كلية التربية للعلوم الإنسانية
قسم اللغة العربية
باقر جمعة أحمد / ماجستير لغة
ظاهرة الصوت
ظاهرة طبيعية ندرك أثرها قبل ان ندرك كنهها .
أثبت علماء الصوت بتجارب ، أن كل صوت مسموع يستلزم وجود جسم يهتز ، كما اثبتوا أن هزات مصدر الصوت تنتقل في وسط غازي ، سائل ، صلب حتى يصل الى الأذن الإنسانية .
والهواء هو الوسط الذي تنتقل من خلاله سرعة الصوت ، حوالي 332 مترا في الثانية .
تتوقف شدة الصوت او ارتفاعه على بعد الأذن .
الصوت ينشأ من ذبذبات مصدرها عند الانسان الحنجرة ، عند ارتفاع النفس من الرئتين يمر بالحنجرة ، فيحدث تلك الاهتزازات التي بعد صدورها من الفم او الانف تنتفل خلال الهواء الخارجي .
وهذا الكلام انما هو حرف وصوت فإن تركه سدى غفلا امتد وطال ، وان قطعه تقطع فقطعوه وجزؤوه على حركات اعضاء الانسان التي يخرج منها الصوت ، وهو من اقصى الرئة الى منتهى الفم فوجدوه تسعة وعشرين حرفا لا تزيد على ذلك .
كثيرون الذين عرّفوا ظاهرة الصوت ، لكن من العلماء الذين اهتم بهذا الجانب هو ابن جني فقد عبر عنه : بأصوات يعبر بها كل قوم عن أغراضهم .
وكذلك عرف الجاحظ الصوت ،وقد اجاد في ذلك واستخدم عبارات دقيقة في ذلك بقوله : والصوت هو آلة اللفظ .
وهدا بحد ذاته تعبير دقيق يدل على الفهم العميق للعملية التى يقوم بها الصوت وتجري بها عملية النطق ، ونجد ذلك من خلال قوله آلة : فنحن الان في العصر الحديث نطلق على هذا الشيء الجهاز النطقي ، وايضا انتقى الجاحظ عبارة جميلة
عنما قال : الجوهر الذي يقوم به التقطيع .
فعند تقطيع الصوت تتشكل كلمات ومن هذه الكلمات تبنى المعاني ،
وذلك ايضا في قوله : وبه يوجد التأليف .
وان الصوت هو الشكل الموسيقي للكلمات التى يعبر عنها الصوت ،
وهذا معنى ” لا تكون حركات اللسان لفظا ولا كلاما موزونا ولا منثورا الا بظهور الصوت ولا تكون الحروف كلاما الا بالتقطيع والتأليف .
قد تم عرض نموذج من العلماء المتقدمين وكيف درسوا الصوت .
لا يخفى ان المحدثين ايضا قد درسوا الصوت ، ومن الذين الفوا في هذا الجانب ابراهيم انيس في كتابه الاصوات اللغوية
وعرف الصوت بأنه : هو ككل الاصوات ينشأ من ذبذبات مصدرها عند الانسان الحنجرة . فعند اندفاع النفس من الرئتين يمر بالحنجرة فيحدث تلك الاهتزازات التي بعد صدورها من الفم او الانف تنتقل خلال الهواء الخارجي على شكل موجات حتى تصل الادن .
لم يبتعد كثيرا ابراهيم انيس في تعريفه الصوت ، فنجد التعبير الاساسي لتعريف الصوت ، ” الذبذبات ” نجد هذا التعبير استخدمه القدماء وكدلك تبعهم المحدثين في ذلك
ونجد ايضا الجزء الرئيس الموجود في الجهاز النطقي الدي منه تبدأ او تنطلق عملية النطق وهو ” الحنجرة ” .
لكن قبل دلك يرتفع النفس من الرئتين ليمر بالحنجرة .
تحدث الاهتزازات وهذا التعبير استخدمه المحدثين كما استخدمه قبلهم القدماء .
كذلك اعتبر كل من القدماء والمحدثين الوسط الناقل للصوت هو الهواء
وهذا الانتقال يكون على شكل موجات ، لتصل بعد ذلك الى الاذن .
اذن من ناحية التعريف لم يكن هناك اختلاف بين القدماء والمحدثين .
لكن حصل بعض الاختلاف بين القدماء والمحدثين في مسألة مخارج الحروف .
مؤسس علم الاصوات
درس علماء العربية من النحاة والقراء علم الاصوات ، ولكن النحاة قد سبقوا القراء في هذا المجال ، بمعنى ان علم الاصوات كان في بدايته من اهتمام واختصاص النحاة ، ثم اصبح فيما بعد من اختصاص المشتغلين في مجال القراءات القرانية ، واية ذلك ان كتاب سيبويه وهو اول كتاب نحوي وصل الينا كانت الدراسة الصوتية مبثوثة في ثناياه ، بل نجد سيبويه يخصص الجزء الرابع من مؤلفه للحديث عن موضوعات هذا العلم ، ولعل نحاة البصرة الأوائل الحضرمي وابن عمر وابن العلاء هم اول من عرض لهذه الدراسة فوضعوا ملاحظات واصطلاحات اعانت الخليل على النهوض بأعباء هذه الدراسة .
لكن لم يستقر علم الاصوات الا على يد ابن جني ، فقد اتصفت الدراسة عنده بالدقة وقوة الملاحظة وصحة الاحكام وكان لكتابيه : ( الخصائص ، وسر صناعة الاعراب ) الاثر الكبير في توجيه الدراسة الصوتية العربية وجهتها الصحيحة .
ان رواد علم الاصوات هم قلة ، وهم اربعة : ( الخليل ، سيبويه ، الفراء ،
ابن جني )