ظاهرة الاكتناز الرقمي / غسق صباح ذياب
قسم العلوم التربوية والنفسية
يعيش الإنسان في هذه الأونة عصرا يتجه إلى الرقمنة بصورة مطردة في شتى مناحي الحياة، وأصبح للكثير من الأفراد ممتلكات رقمية كالصور الفوتوغرافية، والكتب والمستندات، والمنشورات، والرسائل، وملفات الصوت والفيديو، وغيرها. وشجعتهم مبتكرات هذا العصر على الاحتفاظ بها على أجهزتهم الالكترونية الشخصية كالحواسيب والهواتف المحمولة، والكاميرات الرقمية، ووحدات التخزين الخارجية، إضافة لخدمات السحابة الإلكترونية، ومنهم من يستبقي تلك الملفات الرقمية طوال حياته حتى ولو لم يستخدمها أو يكون في حاجة إليها، ويتجنب التخلص من بعضها مهما كانت عديمة الفائدة أو متكررة. مما قد تصل إلى التكدس والتراكم مع الوقت ويصعب تنظيمها، ويتسبب ذلك في مشكلات للشخص.
وفقاً لدراسة أجراها “ماركوس أوكونور” وزملاؤه (2020)، فإن الاكتناز الرقمي ليس مجرد مشكلة تنظيمية، بل هو اضطراب نفسي يؤثر على الصحة العقلية والإنتاجية، حيث يتسبب في التوتر والقلق نتيجة الفوضى الرقمية المتزايدة. لذا، أصبح من الضروري دراسة هذه الظاهرة لفهم أسبابها وتداعياتها، ووضع استراتيجيات فعالة للحد منها.
ألاكتناز الرقمي Cyber hoarding/Data hoarding:
اضطراب الاكتناز الرقمي القهري هو صعوبة مستمرة في التخلص من المقتنيات والبيانات والمعلومات أو التخلي عنها بسبب الحاجة المستمرة للاحتفاظ بها. يعاني الشخص المصاب باضطراب الاكتناز الرقمي القهري من الشعور بالضيق بمجرد التفكير في التخلص من المعلومات والأبحاث الهائلة, وهذا يؤدي إلى تراكم مفرط لأغراضه، بغض النظر عن القيمة الفعلية لها
(Sweeten etal., 2018:57)
أولاً: أسباب ألاكتناز الرقمي القهري :
1- يشعر بعض الأفراد بالقلق عندما يواجهون التخلص من العناصر والأبحاث الرقمية خاصة إذا كانوا يخشون فقدان شيء مهم.
2-الكثير من المكتنزين الرقميين يفتقرون إلى منهجية لتنظيم محتواهم أو تحديد ما يستحق الاحتفاظ به.
3-الشعور بالحاجة إلى حفظ هذه الأبحاث أو الأشياء أو البرامج الإلكترونية ، والانزعاج من فكرة التخلي عنها.
4- الارتباط العاطفي يشير الخبراء إلى أن بعض الأفراد يرتبطون عاطفيًا بمحتوياتهم الرقمية، مثل الصور القديمة أو الرسائل.
5- ضغط العصر التكنولوجي التكنولوجيا الحديثة والكم الهائل من المعلومات جعلت من الصعب التمييز بين الملفات الضرورية وغير الضرورية
6-أصبحت أجهزة تخزين البيانات الآن كبيرة جدا وغير مكلفة لدرجة أن الباحثين والأفراد غالبا لا يشعرون بالحاجة إلى حفظ البيانات بشكل انتقائي.
7-نظرا لأن الوسائط الرقمية لا تشغل مساحة مادية، فمن غير المرجح أن ينظر إليها على أنها فوضى، ويمكن للمستخدمين بسهولة أن ينسوا مدى ما يمتلكونه
ثانياً: تأثير الاكتناز الرقمي:
الصحة النفسية:
– يسبب الاكتناز الرقمي القلق والتوتر بسبب الفوضى وعدم القدرة على التحكم في المحتوى.
قد يؤدي إلى الإرهاق والإحباط عند البحث عن ملفات وسط كميات هائلة من البيانات
2- العزلة والوحدة
3-عدم القدرة على أداء المهام اليومية.
4-التعرقل في العمل، وغيرها من المشكلات التي لا يجب الوقوع فيها.
5-فقدان التواصل الاجتماعي وتداعياته النفسية والصحية على الفرد (Sedera et al, 2017 :957)
ثالثاً: طرق الوقاية والعلاج:
تحديد الأولويات:
– قم بفرز الملفات وتصنيفها وفقًا لأهميتها وحذف غير الضروري.
التنظيم الدوري:
– خصص وقتًا منتظمًا لتنظيم وتنظيف الملفات المخزنة.
استخدام الأدوات التكنولوجية:
– الاستفادة من تطبيقات إدارة الملفات التي تساعد في تنظيم المحتويات الرقمية وحذف المكرر منها.
التوعية النفسية:
