كتاب النزهة للداعي الطيبي ادريس عماد الدين القرشي مصدرا مهما لتاريخ الدعوة الاسماعيلية في اليمن
اعداد
ا.د. حيدر محمد عبد الله الكربلائي
يعد كتاب نزهة الأفكار وروضة الأخيار في ذكر من قام باليمن من الملوك الكبار والدعاة الأخيار من روائع الداعي إدريس عماد الدين ، التاريخية والادبية والفكرية فقد وصفه بنزهة الأفكار أي يجعل العقل وأفكاره بنزهة في فنون وعلوم تاريخ الدعوة الطيبية فهو كلام سهل ممتنع يزيد شغف القارئ له واكمل وصفه للكتاب وقال روضة الأخبار وهذا الاسم بحد ذاته يدفع القارئ إلى قراءته والتعلق به لكونه متنوع بأخباره كأنه في روضة غناء فقد استطاع الداعي إدريس استعمال الاستعارة اللفظية ليشد القارئ بتتبع كل الملوك الكبار والدعاة الأخيار وهذه شهادة بأن الداعي واسرته كانوا في مكانة مرموقة ومبجلة وقريبة من هؤلاء الملوك لما يتمتعون ب من نجابة ومهابة علمية وقبلية ودعويه .وهو في حقيقة امره مختصراً لما تم تأليفه من كتب سابقه فهو أشبه بالمذكرات ، أراد الداعي إدريس ذكر وتدوين تاريخ الدعوة ودعاتها وعرض نتاجهم الفكري والدعوي ،فضلاً عن تبيان عمقهم السياسي بين الزعامات المتنفذة في اليمن أنذاك فقد بين الداعي من خلال كتابه سعي وجهاد دعاة اليمن منذ تبنيهم الدعوة الطيبية حتى عصرة بمنهج حواري جذاب .
وقد ورد عنوان الكتاب بلفظ وأسم واحد أذ جاء عند كل المؤرخين والباحثين والعلماء والأعلام الذين ترجموا لمؤلفه تحت عنون ” نزهة الأفكار وروضة الأخبار في ذكر من قام باليمن من الملوك الكبار والدعاة الأخيار”.
أما نسبة الكتاب وأحقيته للداعي إدريس ، فقد أشار لها الداعي بمنهجين مختلفين تارة ذكر القارئ في مضمون كلامة بالنزهة بالرجوع إلى كتابه عيون الأخبار،وهذا تأكيد منه بأنه صاحب النزهة ، وتارة أخرى اثناء كلامه واراءه في كتابه “روضة الأخبار ونزهة الأسمار” ،حتى أحال العديد من المعلومات عن الأحداث السياسية، آنذاك باليمن إلى كتاب “النزهة” ومن هنا يؤكد الداعي للباحث بأن كتاب النزهة يعود تاريخياً وفكرياً وعلمياً ومنهجاً للداعي إدريس.
وقد قسم الداعي كتابه الى قسمين :
القسم الأول: وشمل القسم الأول منه تاريخ الدعوة الفاطمية الإسماعيلية في اليمن من مع بداية تشيع أهل اليمن حتى تنصيب الداعي منصور اليمن وزمن الصليحين واكمل حديثه عن تنصيب الداعي الذؤيب بن موسى الوادعي وكيفة تسلمه مهام الداعي المطلق في دور الستر، وأحتوى القسم الأول على العديد من التراجم لشخصيات متنوعه منها إسماعيلية ومنها عام بنوع من الاقتضاب والاسهاب حسب اثر الشخصية سواء ملوك ودعاة فضلاً عن ذلك غطى مساحة كبيرة من الكتاب لأسرته وبالخصوص ، جده الداعي عبد الله بن علي بن محمد القرشي، تكاد تكون نصف الكتاب واستمر في حديثه حتى نهايته .
أما القسم الثاني: جاء القسم الثاني مكمل للقسم الأول بتمجيد جده وتاريخية السياسي وتحركاته فضلاً عن تاريخ الدعوة الطيبية زمن الدولة الرسولية في اليمن وما تلاها من احداث بدأ من زمن الداعي عبد الله بن علي بن حاتم (821-832ه/1428-1469م)،إلى زمنه متضمن تاريخية السياسي ورحلته إلى قلعة شبام في حراز وسبب هجره وعوته والحروب التي خاضها وشيء عن مولدة وتاريخه الذي دونه بيديه وكيفية تنصيبه لمهام الدعوة ورئاستها فضلاً عن ذكر أخيه وكيف تكفل مهام الدعوة ايام هجرته وأحداث تكشف لأول مرة رواها هو بنفسه لم تكن معروفة قبل تحقيق هذا الكتاب.