كانت المستعمرات البريطانية الثلاث عشرة، التي تأسست في أمريكا الشمالية بين أوائل القرن السابع عشر وأواخره، تحت الحكم البريطاني ولكن بدرجات متفاوتة من الاستقلال الذاتي. وعلى الرغم من أنها كانت جميعها تحت سيطرة التاج البريطاني، إلا أن كل مستعمرة كانت تدار وفق نظام حكم خاص بها، مما أدى إلى ظهور أنماط حكم مختلفة يمكن تصنيفها إلى ثلاث فئات رئيسية: المستعمرات الملكية، والمستعمرات المملوكة، والمستعمرات الميثاقية.
المستعمرات الملكية
كانت هذه المستعمرات تحت السيطرة المباشرة للتاج البريطاني، حيث كان الملك يعين حاكمًا يمثل سلطته في المستعمرة. كان هذا الحاكم مسؤولًا أمام الملك ومجلس التجارة البريطاني، لكنه واجه أيضًا مجالس محلية كانت مسؤولة عن التشريع والإدارة المحلية. ومن أبرز المستعمرات الملكية:
فيرجينيا (أصبحت ملكية عام 1624)
نيويورك
كارولينا الشمالية والجنوبية
جورجيا
خصائص الحكم في المستعمرات الملكية:
كان الملك يعين الحاكم مباشرة.
وجود مجلس استشاري معين من قبل الملك لمساعدة الحاكم.
مجلس منتخب من السكان المحليين، لكنه كان خاضعًا للسلطة البريطانية.
المستعمرات المملوكة
كانت هذه المستعمرات تحت حكم فرد أو مجموعة أفراد حصلوا على تفويض من الملك لحكمها بشكل مستقل نسبيًا، وكانوا يعرفون باسم المُلاك (Proprietors). كانت إدارتهم شبيهة بالمستعمرات الملكية، لكن السلطة الفعلية كانت بيد المالك، الذي كان يعين الحاكم والمسؤولين الإداريين. ومن أمثلة المستعمرات المملوكة:
ماريلاند (حكمها اللورد بالتيمور)
بنسلفانيا (حكمها ويليام بن)
ديلاوير
خصائص الحكم في المستعمرات المملوكة:
حكم شبه مستقل تحت إشراف المالك، مع التزامه بالسياسات العامة لبريطانيا.
حاكم معين من قبل المالك، وليس من قبل الملك.
سلطة تشريعية للسكان المحليين، لكن بموافقة المالك.
المستعمرات الميثاقية
تم منح هذه المستعمرات ميثاقًا (Charter) من الملك يسمح لها بالحكم الذاتي بشكل واسع، وغالبًا ما كانت تتمتع بدرجة كبيرة من الديمقراطية مقارنة بالمستعمرات الأخرى. كانت المجالس التشريعية في هذه المستعمرات منتخبة بالكامل من قبل السكان، وكانت الحكومات المحلية أكثر استقلالية. ومن أمثلة هذه المستعمرات:
ماساتشوستس
كونيتيكت
رود آيلاند
خصائص الحكم في المستعمرات الميثاقية:
انتخاب الحكام والمجالس التشريعية من قبل السكان.
استقلالية في إدارة الشؤون الداخلية، مع الحد الأدنى من التدخل الملكي.
استناد النظام السياسي إلى الحكم الذاتي والمبادئ الديمقراطية.
العلاقة مع بريطانيا والقوانين الحاكمة
على الرغم من هذه الاختلافات في أنظمة الحكم، كانت جميع المستعمرات خاضعة للقوانين البريطانية، مثل قوانين الملاحة التي فرضت قيودًا على التجارة، حيث لم يُسمح للمستعمرات بالتجارة إلا مع بريطانيا أو عبر سفن بريطانية. كما فرضت الحكومة البريطانية ضرائب وسياسات تجارية أثارت استياء المستعمرين، مما أدى لاحقًا إلى تصاعد التوترات التي انتهت بالثورة الأمريكية.
الخاتمة
كان نظام الحكم في المستعمرات البريطانية الثلاث عشرة متنوعًا، لكنه كان يعكس مزيجًا من الإدارة الملكية والحكم الذاتي المحلي. ومع مرور الوقت، أدى هذا التنوع إلى تطوير ثقافة سياسية مستقلة في المستعمرات، مما ساهم في نشوء حركة الاستقلال الأمريكي وبداية الثورة الأمريكية عام 1775.