محاولة انفصال ولايتي كنتاكي وفرجينيا عن الولايات المتحدة الأمريكية
محاولة انفصال ولايتي كنتاكي وفرجينيا عن الولايات المتحدة الأمريكية
على مدار تاريخ الولايات المتحدة، لعبت كل من كنتاكي وفرجينيا أدوارًا بارزة في الجدل حول سيادة الولايات وحقوقها في مواجهة الحكومة الفيدرالية. على الرغم من أن هاتين الولايتين لم تحاولا الانفصال عن الولايات المتحدة بنفس الطريقة التي فعلتها الولايات الكونفدرالية الجنوبية خلال الحرب الأهلية، إلا أن هناك محاولات وأحداثًا تاريخية تعكس نزعات استقلالية ومعارضة قوية للسلطة الفيدرالية.
قرارات كنتاكي وفرجينيا (1798-1799)
من أوائل المحاولات المهمة التي أشارت إلى فكرة مقاومة السلطة الفيدرالية كانت قرارات كنتاكي وفرجينيا، التي صاغها توماس جيفرسون وجيمس ماديسون ردًا على قوانين الأجانب والتحريض على الفتنة التي أصدرها الكونغرس الفيدرالي عام 1798.
أسباب القرارات:
قوانين الأجانب والتحريض على الفتنة منحت الحكومة الفيدرالية سلطات واسعة ضد المهاجرين والصحافة المعارضة، مما أثار مخاوف بشأن تقييد الحريات.
رأى جيفرسون وماديسون أن هذه القوانين تنتهك الدستور وتعد تعديًا على حقوق الولايات.
أهم الأفكار الواردة في القرارات:
نظرية الإبطال: أكدت القرارات أن الولايات لها الحق في إبطال القوانين الفيدرالية التي تعتبرها غير دستورية.
السيادة المحلية: شددت على أن الاتحاد الفيدرالي هو كيان قائم على اتفاق بين الولايات، وبالتالي يجب أن يكون للحكومات المحلية سلطة الدفاع عن حقوقها.
لم تصل هذه القرارات إلى حد الدعوة إلى الانفصال، لكنها وضعت الأساس لفكرة أن للولايات الحق في مقاومة القوانين الفيدرالية، وهي الفكرة التي استخدمت لاحقًا خلال أزمة الإبطال في كارولاينا الجنوبية (1832) وفي الحرب الأهلية (1861-1865).
كنتاكي خلال الحرب الأهلية (1861-1865)
عندما اندلعت الحرب الأهلية بين الشمال والجنوب، كانت كنتاكي في وضع حرج، حيث كانت ولاية حدودية بين الاتحاد (الشمال) والكونفدرالية (الجنوب). في البداية، أعلنت الولاية الحياد، ولكن في عام 1861، حاولت مجموعة من أنصار الكونفدرالية إعلان انفصال كنتاكي والانضمام إلى الجنوب.
حكومة الظل المؤيدة للكونفدرالية:
في نوفمبر 1861، عقد أنصار الانفصال مؤتمرًا في راسل فيل وأعلنوا استقلال كنتاكي عن الاتحاد.
شكلوا حكومة بديلة موالية للكونفدرالية، لكن هذه الحكومة لم تكن معترفًا بها رسميًا.
في النهاية، بقيت الحكومة الرسمية لكنتاكي موالية للاتحاد، على الرغم من أن العديد من سكانها دعموا الجنوب.
فرجينيا وانفصالها الفعلي خلال الحرب الأهلية
على عكس كنتاكي، قامت فرجينيا بالانفصال فعليًا عن الولايات المتحدة في أبريل 1861 وانضمت إلى الولايات الكونفدرالية الأمريكية. لعبت الولاية دورًا مركزيًا في الحرب الأهلية، حيث كانت موطن العاصمة الكونفدرالية ريتشموند وكانت ساحة للعديد من المعارك الرئيسية.
تشكيل فرجينيا الغربية:
لم يكن جميع سكان فرجينيا مؤيدين للانفصال. في المناطق الغربية من الولاية، كان هناك رفض واسع للانضمام إلى الكونفدرالية. ونتيجة لذلك:
اجتمعت عدة مقاطعات في المنطقة الغربية وشكلت حكومة موالية للاتحاد.
في عام 1863، تم الاعتراف بهذه المناطق كولاية جديدة باسم فرجينيا الغربية، والتي بقيت جزءًا من الولايات المتحدة.
الخاتمة
لم تكن هناك محاولة موحدة ومستقلة لانفصال كنتاكي وفرجينيا معًا عن الولايات المتحدة، لكن كلا الولايتين شهدتا أحداثًا تعكس توترات بين السلطات المحلية والفيدرالية. قرارات كنتاكي وفرجينيا (1798-1799) شكلت الأساس الفكري لفكرة حقوق الولايات، بينما شهدت الحرب الأهلية انقسامًا حادًا، حيث بقيت كنتاكي في الاتحاد، بينما انفصلت فرجينيا، مما أدى إلى ولادة ولاية جديدة.
تعكس هذه الأحداث كيف أن النقاش حول حقوق الولايات مقابل سلطة الحكومة الفيدرالية كان عنصرًا رئيسيًا في التاريخ الأمريكي، وظل موضوعًا متكررًا في السياسة الأمريكية حتى اليوم.