مراحل تطور استخدام الذكاء الاصطناعي في العراق .
 
بالرغم من اهميته فان تاريخ استخدام الذكاء الاصطناعي في العراق ليس كبيرا كما هو الحال في بعض البلدان الأخرى، ولكن كانت هناك بعض التطورات والمبادرات الملحوظة في هذا المجال رغم ذلك. ويمكن إرجاع أول مشاركة معروفة للعراق في أبحاث الذكاء الاصطناعي إلى الثمانينيات، عندما تم انشاء مركز الكمبيوتر العراقي في بغداد. وكان المركز مسؤولا عن تعزيز محو الأمية الحاسوبية وإجراء البحوث في مختلف المجالات، بما في ذلك الذكاء الاصطناعي. وبسبب عدم الاستقرار السياسي والعقوبات الاقتصادية التي أعقبت حرب الخليج في عام 1990، توقفت أبحاث الذكاء الاصطناعي في العراق إلى حد كبير لعدة سنوات.
بعد عام 2003 كانت هناك بعض الجهود لإحياء أبحاث الذكاء الاصطناعي في العراق في السنوات الأخيرة، في عام 2015، أطلقت وزارة التعليم العالي والبحث العلمي العراقية البرنامج الوطني لتكنولوجيا المعلومات NAPIT والذي يتضمن مكونًا للبحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي. ويهدف البرنامج إلى تعزيز استخدام تكنولوجيا المعلومات في مختلف قطاعات الاقتصاد، بما في ذلك التعليم والرعاية الصحية والصناعة. بالإضافة إلى المبادرات الحكومية، وهناك أيضًا بعض الشركات الخاصة والمؤسسات الأكاديمية في العراق التي تشارك في أبحاث الذكاء الاصطناعي. على سبيل المثال، يوجد في جامعة بغداد قسم لعلوم الكمبيوتر يقدم دورات حول الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي.و هناك أيضًا العديد من الشركات العراقية الناشئة التي تعمل على حلول قائمة على الذكاء الاصطناعي لصناعات مختلفة، مثل الرعاية الصحية والتمويل والزراعة.
على الرغم من هذه التطورات، لا تزال هناك العديد من التحديات التي تواجه أبحاث الذكاء الاصطناعي في العراق. ويتمثل أحد التحديات الرئيسية في الافتقار إلى التمويل والموارد. وتفتقر العديد من الجامعات والمؤسسات البحثية العراقية إلى المعدات والبنية التحتية اللازمة لإجراء أبحاث متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي. حيث ان هناك نقص في الباحثين والمهندسين المؤهلين في مجال الذكاء الاصطناعي في العراق وهناك أيضًا العديد من الفرص لبحوث الذكاء الاصطناعي في العراق. وتتمثل إحدى الفرص الرئيسية في الطلب المتزايد على الحلول القائمة على الذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات الاقتصاد. مثل حاجة متزايدة للتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي في الرعاية الصحية، مثل تشخيص الأمراض والتخطيط للعلاج. وتوجد إمكانات هائلة للتطبيقات القائمة على الذكاء الاصطناعي في الزراعة، وهي قطاع رئيسي من الاقتصاد العراقي.
وفرصة أخرى هي الاهتمام المتزايد بأبحاث الذكاء الاصطناعي بين الطلاب العراقيين والمهنيين الشباب. حيث تشهد العديد من الجامعات العراقية زيادة في التسجيل في برامج علوم الكمبيوتر، بما في ذلك تلك التي تركز على الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي. علاوة على ذلك، هناك العديد من المبادرات التي تهدف إلى تعزيز تعليم العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات بين الطلاب العراقيين، والتي يمكن أن تساعد في زيادة عدد الباحثين والمهندسين المؤهلين في مجال الذكاء الاصطناعي في البلاد. في حين أن تاريخ بحوث الذكاء الاصطناعي في العراق قصير نسبياً، فقد حدثت بعض التطورات والمبادرات الملحوظة في هذا المجال في السنوات الأخيرة. على الرغم من التحديات التي تواجه أبحاث الذكاء الاصطناعي في العراق، وهناك أيضًا العديد من الفرص للنمو والتنمية في هذا المجال. مع الدعم والموارد المناسبة، يتمتع العراق بإمكانية أن يصبح رائدًا في مجال البحث والتطوير في مجال الذكاء الاصطناعي في منطقة الشرق الأوسط.
 
 
 

شارك هذا الموضوع: