مقال بعنوان
سيكولوجية الإشراف والإدارة
م.م هند مفتن رحم
جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
يتوقف المناخ النفسي للجماعة على نوع الإشراف أو الإدارة التي يخضع لها الافراد. وتوقف الإدارة بدورها على شخصية المدير فإما طاعة مطلقة ودكتاتورية أو تعاون وتفاهم وتشاور ديمقراطي، مثله كمثل رب الأسرة، يؤثر في جو العمل كما يؤثر الأب في جو الأسرة.
وتتأكد أهمية القائد المتكيف تكيفا حسنا من إحدى الدراسات التي أجريت على العاملين في إحدى الشركات الأمريكية، اختبار لمعرفة مدى انتشار روح التعاون بينهم فطلب منهم أن يصفوا اتجاهات زملائهم ويوضحوا عما إذا كانت اتجاهات ودية أم غير ودية. واتضح منها أن أقسام العمل التي يسود فيها جو الود والتعاون بين العاملين تنتج إنتاجا أكثر وفرة بالمقارنة بإنتاج العاملين الذين يسود بينهم جو السخط والغضب تجاه بعضهم البعض. وبلغت هذه الزيادة 10% في الإنتاج كما انخفضت نسبة العادم أو الفاسد من المواد الخام بنسبة 40% عن مثيلتها لدى الأقسام غير المتعاونة. .
ولقد أجرى قسم العلاقات الصناعية التابع لمعهد كاليفورنيا للتكنولوجيا خمسة وعشرين بحثا تناولت ثمانية عشر شركة شملت أكثر من 50 ألف عامل، وأسفرت هذه الدراسة على أن الروح المعنوية عند المشرفين دائما أعلى منها لدى العمال وأن هناك ارتباطا كبيرا بين الروح المعنوية للمشرف والروح المعنوية لعماله. فشخصية المشرف تنعكس على عماله لأنه يمثل الشركة بالنسبة لهم أكثر من الرؤساء الكبار الذين يبتعدون عن مواقع العمل، فهو رمز السلطة عندهم ويعتبر قاضيا كما يعتبر موضعا لحب عماله وتعاطفهم.
ويهتم معهد البحوث الاجتماعية بجامعة ميتشجان بإجراء البحوث على الإدارة الممتازة وأثرها في الكفاية الإنتاجية والروح المعنوية والقيادة المسئولة عن الإنتاج المرتفع والشعور بالرضا عن العمل ولقد اعتمدت بحوث هذا المعهد على محكين أساسيين لتحديد الكفاءة الإدارية للمدير وهما
معدل الكفاية الإنتاجية للعامل في الساعة.
الشعور بالرضا عن العمل.
