سَلسَلة مقالات تأسيسنا لبعض مصطلحات الرواية التاريخية التجهيل الروائي اختيارًا
والتجهيل لغةً الحمل على أظهار الجهل والتجهيل الروائي:حمل الأمة على الجهل،فبث الروايات المُختلقة التي وظفت فيها مقاصد معظم المصطلحات التي أسسنا لها،ونشرها بفعل منظومة الإعلام السلطوية،وتقبلها وتناقلها بكونها واقع.
“عن عبد الله بن أحمد بن حنبل قال سألت أبي عن علي ومعاوية فقال اعلم أن عليا كان كثير الأعداء ففتش له أعداؤه شيئا فلم يجدوه فجاءوا إلى رجل قد حاربه وقاتله فأطروه كيدا منهم له“.
حتى ذُكر “إن رجلا من أهل الكوفة دخل على بعير له إلى دمشق في حال منصرفهم عن صفين فتعلق به رجل من دمشق فقال:هذه ناقتي أخذت مني بصفين،فارتفع أمرهما إلى معاوية وأقام الدمشقي خمسين رجلا بينة يشهدون أنها ناقته فقضى معاوية على الكوفي وأمره بتسليم البعير إليه،فقال الكوفي:أصلحك الله إنه جمل وليس بناقة” فرد معاوية قائلًا : “هذا حكم قد مضى،ودس إلى الكوفي بعد تفرقهم فأحضره وسأله عن ثمن بعيره فدفع إليه ضعفه وبره وأحسن إليه وقال له : أبلغ عليا أني أقابله بمائة ألف ما فيهم من يفرق بين الناقة والجمل“ولم يقف الأمر عند ذلك حتى” بلغ من أمرهم في طاعتهم له أنه صلى بهم عند مسيرهم إلى صفين الجمعة في يوم الأربعاء وأعاروه رؤسهم عند القتال وحملوه بها وركنوا إلى قول عمرو بن العاص: إن عليا هو الذي قتل عمار بن ياسر حين أخرجه لنصرته،ثم ارتقى بهم الأمر في طاعته إلى أن جعلوا لعن علي سنة ينشأ عليها الصغير ويهلك عليها الكبير” وجرت تلك السُنة بالتجهيل.
فقد” كتب إلى عماله…لا تتركوا خبراً يرويه أحد من المسلمين في أبي تراب إلا وائتوني بمناقض له من الصحابة،فان هذا أحب إلي وأقر لعيني وادحض لحجة أبي تراب وشيعته، فرويت أخبار كثيرة في مناقب الصحابة مفتعلة لا حقيقة لها،حتى أشادوا بذكر ذلك على المنابر،والقي إلى معلمي الكتاب،فعلموا صبيانهم وغلمانهم من ذلك الكثير الواسع حتى رووه وتعلموه كما يتعلمون القرآن“
يبدو أسلوب تبناه نظام البعث المقبور من معاوية الذي ” كتب إلى عماله نسخة واحدة إلى جميع البلدان:انظروا من قامت عليه البينة أنه يحب عليا وأهل بيته فامحوه من الديوان واقطعوا عطاءه ورزقه وشفع ذلك بنسخة أخرى : من اتهمتموه بمولاة هؤلاء القوم فنكلوا به واهدموا داره،فلم يكن البلاء أشد ولا أكثر منه بالعراق ولا سيما بالكوفة” .