لمحات عن المراحل الأولى لحياة المرجع الاعلى

               السيد علي الحسيني السيستاني

أ . د . رحيم  عبد الحسين عباس

                                                          كلية التربية للعلوم الانسانية

                                                                   قسم التاريخ

          ولد السيد السيستاني عام 1930 في مدينة مشهد المقدسة في ايران من أسرة علمية معروفة فوالده العالم السيد محمد باقر وأمه العلوية الجليلة كريمة العلامة السيد رضا المهرباني السرابي، اشتهر بلقب السيستاني نسبه الى جده الاعلى السيد محمد الذي شغل منصب (شيخ الإسلام) في مدينة سيستان في عهد الشاه حسين الصفوي ، و في سن الخامسة ألتحق بمدارس التعليم الديني وتعلم القراءة والكتابة ومبادئ الحساب والتاريخ والجغرافية ، وفي سن الحادية عشرة  دخل الدراسة الحوزوزية المعروفة فدرس الالفية لابن مالك والمغني اللبيب لابن هاشم  وشرح اللمعة والقوانين والمكاسب ومبادئ الفلسفة والحكمة مع دراسته الحوزوية الدينية ، فأن السيد علي السيستاني إنهمك في القراءات الادبية والتاريخية والتراثية وأصبح له إطلاع واسع على الآداب والفلسفة والشعر سيما العربي فضلاً عن قراءات اخرى وسعت مداركه وزودته بمعارف كثيرة كان لها اثر في ثقافته وشخصيته.

       يبدو مما تقدم  ان عائلة السيد السيستاني كانت مدركه لشخصيته وفطنته وشغفه للتعلم  ، لذا ادخلته التعليم في سن مبكر من حياته وأخذت بيده حتى أتم مراحل تعليمه الاولية.

          هاجر عام 1946 الى مدينة قم لإكمال دراسته وفي عام 1951 هاجر الى العراق و تحديداً مدينة النجف الاشرف.حضر بحوث السيد ابو القاسم الخوئي  وحسين الحلي ، في الفقه والاصول ولازمهما مدة طويلة وحضر أيضا بحوث السيد محسن الحكيم ، وفي عام 1961 عزم السيد على السفر الى مسقط رأسه مشهد وكان هدفه الاستقرار فيها الا انه استثنى، إذ كتب له السيد ابو القاسم الخوئي والشيخ الحلي شهادتين ببلوغه درجة الاجتهاد، فضلاً عن ذلك كتب الشيخ آغا بزرگ الطهراني  شهادة اخرى امتدح فيها السيد علي السيستاني على مهارته في علم الحديث والرجال ، فأضحى السيد السيستاني بعد وفاة معلمه ابو القاسم الخوئي عام 1992 الشخصية التي تحظى بأكبر  قدر من الاحترام في المرجعية الدينية الشيعية .

 

                                                      

شارك هذا الموضوع: