: سيكولوجية الدوافع – لماذا نتصرف كما نفعل.                riyam.m@s.uokerbala.edu.iq
المقدمة:
تُعَدّ الدوافع من أهم العوامل التي تؤثر على السلوك الإنساني، فهي القوة المحركة التي تدفع الفرد إلى القيام بتصرفات معينة لتحقيق أهدافه وإشباع احتياجاته. يهتم علم النفس بدراسة هذه الدوافع لفهم الأسباب الكامنة وراء تصرفات الإنسان، وكيفية تأثيرها على السلوك في مختلف جوانب الحياة. يهدف هذا التقرير إلى استعراض مفهوم الدوافع، أنواعها، وأهم النظريات المفسرة لها، مع تحليل الأسباب التي تجعلنا نتصرف كما نفعل.
مفهوم الدوافع في علم النفس:
يشير مفهوم الدوافع إلى الحالة الداخلية التي تحرك السلوك وتوجهه نحو تحقيق غاية معينة. وتُعدّ الدوافع محركًا أساسيًا لكل ما نقوم به من تصرفات، سواء كانت فطرية مثل الحاجة للطعام والماء، أو مكتسبة مثل الرغبة في النجاح أو تحقيق الذات.
أهمية الدوافع في السلوك الإنساني:
  • توجيه السلوك نحو أهداف محددة.
  • استمرارية النشاط حتى تحقيق الهدف.
  • تحديد مدى قوة الإصرار والالتزام.
  • تفسير اختلاف استجابات الأفراد لنفس الموقف.
أنواع الدوافع:
  1. الدوافع الفطرية (البيولوجية):
    وهي دوافع يولد بها الإنسان، وتتعلق بالحاجات الأساسية مثل الجوع، العطش، النوم، وحفظ البقاء.
  2. الدوافع المكتسبة (الاجتماعية والنفسية):
    وهي دوافع تتشكل نتيجة الخبرات والتفاعل مع البيئة، مثل الحاجة إلى التقدير، الانتماء، النجاح، وتحقيق الذات.
  3. الدوافع الداخلية:
    تنبع من داخل الفرد دون تدخل خارجي، مثل حب المعرفة أو الرغبة في الابتكار.
  4. الدوافع الخارجية:
    تأتي نتيجة عوامل خارجية مثل المكافآت، التشجيع، أو العقاب.
نظريات تفسير الدوافع:
  1. نظرية ماسلو للحاجات (Maslow’s Hierarchy of Needs):
    اقترح ماسلو أن الحاجات الإنسانية مرتبة في شكل هرمي يبدأ بالحاجات الفسيولوجية (كالطعام) ثم الأمان، الحب والانتماء، التقدير، وأخيرًا تحقيق الذات.
  2. نظرية التحفيز (Drive Theory):
    ترى هذه النظرية أن الدافع ينشأ نتيجة توتر داخلي ناتج عن حاجة غير مشبعة، مما يدفع الفرد إلى التصرف لتخفيف هذا التوتر.
  3. نظرية التوقع (Expectancy Theory):
    تفترض أن السلوك مدفوع بتوقع الفرد للنتائج، فكلما زاد اعتقاد الشخص بأن سلوكه سيؤدي إلى نتيجة مرغوبة، زادت احتمالية القيام به.
  4. نظرية التفاعل الاجتماعي:
    تركز على أن الدوافع تتشكل من خلال التفاعل مع المجتمع، وتتأثر بالتوقعات الاجتماعية والثقافية.
لماذا نتصرف كما نفعل؟
  1. إشباع الحاجات: يسعى الإنسان لتلبية احتياجاته الأساسية مثل الطعام والأمان والانتماء.
  2. التحفيز الذاتي: تدفعنا الرغبة في التطور والنجاح لتحقيق الذات وإثبات القدرات.
  3. التجارب السابقة: تؤثر تجاربنا السابقة على قراراتنا وسلوكياتنا المستقبلية.
  4. التأثيرات البيئية: يلعب المجتمع والثقافة دورًا كبيرًا في تشكيل دوافعنا وسلوكياتنا.
  5. الانفعالات والعواطف: تتحكم العواطف كالحب، الخوف، والغضب في كيفية تصرفنا واستجابتنا للمواقف.
خاتمة:
تلعب الدوافع دورًا أساسيًا في تفسير السلوك الإنساني، وهي التي تجعلنا نتصرف بطرق معينة لتحقيق احتياجاتنا وأهدافنا. من خلال فهم سيكولوجية الدوافع، يمكننا تحليل سلوكنا وسلوك الآخرين بشكل أعمق، مما يسهم في تطوير الذات وتحقيق التوازن النفسي والاجتماعي.


شارك هذا الموضوع: