. جامعة كربلاء……..
كلية التربية للعلوم الأنسانية
قسم العلوم التربوية والنفسية
الدراسات العليا /ماجستير علم النفس التربوي
فعل الخير
اعداد
زينب محمد جاسم
وافعلوا الخير
وإني أعيذك أن تكون تعلقاتك وإراداتك كلها دنيوية، فكثير من الجزاء يدخره الله لك أحوج ما تكون إليه في الآخرة …
ومن أوضح صور الشكر الرباني هو ما اقترن ببر الوالدين من تيسير في العيش وتوفيق في جميع الشؤون، حتى كأن النجاحفي الحياة حصر على أصحاب البرّ، يمكنك أن تستعرض من تعرفهم من الناجحين ستجد بر الوالدين جامعا مشتركا بينهم ولا بد!
يقول سبحانه: ﴿وَافْعَلُوا الْخَيْرُ)
ومهما كان هذا الخير صغيرا، فإن الشكور يشكره وتمن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ لا بد أن يرى جزاءه!
ومع أن الذرة لا تكاد ترى إلا أنك إن فعلت خيرا بقدرها فإنك ستراه يوم القيامة ينتظرك، ليبهجك به سبحانه ويربط على قلبك في يوم يجعل الولدان شيبا
عندما تحرص أن تطفئ نور سيارتك عند إشارة المرور حتى لا تزعج من هم في الشارع المقابل، قد لا يعلمون بمقصدك، بل حتى لا ينتبهون لفعلك، لكن احذر أن تظن أن الشكور لن يكافئك، كيف ؟ لا يهم، من الممكن أن مرضا كان سيخطف بصرك، أو حادثاً كان سيتلف سيارتك، أو مشكلة كنت ستقع فيها وفاك الله منها شكرا لك على صنيعك النبيل.
يدخل حرصك على فتح الباب ليلا بلطف حتى لا تزعج النائمين … انتظارك وأنت ممسك باب المسجد لكبير في السن حتى
تفاديك أن تدهس قطة عابرة …
ابتسامتك لطفل
ترتيبك لغرفة في منزلكم …
دعاؤك لمسلم مات بسبب أنك متيقن أن لا قريب له يدعو
إغلاق صنبور ماء كان غير محكم الإغلاق … رفعك غصنا ملقى على الطريق … كل هذا من الخير وافْعَلُوا الْخَيْرَ …
ومن أجل وأحسن الخير أن تمسك المصحف التلاوة وردك، ثم تقع عينك، بل يقع قلبك على خير يحثك الله على فعله فتضمر في نفسك ألا ينقضي يومك ذلك إلا وقد أتيت منه ما استطعت، إنك بذلك تفعل أعظم ما يمكنك فعله، إنك تفعل الشيء الذي لم ينزل الله القرآن إلا لتفعله !
أما إن سألت عن أعظم خير يمكنك فعله، فهو أن تسلم وجهك لله! أن تحيا مسلما، وتعبد الله مسلما، وتعامل الناس مسلما، وتنظر وتتكلم وتشعر مسلما، ثم تموت مسلما !
سئل الإمام أحمد: من مات على الإسلام والسنة، مات على خير ؟ فقال لسائله اسكت بل مات على الخير كله !
يقول سبحانه: ﴿وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ )
أي خير تقدمه لنفسك، ستجد أن الشكور الحفيظ حفظه ونماء فتأتي يوم القيامة تجده عنده موفورا قد عظم وبات أكبر من أن فعلته ! يوم
وَمَا تُقَدِّمُوا لِأَنفُسِكُم مِّنْ خَيْرٍ تَجِدُوهُ عِندَ اللَّهِ هُوَ خَيْرًا وَأَعْظَمَ أَجْرَا وَمَا يَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوهُ .
وفي الأثر الضعيف المتن الحسن المعنى: صَنَائِعُ
الْمَعْرُوفِ تَقِي مَصَارِعَ السُّوءِ ) (۱) وهذا من شكره، فلم يضيع صنيعك الحسن بل سيجعله وقاء لك عن أن تموت ميتة سيئة ! لذلك فشعور أنه سبحانه الشكور وأن الخير كله منه يجعل العبد على ثقة بربه محسنا الظن به سبحانه.
أنفق .. أنفق عليك
يقول عليه الصلاة والسلام : مَا نَقَصَ مَالُ مِنْ صَدَقَةٍ (۱)) يجب علينا أن نؤمن بهذا الكلام إيمانًا عميقا، وهذا ربنا يقول في الحديث القدسي: «يَا عَبْدِي أَنْفِقْ أُنْفِقْ عَلَيْكَ (۲) فإذا وضعت ريالا في كف فقير فثق أن الله سيضع لك من فضله ما يوازي بل ويفوق ذلك الريال صحة ورضا وعطاء وفضلا .
طالب جامعي فقير سمع وهو يسير لصلاة الجمعة رجلا يهتف بقرب صندوق التبرعات ويحث الناس قائلا : عبدي أنفق أنفق عليك، فتش جيبه فإذا بثروته كلها خمسة ريالات، فأخرجها وأودعها صندوق التبرعات، كان في قلبه صوت اليقين يقول :
لقد أنفقت يا ربي بفقري، فأنفق علي بغناك في المساء زار أخاه فأخبره هذا الأخ دون أن يعلم بحاله) أن جمعية مالية قد حلت في حسابه وهو لا يحتاجها كلها، وبعد ممانعة استقطع منها ألفين وأعطاها صاحبنا .. لقد أنفق الله عليه !
قرأت قديما في إحدى المجلات قصة كتبتها صاحبتها : أن سائلا طرق بابهم في صباح يوم فأخرجت من محفظتها آخر مئة ريال وأعطتها ذلك السائل
وكل الأعمال الخير الذي يقدمها الإنسان لشخص اخر فهي ترتبط بالصحة النفسية للإنسان، كلما تقدم خير فإن الله يرزقك الصحة والسعادة والاطمئنان.