غرس القيم الأخلاقية في الأطفال
ا.د. اوراس هاشم الجبوري /العلوم التربوية والنفسية
ان القيم هي منظومة من المعتقدات والمفاهيم المهمة والدائمة التي يتقاسمها الأفراد الذين تجمعهم ثقافة واحدة، حيث يستطيعون من خلالها التمييز بين ما هو مرغوب وما هو غير مرغوب، وتعدّ القيم ذات تأثير كبير على سلوك الشخص وردود أفعاله تجاه مواقفه الحياتية حيث تمثِّل هذه القيم المبادئ التوجيهية التي تحرّكه للتفاعل في جميع النطاقات.
وتعمل التربية على تنشئة الطفل وتعليمه، ورعايته، عن طريق تعامل الوالدين مع الطفل وتعليمه بشكل تدريجي ولفترة زمنية ممتدة,
و تعدّ تربية الأطفال واحدة من أصعب الوظائف في العالم وأعقدها، فالعديد من الناس تشعر بأنّهم أقل استعداداً لهذه الوظيفة و قبل المباشرة بتربية الأطفال يجب البدء بتحديد الأخلاق التي يُراد تعليمهم إياها، فهناك أخلاق متّفق عليها كتجنّب الكذب والغش والسرقة والتحلي بالأمانة والصدق، وهناك أخلاق متعلّقة بالمعتقد الديني وأخرى متعلّقة بالعادات العائلية، فيجب التفكير في هذه الأخلاق وتحديد الأولوية للأخلاق الرئيسية , كالصدق والأمانة والتعاطف والاحترام وتعليمها للطفل منذ صغره، والانتقال تدريجياً للأخلاق الأكثر تعقيداً كلّما كبر وزاد استيعابه، فبالتأكيد لا يستطيع الطفل تعلّم جميع الأخلاق دفعة واحدة.
وإنّ أكثر ما يؤثر على الاطفال باكتسابهم الأخلاق الحسنة هي مشاهدتهم لآبائهم يطبقونها في حياتهم اليومية، فلهذا يجب أن يحرص الآباء على إظهار الأخلاق الحسنة في حياتهم اليومية وتعاملهم مع أطفالهم، ومحاولة لفت انتباه الطفل إليها.
اذ يساهم الأباء من خلال تربيتهم لأطفالهم ببناء المجتمع، فلهذا يجب عليهم أن يحرصوا على تقديم أفراد صالحين يحملون الأخلاق الحسنة ويطبقونها في المجتمع، ولهذا يقع على الآباء تربية أبنائهم على تقبّل الاختلافات مع الآخرين؛ كاختلاف العادات والمعتقدات الدينية واللون والجنس وغيرها الكثير من الاختلافات التي يمكن أن يواجها الفرد في المجتمع، والتعامل مع من يختلفون عنهم باحترام ومودة وعطف,
وتقدير الآخرين وإشعارهم بالامتنان من أفضل الأخلاق في التعامل مع الآخرين و إشعارهم بالتقدير والامتنان نظراً لمجهودهم أو ما يقوموا بتقديمه في عملهم أو حياتهم، فيجب على الآباء تشجيع أطفالهم على التعبير عن تقديرهم لأفراد أسرتهم ومدرسيهم وزملائهم في كل فرصة متاحة.