تعاني العديد من المدن في كثير من بلدان العالم من مشكلات التحضر المتنوعة ابرزها هي:-
1- مشاكل عمرانية وتخطيطية
تعاني المدن التي تكون مركز جذب للسكان من ضغط سكاني على المساكن نتج عنه اكتظاظ سكني وإيجارات مرتفعة للعقارات والمساكن وتفاؤل كبير بين أحياء المدينة وبين الأحياء العشوائية التي تنتشر في الضواحي القريبة أو على أطراف المدينة، فيظهر تفاوت طبقي حيث نجد مدينة للأثرياء ومدينة لمتوسطي الدخل والفقراء المعدومين مع فقدان التشابه والترابط بينها غالبا ، على سبيل المثال توجد كثافة سكانية عمرانية عالية في بعض أجزاء من المدن العربية في وسط القاهرة وفي بعض ضواحي بيروت وتونس وبغداد ودمشق ، وتوجد أحياء متدهورة في مراكز المدن في تلك الأجزاء القديمة حيث تقل الصيانة والخدمات ويصعب تحسينها فتصبح غير قابلة للسكن ولكنها تكون ملاذاً لطبقة الفقراء ، فضلا عن المشاكل التخطيطية مثل عدم وجود المخططات الكافية المتوافقة مع الزيادة السكانية وتوسع المدينة السريع وعدم إعطاء النسب الصحيحة لكل من السكن والنقل والصناعة والمساحات الخضراء والمساحات الاحتياطية اللازمة للتوسع الخدمي اللاحق كذلك الاختيار غير الموفق أحيانا لمواقع المنشآت الاقتصادية.
2- مشاكل خدمات البنية التحتية
يولد التحضر ضغطاً كبيراً على البنية التحتية، بما في ذلك الصحة والتعليم والنقل والإسكان والخدمات العامة. وكثيراً ما يؤدي النمو السريع للمناطق الحضرية إلى نقص في هذه الخدمات وصعوبة حصول السكان على الخدمات لاسيما الاساسية منا كالمساكن الميسرة، وعدم كفاية أنظمة النقل والصحة، والخدمات العامة ولمواجهة هذه التحديات، يجب على الحكومات توسيع وتطوير هذه الخدمات والاستثمار ، بما في ذلك بناء مساكن جديدة، وتوسيع نظام الصحة فضلا عن شبكات النقل، وتوفير الخدمات الضرورية.
3- مشاكل سكانية اجتماعية
للتحضر تأثير كبير على الوضع السكاني والاجتماعي، فضلا عن طريقة تفاعل الناس مع بعضهم البعض، لذا تتعدد المشاكل السكانية والاجتماعية في المدينة مثل نقص فرص العمل وانتشار البطالة بأشكالها كافة فضلا عن التباين الكبير بين السكان من حيث مستوى الدخل والأحوال الاجتماعية والتمتع بالخدمات والعزلة الاجتماعية وصعوبة التكيف والانخراط مع نمط حياة المدن من قبل النازحين من الأرياف وتعد البطالة من المشكلات العويص التي تهدد المدينة.
4- مشاكل بيئية
للتحضر تأثير كبير على البيئة يزداد الطلب على الموارد مع انتقال المزيد من السكان إلى المناطق الحضرية، مما يؤدي إلى تلوث الهواء، وتلوث المياه ونقص المساحات الخضراء وإزالة الغابات، لان توسع المدن يكون على حساب الاراضي الزراعية، فضلا نقص الموارد المائية وهي الاساس للحياة، كما يؤدي التحضر أيضاً إلى فقدان التنوع البيولوجي، حيث يتم تدمير الموائل الطبيعية لاستقبال الزيادة السكانية وعملية التنمية الحضرية.
5- مشاكل اقتصادية
على الرغم من التأثير الايجابي الكبير للتوسع الحضري على اقتصاد المدينة، حيث تعد المناطق الحضرية كمحركات للنمو الاقتصادي، حيث توفر مجموعة من فرص العمل المتنوعة، ومنها التي تتطلب مهارات عالية خاصة في قطاع الخدمات، وعلى العكس من ذلك فان التحضر يؤدي إلى عدم المساواة في الدخل، بسبب الزيادة الكبيرة في الايدي العاملة حيث يكافح العمال ذوو المهارات المنخفضة في كثير من الأحيان لتغطية نفقاتهم، وانتشار البطالة ويسود الكساد على المدينة ولمعالجة هذه المشكلة، يتعين على الحكومات الاستثمار في برامج التعليم والتدريب التي تعمل على إعداد العمال لوظائف تتطلب مهارات عالية.