الموضوع: