مقال مقدم من قبل م.م شيماء داخل عبد علي
جامعة كربلاء /كلية التربية للعلوم الإنسانية/ قسم العلوم التربوية والنفسية  
فروع علم النفس 
بالرغم من ان علم النفس لا يختص بدراسة سلوك الإنسان فحسب بل انه يهتم أيضاً بسلوك الحيوان الا ان اهتمامه بالإنسان نابع من كونه يمثل قيمة عليا بحد ذاته إلى جانب ان دراسة سلوك الإنسان تقوم على أهمية الارتقاء بهذا السلوك في شتى مجالات الحياة ومن هنا تأتي أهمية وجود التخصص في هذه الدراسة للسلوك وبموجب ذلك ظهرت فروع عديدة وبالإمكان تصنيفها في اتجاهين:
الاتجاه النظري :
ويضم مجموعة من الفروع التي تعني بالوصول إلى الحقائق والمفاهيم والمبادئ التي تتم من خلالها صياغة نظريات تساعد في فهم السلوك وضبطه والتحكم فيه والتنبؤ بما سيكون عليه دون ان يتم تطبيق تلك النظريات بشكل مباشر.
1- علم النفس العام :ويهدف إلى الوصول إلى صياغة نظريات تساعد في فهم وتفسير السلوك بشكل عام دون الخوض في تفسير سلوك الطفل أو الحيوان أو السلوك الشاذ، وتجدر الإشارة إلى ان ما يتوصل إليه هذا العلم من نظريات يمكن توظيفها في مجالات الحياة المختلفة فإذا دخلت تلك النظريات حيز التطبيق في مجال التربية كونت علم النفس التربوي وإذا دخلت مجال الصناعة كونب علم النفس الصناعي وهكذا.
2- علم النفس الفارق :إذا كان علم النفس العام يهدف إلى صياغة نظريات تفسير السلوك بشكل عام فان هذا العلم يختص بدراسة التباينات الموجودة بين الأفراد من حيث الجنس والعمر والرس فهو يدرس الفروق بين الجنسين في الذكاء أو القدرات الخاصة أو الشخصية إلى جانب دراسة الفروق في تلك المتغيرات أو غيرها في مراحل العمر المختلفة وكذلك الفروق بين البيئات البشرية في مختلف المتغيرات النفسية.
3 علم النفس التكويني:ويطلق عليه أيضاً بعلم النفس الارتقائي أو علم نفس النمو، اذ انه يهتم بدراسة مراحل النمو المختلفة وخصائص كل مرحلة ومطاليب النمو فيها. وبالإمكان تمييز مجموعة من الفروع التي تنضوي تحت هذه الفرع فهناك علم نفس الطفل الذي يهتم بدراسة الطفولة وخصائها الجسمية والعقلية والاجتماعية والانفعالية ومطاليب النمو السوي في هذه المرحلة، وهناك أيضاً علم النفس المراهقة والرشد والشيخوخة وكل منها يعني بدراسة خصائص ومطاليب النمو السوي فيها.
4- علم النفس الاجتماعي:يهتم هذا العلم بدراسة صور التفاعل الاجتماعي المختلفة أي التأثير المتبادل – بين الأفراد بعضهم ببعض وبين الجماعات فهو يدرس التأثير المتبادل في السلوك الناتج من تعامل المعلم مع التلاميذ ومن تعامل الآباء مع الأبناء وصاحب المصنع – مع العاملين فيه والتأثير الحاصل في سلوك بعض الفئات الاجتماعية من خلال تعاملها مع فئات أخرى كما يهتم بدراسة تأثير و وسائل الاتصال بالجماهير ودراسة الاشاعات والدعايات ولاسيما في زمن الحروب والأزمات.
5- علم نفس الشواذ :ويبحث في أسباب السلوك الشاذ أو لمنحرف فهو يحاول الوصول إلى معرفة أسباب الأمراض النفسية والعقلية والأجرام وضعف العقل مع البحث عن أسلم الطرق لمواجهة تلك الحالات الشاذة ومساعدة الفرد على الشفاء منها وينبغي التمييز بين علم نفس الشواذ والطب النفسي ذلك ان الأخير يعد من فروع الطب فهو يقوم على دعامتين من الطب وعلم نفس الشواذ كما ان يوضح العلاجات العملية للأمراض النفسية والعقلية المختلفة إلى جانب مساعدة الأفراد على الوقاية منها.
6- علم نفس الحيوان: ويختص هذا العلم بدراسة الجوانب المختلفة لسلوك الحيوان كالتعلم والدافعية والذكاء ولتفكير لأحل الوقوف على مدى ما سيمتلكه الحيوان من استعدادات فطرية وقدرات ومدى اختلافها عن إمكانيات الإنسان وقدراته وطبيعة الاختلافات الموجودة بين الحيوان والإنسان في التعلم أو الدافعية أو الذكاء أو التفكير أو غيرها من المتغيرات النفسية الأخرى.
7- علم النفس المقارن:ويهتم بمقارنة سلوك الإنسان بسلوك الحيوان كما أنه يهتم بمقارنة سلوك الإنسان في مراحله العمرية المختلفة إلى جانب مقارنة سلوك الإنسان السوي بسلوك الشاذ أو معتل الشخصية وسلوك الإنسان البدائي بسلوك المتمدن.
الاتجاه التطبيقي
ويهدف إلى المجالات المختلفة تطبيق الحقائق والمفاهيم والمبادئ والقوانين في ا إلى جانب ذلك فأنه يعمل على الصول إلى صياغة مبادئ وقوانين لأجل الإفادة منها في الأغراض العلمية وحل لمشكلات العملية التي تواجه الفرد في جميع أوجي النشاط التي يمارسها سواء في مجال التربية والتعليم أو في مجال الصناعة أو السياسة أو الجيش وما على ذلك، ومن اهم هذه الفروع هي :
-1- علم النفس التربوي :وهو يعمل على تطبيق مبادئ وقوانين علم النفس في ميدان التربية والتعليم كما أنه يعمل على الوصول إلى صياغة مبادئ ونظريات تساعد في حل المشكلات التي تواجه العملية لتعليمية فهو يبين للمعلم الطرق والأساليب المناسبة للتدريس – والعوامل التي تزيد من دافعية التعلم لدى التلاميذ وكيفية مراعاة الفروق الفردية في مجال التعلم والتعليم إلى جانب الاهتمام بالمنهج المدرسي وكيفية تنظيمه بما يلائم – مستوى التلاميذ وإمكانياتهم العقلية والجسمية والنفسية.
2- علم النفي الصناعي: يهتم هذا العلم بدراسة سلوك التعامل في المصنع والعوامل التي تؤثر فيه – كظروف العمل من حرارة أو برودة أو إضاءة أو تهوية أو ضوضاء إلى جانب – الاهتمام بطبيعة العلاقات الإنسانية بين العمال أنفسهم أو بينهم وبين صاحب العمل الـ فضلاً عن الاهتمام بالجوانب المادية والصحية للعاملين بما يحفزهم على زيادة الإنتاج – وتحسين نوعيته
3 علم النفس الإداري: ويختص بدراسة العوامل والأسباب التي تدفع بالعامل إلى عدم الانتظام في العمل والسبل الكفيلة بمعالجة تلك الأسباب من خلال وضع الأنظمة واللوائح القانونية التي تحافظ على انتظام سير العمل.
4- علم النفس التجاري :ويهتم بدراسة سيكولوجية البيع والشراء. اذ يهتم باختيار الأفراد المناسبين للبيع الذين يمتلكون القدرة على التأثير على المشتري من خلال ترغيبه بالسلعة ومواجهة اعتراضات هو اغتنام الفرصة المناسبة لإتمام الصفقة معه كما يهتم أيضاً بدراسة سيكولوجية الاعلان التي تتناول طرق تصميم الاعلان من حيث لونه وحجمه وطريقة عرضه وعدد مرات تكراره ومدى ملاءمته لطبيعة المستهلك ورغباته.
5- علم النفس القضائي: ويختص بدراسة العوامل والظروف المحيطة باتخاذ القرار في مجال القضاء والتي يساهم فيها من له علاقة بمجال القضاء كالقاضي أو المدعي العام أو المحامي أو الشاهد أو المتهم. فهو يهتم بدراسة الظروف والعوامل المختلفة التي تدفع بالقاضي إلى اتخاذ قرار معين كتحليل أفعال المتهم وطبيعة حالته النفسية ومعرفة العوامل أو الدوافع التي قد تدفعه إلى إخفاء الحقيقة إلى جانب الاهتمام بدراسة ذاكرة الشاهد ومدى صحة أقواله أو اختلافها بين جلسة وأخرى فضلاً عن الاهتمام بردود الفعل التي تحصل في المجتمع من جراء الحكم الذي يتخذ بشأن الدعوى.
6- علم النفس الجنائي:يهتم هذا العلم بدراسة الظروف الاجتماعية والاقتصادية والنفسية التي تقف وراء الجريمة، فضلاً عن الاهتمام بتحلي خصائص شخصية المجرم، إلى جانب الاهتمام بدراسة انجح السبل المواجهة الجريمة والوقاية منها وعالجتها.
7- علم النفس الأرشادي:ويختص بدراسة المشكلات والأزمات التي تواجه الأفراد وكيفية مساعدتهم – على تجاوزها أو حلها بما يحقق لهم التوافق النفسي والاجتماعي كما انه يهتم بالتوجيه المهني والتربوي وذلك من خلال دراسة استعدادات الأفراد واتجاهاتهم وميولهم لتوجيههم نحو التخصص أو المهنة المناسبة لهم إلى جانب مساعدتهم في تجاوز الصعوبات التي تحول دون تحقيق التوافق الدراسي.
8ـ علم النفس الكلينيكي:ويختص هذا العلم بدراسة الأمراض النفسية والعقلية للوقوف على أسبابها أو أعراضها وكيفية معالجتها وقد تتطلب دراسة هذه الأمراض جهود العديد من المختصين في مجال الطب النفسي والطب الجسمي إلى جانب ذلك فان هذه الدراسة قد تتطلب استخدام بعض المقاييس النفسية والعقلية لأغراض التشخيص والتنبؤ بها ستكون عليه حالة المريض مستقبلاً.
9- علم النفس العسكري: ويعني هذا العلم بدراسة البيئة العسكرية وكيفية التكيف لها من قبل الضباط والجنود وذلك من خلال تطبيعهم على الطاعة وإتباع النظام وتنفيذ الواجبات المحددة لكل منهم. كمل يهتم بتوزيع المجندين على صفوف الجيش ورفع الروح المعنوية بين الأفراد. وكيفية مواجهة الاشاعات التي يبتها العدو ودراسة حالات عصاب الحرب ومعالجتها وغير ذلك من المجالات التي تزداد يوماً بعد آخر في جيوش العالم.
ـ المصدر، الطريحي ، حمادي، فاهم حسين ، حسين ربيع ، مبادئ في علم النفس التربوي ، ط1، دار صفاء للنشر والتوزيع ، عمان ، 2012.
 

شارك هذا الموضوع: