”  قضية طابا 1906 ” 
                              م.م زهراء عدنان علوان 
                                   جامعة كربلاء 
                    كلية التربية للعلوم الانسانية – قسم التاريخ
 
   حدث خلاف بين مصر تحت الوصاية البريطانية والدول العثمانية  , عندما حاولت الدولة العثمانية في كانون الثاني عام 1906 احتلال طابا في محاولة منها لانتزاع ما تيسر لها انتزاعه من سيناء , مما خلق أزمة عنيفة بين بريطانيا والدولة العثمانية , لاسيما بعد تدخل بريطانيا لوقف المحاولات العثمانية , بعدما رأوا أن قبول ما قامت به الدولة العثمانية خطراً يهدد حرية قناة السويس , وسلامة مصر , والأسرة الخديوية , لتستمر الأزمة بين الدولتين من كانون الثاني إلى أيار عام 1906 , جرت خلالها عدة مباحثات بين الدولتين , وتشكلت ” لجنة انجليزية – مصرية – عثمانية ” لرسم الحدود المصرية , إذ اتفق المجتمعون على جعل شبه جزيرة سيناء باستثناء خليج العقبة ملكاً لمصر مع مدينة طابا , وقد أدت هذه الحادثة إلى انقسام الرأي العام المصري , فالبعض قلل من أهمية طابا وأظهروا عطفاً على وجهة النظر العثمانية وأنكروا على بريطانيا تدخلها في المسألة , بينما رأى آخرون أنه يجب أن لا يتنازل السلطان عن أي جزء من الأراضي المصرية , بحكم أن مصر مكتوب لها أن تستقل عن كل من بريطانيا والدولة العثمانية.
    وتجدر الاشارة على ان طابا من أهم نقاط مصر الحدودية الفاصلة بين مصر وفلسطين , إذ تقع على الجنوب الغربي من ام الرشاش , وبحسب تقرير القائم بأعمال المعتمد البريطاني في القاهرة الى حكومته في لندن عام 1906 وصفها بأنها نقطة تقع على الساحل الغربي لخليج العقبة على بعد خمسة أميال عن طريق البحر على رأس الخليج , وهي تقع داخل الحدود المصرية بثلاثة او اربعة ايام . 
 
    تباينت مواقف الصحف المصرية ما بين المؤيد للدولة العثمانية و ما بين المؤيد لبريطانيا إذ دعا مصطفى كامل مستنكرا الموقف البريطاني الى الانسحاب من مصر بدل التظاهر بالدفاع عنها والمطالبة في حقوقها , ودافعت جريدة اللواء عن الدولة العثمانية مراعاةً للدين المشترك موضحةً ان موقف الدولة العثمانية من الازمة نابع من احياء مناقشة المسألة المصرية من جديد لإجبار بريطانيا على الوفاء بعهودها في الجلاء عن مصر , بينما الوطن والمقطم المؤيدة للاحتلال البريطاني اشادت في الموقف البريطاني بارزةً ضعف الدولة العثمانية .
    اججت الحادثة مشاعر الشعب المصري ضد بريطانيا وليس ضد الدولة العثمانية لا سيما عقب تعامل بريطانيا مع مصر على انها مستعمرة من مستعمراتها في ظل رفض البلاد للاحتلال وكراهيته لكل ما يأتي به وان كان خيرًا .    

شارك هذا الموضوع: