ضحى علي فاضل سلطان
ماجستير علم النفس التربوي
جامعة كربلاء
طرق التعليم في الطفولة المبكرة
ـ أهمية الاهتمام بتعليم الطفولة المبكرة :
إن التغييرات التي حدثت في المجال الاقتصادي والأسري، وكذلك الوعي لدى المجتمع بأهمية الطفولة المبكرة والمساندة الاجتماعية من الفئات المختلفة، قد وضعت التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة من ضمن الأولويات لدى المجتمعات، فهذا الاهتمام كان له تأثير إيجابي وقوي في التعليم في مرحلة الطفولة المبكرة، حيث اهتمت الدول على كافة مستوياتها بأهمية التعليم في مرحلة الطفولة وظهر هذا الاهتمام لدى المتخصصين في مجال الطفولة حيث اهتموا بتربية وتعليم ورعاية الطفل في مرحلة ما قبل المدرسة.
ـ اللعب في الطفولة المبكرة :
اللعب يعتبر عنصرا هاما في تشكيل شخصية الطفل ،حيث أنه لا يمكن أن نتجاهل أو نغفل أهمية اللعب للطفل ، فطفل ما قبل المدرسة مع التصاقه بالبيئة يكتشف العالم المحيط به من خلال اللعب ،فمن خلال أنشطة اللعب تتطور لغة الطفل وتفكيره في مواقف اللعب ،أن اللعب أعلى مستوى لنمو الطفل وأنه التعبير التلقائي للتفكير والشعور وأن اللعب ليس تافهاً أبداً فهو ذو دلالة عميقة، ويشير أيضاً إلى أن اللعب في الطفولة يوازي العمل وهو مهم لنمو شخصية الفرد وذلك لتشكيل الجوانب الإيجابية، فمن خلال اللعب يستطيع الطفل أن يعبر عن أشياء كثيرة كالأنماط السلوكية يعبر عن مشكلاته مثل العدوان – الغيرة – التبول غير الارادي…الخ.
ـ قراءة القصص للأطفال :
ينبغي على معلم الطفل أن يراعي النقاط التالية:
-اختيار القصص التي سوف تمتع الأطفال.
-التحمس للقصة.
-كيفية تقديم القصة بصورة مشوقة للأطفال.
-تعليم مشاهد البيئة الطبيعية لدى الطفل :
المهم أن نبدأ بما يحيط بالطفل، فيرى ما في بيئته مثل الأشجار والقباب والصخور والجدران والأبنية والشوارع، ويجب أن نعرف الطفل اسم كل شيء وصيغته البارزة، وننتقل معه إلى الخطوة التالية فتتسم هذه الأشياء إلى نوعين: طبيعي وصناعي، وعلى الأطفال أن يبينوا أيها الطبيعي وأيها الصناعي، ويلي ذلك التقسيم الثاني إلى حيوانات ونباتات و جماد وظواهر طبيعية كالمطر والبرق والرعد) ثم تقسم الحيوانات إلى أقسام فمنها ما يعيش على سطح الأرض ومنها ما يحيا في الماء أو يطير في الهواء، وبالمثل تقسيم النباتات والجماد وعند الكلام عن الحيوانات نلاحظ أن معظمها يعيش بالقرب من الإنسان وبعضها بعيد عنه، وبذلك نتكلم عن الحيوانات المفترسة والمستأنسة، ويسأل الاطفال اسئلة كثيرة تدور كلها حول مظاهر الطبيعة ولو حللت هذه الاسئلة أخرجنا منها برغبة الطفل في الكشف عن الوحدة الموجودة بين كل هذه المظاهر المختلفة.
-اللغة :
فننظر إلى اللغة على إنها إفصاح عن الداخل كما أكسر لعبة كي أرى ما بداخلها وكيف تعمل، فاللغة تعبر عن دخيلة الشخص ودور اللغة خطير لأن دخيلة الشخص في حركة دائبة النشاط والحيوية وهي بذلك تعبر عن تكامله ،لكن التعبير الخارجي يمضي بمضي الخطبة وقد يذكر الفرد فكرة أو حركة لوقت معين ثم تقويتها زوايا النسيان وهنا هدي الله الإنسان إلى الكتابة كي يستطيع بها أن يحافظ على خبراته بل ويستطيع أن يحتفظ بخبرات الآخرين أيضاً فلا تتحطم أمام سلطات النسيان، وقد عبر الإنسان قديماً عن أفكاره في كتابة كانت الصور عمادها ثم استطاع بعد أن يستبدلها بالحروف الهجائية، ولما كانت الكتابة هي التعبير التحذيري عن ما بداخل الإنسان فيجب على المعلمين أن يزودوا أطفالهم بالأفكار والمعاني والاحساسات النبيلة. فيتعلم الإنسان القراءة والكتابة وبهذين السلاحين يتفوق على جميع الكائنات الحية ويقترب من تحقيق غرضه، وعن طريقهما يكون الفرد لنفسه شخصية تختلف عن شخصيات الآخرين، ويتعلم الفرد القراءة والكتابة في المدرسة وهي ذلك المكان الذي أعد وهيئ ليساعد الطفل في الوصول إلى هدفه.
-الرسم :
الطفل النشيط هو الطفل السليم الذي يريد دائماً أن يعمل ذلك لأن عقله وروحه يبحثان دائماً عن شيء خارجي يعبر عنهما، وأساس كل نشاط الطفولة هو الحياة التي استمدها الطفل من الله ، هذا هو السر في أن الطفل يبث الحياة
ويجد الطفل في أطرافه وخاصة يديه الأدوات التي يستطيع بها أن يحمل احساساته ودوافعه الداخلية إلى عالم الواقع هذا علماً بأن الطفل قد أيقن في مرحلة سابقة أن هذه الأيدي له هو وأنها تكون جزءاً من كله.
ثم يجد عن طريق لعبه بالكرات الصوفية والكرة والأسطوانة والمكعب والكتل وغيرها، يجد أنها تحمل ما في نفسه إلى خارجها، بحيث يصبح ما يفعله تعبيراً صحيحاً لدوافعه النفسية التي تلح في الإفصاح عن نفسها، ولعل خير ما يعين هذه الدوافع على التعبير تعبيراً صحيحاً هو الرسم.
ومن الملاحظ أنه في نهاية السنة الثانية وبداية الثالثة على وجه التحديد يميل الطفل إلى الأشياء التي تترك وراءها تأثيراً واضحاً، فاللعب بالرمل يترك آثاراً واضحة، كما أن قطعة الجير البيضاء أو الطباشير والقلم الرصاص تترك آثاراً كبيرا إذ هي مررت على السطح، والخطوة الأولى تأتي هنا عندما يرى الطفل سطحاً زجاجية وقد بللته قطرات الندى الدقيقة التي تكونت عليه. أو إذا رمز عليه فالطفل حينئذ يخط بإصبعه خطوطاً، ولكن هذه سرعان ما تتلاشى بعد زمن ،وجيز، وتكون الخطوة التالية عبارة عن خطوط تبقى أمداً طويلاً، ولن يكون ذلك متيسراً إلا باستخدام الورق والأقلام، ولاشك في أن الطفل يعبر في اللعبة بالهدايا والعصى والورق عما يعمل في نفسه لكن ذلك التعبير يكون أقل وضوحاً ودقة من تعبيره عن طريق الرسم والتلوين، إذ بهما يجد الطفل الحقل الممهد الصالح جداً للتعبير عن خبايا نفسه.