مما لا شك فيه أن التطور الذي شهده العصر العباسي بفعل تطور الحضارة ، انعكس على الشعراء فتجسدت الحضارة الجديدة ،  في أشعارهم ، بكل جوانبه الثقافية إذ لمسنا مدى التطور العلمي الذي شهده العصر ، من تطور في مجالات العلوم فشملت علم الفلك، والنحو، والمنطق ، والفقه،  والفيزياء وسائر العلوم الأخرى
تمثلت بأدب  المعاشرة واللياقة في التعامل مع الاخرين ، التي عدت من أثر الحضارة ، فساد الود والمحبة ، والاحترام ، والعديد من العادات التي نمت بفعل التحضر
أنتشر بناء الأبراج  والمراصد الفلكية في الدولة الغزنوية وامتد بعد ذلك الى الدولة العباسية وتطور مع تطور الحضارة العباسية ,إذ يعد المرصد الفلكي هو المبنى لرصد المعلومات الفلكية وتسجيلها وكانت المراصد تحتوي على الآلات الخاصة برصد المواقع الفلكية التي تطورت وتنوعت مع التطور الذي شهده العصر العباسي  وتختلف هذه الإجهزة كماً ونوعاً من مرحلة إلى أخرى ، وبفعل ظهور الحضارات الانسانية احتاج إنسان تلك الحضارات الى ما يساعده على نموه وتطوره فاكتشف بعض الادوات الفلكية التي لوحظ من خلالها إن رصد السماء من مكان مرتفع أفضل من رصدها في الاماكن المنخفضة أو المغبرة ، فحدد أماكن معينة بالتلال وسطوح المعابد والابراج وغيرها ()
     ومما لا شك فيه أن العرب قد عرفوا علوما ً متنوعة وقد توارثوا بعضها  من الشعوب والأمم المجاورة ، وإن  العلم لا يولد بين ليلة وضحاها ، وإنما يتكون على شكل مراحل تتوارثها الأجيال جيل بعد  جيل . ومن بين تلك العلوم التي أنتشرت منذ القدم ” علم الفلك ” وهذا العلم الذي عُرِف بالعديد من المسميات  كعلم الهيئة ، وعلم النجوم  ، وعلم التنجيم  وقبل الخوض في هذا المبحث وما يتعلق بهذا العلم الواسع لابد من أن نعطي تعريفاً بسيطاً لعلم الفلك فقد عرّفه الخوارزمي بقوله  : ” معرفة تركيب الأفلاك وهيئتها وهيئة الأرض ” ()
    
      إنَ التطور الذي شهده علم الفلك في العصر العباسي قد انعكس على   فروع علم الفلك التي استحدث بفعل الحضارة  والتـطور ومنها ، (حساب الزيج ) وهي صناعة حسابية على قوانين عددية يخص كل كوكب عن  طريق حركته وما ادى إليه برهان الهيئة في وضعه من سرعة وبطئ واستقامة ورجوع والعديد من الأمور الحسابية التي يعرف بها مواضع الكواكب في افلاكها ، لأي وقت فرض من قبل حسبان حركتها على تلك القوانين المستخرجة من كتب الهيئة كالمقدمات والأصول كما في معرفة الشهور والأيام  والتواريخ ( ).
     وانسجاماً مع روح التجديد الذي شهده العصر العباسي فقد تأثروا بمعطيات الفكر والعلم  ، ونتيجةً لتمازج الثقافات واختلاط الشعوب بعضها مع البعض ، نجد أنَّ الصورة الفلكية قد أخذت منحى آخر اتسم بالتطور والابداع وبعداً حضاريا في موضوعات  عدة ،  وفي هذا المبحث نسعى لمعرفة السبل التي اتبعها البستي ، من أجل تصدير معرفته بأحوال النجوم والكواكب وصفاتها إلى مادة غنية ترفد خياله الخصب ، وصوراً ليفتح بها أفاقاً رحبة للتجديد والإبتكار حتى غدت سمة بارزة في شعره ، ومن أجل اظهار إبداع أبي الفتح البستي في  معرفة النجوم والكواكب  ،  ومن خلال استقراء  شعر الشاعر  لمسنا مقدرة الشاعر ومعرفته بأحوال النجوم، والكواكب ،وصفاتها وقدرته على توظيف ما يمتلكه من معرفة في علم الفلك  , فقد وظف في شعره  الظواهر الفلكية المختلفة   كالكسوف والخسوف وغيرها من الظواهر الاخرى التي لها علاقة بالفلك وعلى تماس مباشر بحياة الإنسان اليومية ، والتي ارتبطت قديما ً بالخرافات؛ لان تفكيرهم كان محدوداً ولان حياتهم مرهونه بهذه التقلبات الجوية والفلكية , و لكن تقدم العلوم في العصر العباسي واختراع العديد من الآلات الفلكية قد ازال الابهام والغموض عن العديد من الظواهر الفلكية وفسر المدلولات التي يحملها كل حدث فلكي ومنها الكسوف( ) .
وتجلت ظاهرة كسوف الشمس في أشعار الشاعر البستي بقوله : 
لـئِن كَـسَفَونـا بــلا عِــلةٍ
فـقد يـكسِفُ الـمرءَ مَـن دونهُ

 
وفــازَت قِـداحُهُـم بـالـظفَـــر
كـما يـكسِف ُالـشمسَ جُـرمُ القَمَر ()

 
وقد أشار الى الكسوف وبقائه القليل  بقوله : 
فديُتكَ يا روح َ المكارم كُلّـها
حُسبت ومن بَعد الكُسوف تَبلجٌ
فلا تعتقد ْ للحَبس غَماً ووَحشةُ

 
بأنفس ما عندي من الروح ِوالنفسِ
تُضيءُ بهِ الآفاق للبَـدر والشمسِ
فأول ُ كونِ المرء في أضيق ِ الحبس ِ()

هنا نجد الشاعر شبه حال الممدوح بحال الشمس عند الكسوف إذ جعل الكسوف بمثابة الشمس , وبعد اشراقها تضيء الكون وتكون السماء كأنها ملتقيه بالارض من شدة النور , ثم يقارن الكسوف بالسجن الذي تظاهر بانه تآلف به لانه لم يمكث فيه طويلاً . 
وأشار إلى عدم تغير الشمس عند دخولها الأبراج في قوله: 
لـئن ْ تـنقلت ُ من دار إلى دار
فالحُـرُ حُرٌ  عزيزُ حـيثُ ثوى

 
وصـرت  بـعـدَ ثواءٍ  رَهنَ أسفار
والشمسُ فـي كلُ بُرج ٍ  ذاتُ أنوار ()

 
ويبدو أنّه المح بطرفٍ خفيٍ إلى علاقة منازل النجوم ، وفصول السنة ، فضلاً عن إشارته إلى التقويم الهجري والذي يُسمى ( التوقيت الغروبي )() كما جاء في قوله : 
أقــول ُ ورُوعـي للفـراق ِ مٌـروعٌ
لـئن صَـدع َ الـدُهر ُ الُمشتتُ جمعنا
وإنـي لأرجــو أن يـعـودَ زمـاننا
وللـنجم مـن بَعد ِ الرجوع ِ استقامة

 
وفـي الخَـد سَـيل ُ للفراق ِ دَفُوع ُ
فللـدهرِ حـكمُ للـجموع ِ صَـدوعُ
بـخَيرٍ فـمِن بَـعد ِالشتاء رَبيــعُ
وللشمس ِمـن بعد الـغروب ِطلوعُ()

 
في هذه الابيات يصف الشاعر الفراق , والبعدعن الاشخاص المقربين للشاعر فيها عبارات حزن من صدع القلب ودموع , لكن يرجو أن يعود الزمان به , شبه حاله بحال الربيع الذي يعم الخبر بعد الشتاء وحال الشمس بعد الغروب لها شروق مرة اخرى , هنا لم  يصف فصول السنه بما فيها من البهجة والثمار وانما وصف حالة الفراق وتأمل مثلما الربيع يأتي بعد الشتاء ويعم الخير , والشمس تشرق بنورها الزاهر .  
وأشار كذلك إلى التقويم القمري عبر ذكره لسِرار الشهر الذي يعني آخر ليلة قمرية فيه  وهو ما ظهر في قوله: 
شـأنك، يـا دمـع ُ، وانـحـدارك
فـقد نـاى الـمؤنس الـــمواتي
وأي جًـرم جـنيـت ًحـــتـى
وأي ذنبٍ اتيتُ حتى
يـاقـــمَـر َالأرض لا أرانـي

 
ويـا زفـير َ الـحشـا تَـــداركْ
وقـد خـلا المـجلسُ الــمبـاركُ
أبعدت، بعد الدنو ، داركْ
سـُلـبتُ مـن شـقوتي جــواركْ
ربّـي وربّ الـورى سِـــراركْ()

هنا الشاعر شبه محبوبته بالقمر إذ وظف الكواكب ( الفلك ) من خلال أغراضه الشعرية . 
وقد كان للعرب الدور الأكبر في تطوير علم المثلثات وما وصل اليه من تطور وبشكل علمي منظم مستقل عن الفلك ، ولا يخلو هذا العلم من أثر الإختراع والإكتشاف وفي تسهيل العديد من البحوث الطبيعية والهندسية().
      و يمكننا القول إن العرب استطاعوا أن يحددوا كل المسائل المختصة بالمثلثات الكروية المائلة فنجد نللينو يقول: ” … وفي أواخر القرن الثالث, أو اوائل القرن الرابع  توصلت العرب الى معرفة  كل من هذه القواعد المختصة بالمثلثات الكروية القائمة الزاوية اذ وجدتها مستعملة لحل مسائل علم الهيئة الكروي ، في النسخة الخطية الموجودة من” زيج أحمد بن عبدالله” المعروف بحبش الحاسب المحفوظة بمكتبة برلين وهذا الزيج ألف بعد الثلاثمائة بسنين قليلة جدا حسبما أستدلت عليه بأدوات، شتى ” ()
                  والحراك العلمي الحضاري تأثر تأثراً كبيراً بالبيئة المحيطة بالشاعر ، والخصوصية اجتماعية للبيئة اثرت في انخراط الشاعر في التنجيم المرتبط ارتباطا وثيقاً بالعقلية العربية ، فقد انخرط البُستي بالتفسيرات الشعبية للنجوم والكواكب القائمة على ربط الكواكب والنجوم بالسعد والنحس ، 
 
ويبدو أن التنجيم في عصر الشاعر بدأ يأخذ منحى آخر ، عبر التنظير فقد أرتبط زحل والمشتري  بالصورة المسماة الهيأة الثلاثية ،  وأشار العلماء العرب إلى هذه الثلاثيات بمصطلح : المُثلثة ، إذ نجد الخوارزمي قد عرفها بأنها : ” كل ثلاثة أبراج تكون على طبيعة واحدة تنسب إلى ثلاثة كواكب ، ويكون أحداهما صاحب المثلثة المقدم بالنهار والثاني المقدم باليل,  والثالث شريكهما بالنهار والليل . فالحمل والأسد والقوس مثلثة وهي حارة يابسة ، والثور والعذراء والجدي مثلثة باردة يابسة : والجوزاء والميزان والدلو مثلثة حـارة رطبة : والسرطان ،والعقرب ، والحوت مثلثة باردة ،رطبة ” ( )
      وقد قدم البيروني ( ت 440هـ) خصائص هذه الثلاثيات عندما أشار إلى إنّ المثلثات هي : ” البروج المتفقة في الطبيعة بكلتا الطبيعتين واقعة في الفلك على زوايا مثلث متساوي الاضلاع ، ولذلك تعد البروج المثلثة شيئاًَ واحداً ، ويكون حكمها بالتقريب شيئاً واحداً ، فالحمل والأسد والقوس مثلثة نارية ، وهي تدل على الأمتلاء والجمع ، والثور والسنبلة والجدي على مالا برز له من العشب والمراعي ، والجوزاء والميزان والدلو مثلة هوائية تدل على البرودة والسرطان والعقرب والحوت مثلثة مائية تدل على الأخذ”()
وعن إقتران المريخ وزحل قوله: 
شـرف ُ الـوَغد ِ بـوغدٍ مـثله
ودلـيل ُ الـصدق فـيما قـلتهُ

 
مَـثل ُ مـا فـيه زَيـغ ُ وخـللْ
شـرف ُ الـمريخ في بيتِ زُحلْ()



ويعد كوكب عطارد*من أجمل الكواكب وقالوا انه النافذ في الأمور ، ولهذا سمي بالكاتب ، وهكذا هذا الكوكب كثير التصرف مع ما يلابسه وما يقارنه().
نجد التنبؤات الدينية والسياسية ارتبطت بنظرية الاقتران بعد أن أشرنا إلى اقتران زحل والمشتري يوجد اقتران آخر لا يقل أهمية عن الأول وهو اقتران المشتري والمريخ ووظف الشاعر هذا الاقتران في أشعاره في العتاب بقوله: 
عــاجلتَ ثــوبَ غُــلاك   بالـتوسيخ
وأصـخـت للـواشي فـزوَقَ مـا اشتهى
وأنـخـت  فـي حزنٍ ، ركائب َ صُـحبتي
فـاستبق ودُي، إنـــهُ للمُــــرتجي
يـامــنُ تــولى المُـشتري تـدبيره

 
وخـدَشتَ وجَهَ رضـاكَ بالــتوبيخ
والحُـر للواشين َ غيــرُ مُصــيخ
وأخو الحجا ، في الحزنِ ، غيرُمُنيخ
والصارخ المًلهوف ِخيــرُ صـًريخ
حاشـاك أن تنقـــاد للمَـــريخ*( )

مما لا شك فيه أن التنجيم السياسي الذي كان سائداً في العصر العباسي قد ارتبط بنظرية اقتران الكواكب وهي قاعدة فلكية اسسها المنجمون ، إذ طرح المنجمون آرائهم حول خريطة الطالع ، ومقياس الزمن ، وهي  من احدى التقنيات المستخدمة  في ضبط دورة الزمن والدورات الكونية التي أرتبطت بدائرة البروج * إذ ان الكواكب تكمل دورتها في البروج الاثني عشر* وقد تجلت دوائر البروج في أشعاره  من خلال توظيفيها في رثاء الشباب كأنما يريد أن يرسم الشاعر لنا  صورة عن تقدم العمر عند الانسان من الشباب الى الشيخوخة شبهها بالدوائر الفلكية () وتجلت في أشعار  الشاعر بقوله : 
لـو ِأرْتـاح َ الـزمان إلـى عِـتابي
لـما عــاتبـتهُ إلا عـلى مـــا
ومـن بَهـَجَـات أيـامٍ سرت بـي
تَحَـفتُ بي ، ووفتني حُظــوظـي

 
وأنصَـفَ َ ســائليـــهِ في الجوابِ
أغـــارَ عَلي، من شَرخِ الشبـــابِ
إلى فَلـك البُروج ِ، مـــن التــرابِ
وصفت ْ مَشربي ، وكـفت طــلابـي ()

ويعد كوكب  السماك من الكواكب المنيرة التي  تميل  إلى الزرقة وهو من منازل القمر وسمي السماك الأعزل اما السماك الاخر وهو الرامح *: نجم يطلع بجوار الاعزل ولقب بالرامح لكوكب صغير بين يديه والأعزل لا شيء بين يديه و ورد ذكر السماك في أشعار أبي الفتح البستي بقوله : 
الـدهـر ُ سـلٌمُ، لكـُل نـــذل ٍ،
فــارٌثٍِ لــذي حِـكـمة وإربٍ
هـمتــه ُ ، للسـمـاك سَمـــكُ

 
لكنــــه، للـكرام حَـربُ
فـحظــهٌ غُـمــةُ وكَربُ
وخَــده ُ ، للـتراب ِ تــربُ ()

 
و قوله : 
يـا مـعشر الـكُتاب لا تتـعرضُوا
إن الكـواكـبَ كُـنَ فـي اشراقها

 
لـرياسةٍ وتـصاغروا وتـخادمُوا
إلا عُـطاردَ حــين صـور ادمَ ()

ووظف الشاعر الكواكب عند كلامه عن الاخوان في قوله:
كـتابُك َسَـعدٌ بالـمسَرات طـــالع ُ
ولكـنني صــادفته ٌ مُـعجزَ القُوى
فـلا تنتظر ِ عَنهُ جَـواباً فـمـا بهِ

 
وفَـضل ٌ بأنــواعِ المَبرات واردُ
وإنْ عُـدمت ْ منه ُ لصادٍ مـواردُ
يدٌ لي ولو أملى علـي عُـطاردُ ()

كما ربط الشاعر البستي الكواكب في الحكم ووظفها في بيان الدول الزائلة بسبب الحروب والفتوحات وقد تجلى ذلك بقوله : 
إذا غـدا ملـكُ بـاللـهـو مـشتغلاً
أمـا ترى الشمسَ في الميزان هابطة *

 
فاحكُـم ْ علــى مُلكه بالويل والحَربِ
لـما خوى بـــرجَ نجم اللـهو والطربِ ()

فالشاعر البستي وظف الكواكب وحركتها ضمن الاغراض الشعرية إذ أهتم بالفلك والنجوم ومعرفته بمنازل الشمس المختلفة، وتأثير تلك النجوم والكواكب في تاريخ الدول ، وزوال الملوك وقد برز ذلك في الابيات الشعرية  اعلاه عندما وظف الكواكب بالحكام الذين عزلوا من منصبهم ،بهبوط الكواكب في أول الخريف ، وهو فصل ذبول النبات وتغير الاشجار .
لكن الشاعر عند رده على ابن أبي البغل نجده يقول: 
إبـن ُأبـي الـبغل* ِعَـدول ُعـن الــ
ولـو غـدا الـعقل ُنـصيحا لـــــهُ
لصـير الـفعل َ لـرب الـــــورى
لـكنَهُ ثـورُ، فـمـن ذاك مـــــا

 
عـدل ، إلـى الـباطل والـجور
وصــانه ُ عـن وَصمة ِ الخَور
ومُــبدع الأفـــلاك ِ والـدور
يـجعَله للـحـوتِ والـثــور ()

              
فقد جعل دور الأفلاك لا علاقة لها بمصير الانسان وطالعه . 
وورد ذكر كوكب الجوزاء في أبيات الشاعر، ويعد الجوزاء من الكواكب اليمانية، وهي تسمى ” الجبار ” تشبيها لها بالملك؛ لأنها على صورة رجل على كرسي عليه تاج. فالرأس هي القمة و كواكب خفية هي في هيئة الأثافي وفوق الرأس كواكب صغار مستديرة واسعة متناسقة كالعقد، تسمى تاج الجوزاء()
في قوله: 
قُـل ْ للــذي غَـرتهُ عِـزةُ مُلْـكهِ
شـرفُ الـمُلوك بعزهمْ وبـرأيهم ْ

 
حـتى أخــل َ بطـاعةِ النصحاء
وكـذاك لوح الشُمسِ في الجوزاءِ ( )

 
الشاعر البستي قد لجا الى استعمال الشي المحسوس من خلال تشبيه شرف الملوك باقتران الكواكب كاقتران الشمس والجوزاء فانه تشبيه محسوس باستعمال  المدلولات العلمية والعقلية التي تتمثل في دوران الكواكب حول الشمس او دوران النجوم بعضها حول بعض من خلالها يحدث القران فنجده قد رسم صورة خيالية اذ ربط شرف الملوك بالدوران حولها بمعنى أنه مرتبط بهم ولا يفارقهم ابدا مثل أسمائهم التي يسمون بها وكنياتهم التي يكنون بها وهي صورة خيالية وظفها الشاعر عبر  الصورة الحقيقية من خلال دوران الشمس حول الجوزاء . 
     ونخلص إلى القول إن توظيف  البستي  علوم الفلك في اشعاره ؛ انما يدل على مقدرة الشاعر وإبداعه في معرفة النجوم والكواكب ، وأستطاع الشاعر إستحضار صور رائعة عند توظيف النجوم في أشعاره ، تعبر عن خيال خصب قد تكون لدى الشاعر بفعل التحضر والتطور الذي شهده العصر في علم الفلك وإنشاءالإبراج التي اشتهرت بها الدولة الغزنوية في عصره . 



شارك هذا الموضوع: