مقال بعنوان
(لماذا تشوه الاحلام وتنسى؟)
اعداد: د. ازهر علي محمد
                 جامعة كربلاء – كلية التربية للعلوم الإنسانية
تمثل الأحلام مساحة يستطيع فيها العقل الباطن التعبير عن ذاته، وأنها أعدت في الأساس لتمثل تلبية لإحدى الرغبات.
 تساءل العلامة “سيجموند فرويد” عن السبب وراء ضعف التعبير عن تلك الرغبات وإخفائها في صور ورموز غريبة، لماذا هناك حاجة لتجنب الوضوح؟
      قد تجد الإجابة في حقيقة أن العديد من رغباتنا قمعت، وأن فرصتها الوحيدة لبلوغ وعينا هي أن تتخفى بشكل ما، قد يبدو الحلم نقيضًا لما نتمناه، لأننا قد نكون دفاعيين بشأن العديد من رغباتنا أو نرغب في تغطيتها، لذا الطريقة الوحيدة التي يمكن للحلم أن يعلن بها عن المشكلة هو أن يثيرها بشكل عكس حقيقتها، ان ظاهرة “تشويه الحلم” هذه من خلال هذا التشبيه ربما يريد كاتب سياسي انتقاد أحد الحكام، لكن بفعله هذا قد يعرض نفسه للخطر، لذلك يجب أن يخشى الكاتب من رقابة الحاكم، ولذا يتلطف في التعبير عن رأيه ويحرفه”، وبالنسبة للأحلام فإنه إذا رغبت النفس في مدنا برسالة، قد تتمكن من إيصالها إلينا فقط عن طريق فرض الرقابة عليها لتجعلها أكثر قبولاً، أو عن طريق تغييرها لتبدو على غير حقيقتها، وأن السبب وراء نسياننا للأحلام هو أن الذات الواعية ترغب في تقليل تأثير اللاوعي على نطاقها، حياة اليقظة.
      لقد كانت إحدى وجهات نظر فرويد الرئيسة هي أن الأحلام دائما ما تدور حول ذاتنا، فعندما يظهر أشخاص آخرون في حلم، غالبًا ما يكونون مجرد رموز لأنفسنا أو يمثلون ما يعنيه شخص آخر بالنسبة لنا، وانه متى ظهر شخص غريب في حلمه فهذا الشخص بلا شك يمثل جانبا ما من نفسه لا يمكن التعبير عنه في حالة يقظة الوعي، ومن الممكن أن تعبر الأحلام بقوة عن رسالة تمكين تعود الشخص التي تعبر على كبتها في أثناء اليقظة – وهذه الرسالة دائما ما تعبر عنه لا عن العائلة او المجتمع او اي تأثير اجتماعي آخر.
   د. ازهر علي محمد
التخصص – علوم نفسية\ علم نفس النمو  

شارك هذا الموضوع: