عدم رؤية الجمال الإلهي في الحسين (عليه السلام)
صنّفَ الباحثين في الأنثروبولوجيا (علم الإنسان) الإنسان الفاقد للجمال بصنف حيواني جديد وعبّر عنهم القرآن بقولهِ: ((لهُم قلوبٌ لا يفقهون بها ولهُم أعين لا يُبصرون بها ولهم آذانٌ لا يسمعون بها)) سورة الاعراف : 179، هل يُمكن تصنيف ما ذُكِرَ من الصفات على قتلة سيد الشهداء (عليه السلام)؟
الجواب/ نعم يُمكن تصنيف قتلة الإمام الحسين (عليه السلام) بهذا الصّنف الذي يفتقد لمعنى الجمال، فهم لم يُفكّروا بعقولهِم ويعرفوا الجمال الروحي الذي يحملهُ سيد الشهداء (عليه السلام)، ولم يُبصروا بأعيُنهِم النّور الذي وضعهُ الله تعالى في سيد الشهداء (عليه السلام)، ولم يسمعوا جمال كلماتهِ بآذانهِم التي صمّت، عندما قال لهُم: “يا شيعة آل سفيان ! إن لم يكن دين وكنتم لا تخافون المعاد فكونوا أحرارا في دنياكم هذه ، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم أعوانا كما تزعمون().
فكانَ الحسين (عليهم السلام) بجمال كلماتهِ يُريد أن ينقذهُم من الخزي في الدنيا والعذاب في الآخرة، ولكن لا حياة لِمن تُنادي، فكانوا جديرين بأن يكونوا مصداق للإنسان الفاقد للجمال.
هل عرّف الإمام الحسين (عليه السلام) الصنف الحيواني الجديد، وهو صنف الإنسان الذي فقدَ الجمال الذي ينطبق على قتلتهِ، هل وردَ لهُ وصف لهذا الصّنف؟
الجواب/ نستطيع أن نقول أنّ الإمام الحسين (عليه السلام) أشارَ إلى هذا الصّنف من خلال الدعاء عليهِم قائلاً: “اللهم ! إنك ترى ما أنا فيه من عبادك هؤلاء العصاة الطغاة، اللهم ! فأحصهم عددا، واقتلهم مددا، ولا تذر على وجه الأرض منهم أحدا، ولا تغفر لهم أبدا”().
فلو كانوا يتمتّعون بالجمال وحس الجمال، لَما دعا عليهِم سيد الشهداء (عليه السلام)، لأن الذي يفقد الجمال جدير بأن يفقد الحياة ويخرج منها .

شارك هذا الموضوع: