مشكلات التعلم النمائية والأكاديمية
م.م. آلاء محمد عبد راضي الشريفي 
 
مقدمة
 
       تعد مشكلات التعلم من الموضوعات التي تشغل اهتمام العلماء والباحثين في مجال التربية وعلم النفس، حيث تؤثر بشكل مباشر على قدرة الأفراد على تحقيق النجاح الأكاديمي والتكيف الاجتماعي. يمكن تصنيف هذه المشكلات إلى نوعين رئيسيين: مشكلات التعلم النمائية، التي تتعلق بتطور الطفل وقدرته على التعامل مع مهارات الحياة الأساسية، ومشكلات التعلم الأكاديمية التي تتعلق بصعوبات تواجه الطالب في بيئته التعليمية.
 
أولاً: مشكلات التعلم النمائية
 
    تتعلق المشكلات النمائية بتطور الطفل في مجالات عدة مثل اللغة، والحركة، والإدراك، والتفاعل الاجتماعي قد تؤثر هذه المشكلات على قدرة الطفل على التفاعل مع محيطه بشكل طبيعي وقد تؤدي إلى تأخر في اكتساب المهارات الحياتية الأساسية.
 
  1. التأخر في النمو اللغوي: يعاني بعض الأطفال من تأخر في نمو مهارات اللغة، مما قد يؤدي إلى صعوبة في التعبير عن أنفسهم وفهم الآخرين وهذا التأخر قد يؤثر على أدائهم الأكاديمي والاجتماعي.
 
  1. مشاكل في المهارات الحركية: قد يواجه بعض الأطفال صعوبة في تطوير مهاراتهم الحركية الدقيقة أو الكبيرة، مثل الكتابة أو الجري هذه المشكلات يمكن أن تؤدي إلى ضعف في الأداء البدني والذهني.
 
  1. الصعوبات في الإدراك الحسي: يعاني بعض الأطفال من صعوبة في معالجة المعلومات الحسية، مثل السمع أو الرؤية أو اللمس، مما قد يؤثر على تعلمهم وقدرتهم على تمييز المحفزات البيئية.
 
  1. الصعوبات الاجتماعية: بعض الأطفال يواجهون تحديات في التفاعل الاجتماعي بسبب مشاكل في فهم الإشارات الاجتماعية أو عدم القدرة على التواصل بفعالية مع الآخرين.
 
ثانياً: مشكلات التعلم الأكاديمية
 
    تتعلق مشكلات التعلم الأكاديمية بالصعوبات التي يواجهها الطلاب في بيئتهم التعليمية والتي قد تتراوح من صعوبات في القراءة والكتابة إلى صعوبات في الرياضيات وغيرها من المواد الدراسية.
 
  1. عسر القراءة (الديسلكسيا): هي اضطراب تعلمي يؤثر على قدرة الطفل على قراءة الكلمات بشكل صحيح وسريع قد يعاني الطالب من صعوبة في التعرف على الكلمات أو ترتيب الحروف بطريقة صحيحة، مما يؤدي إلى ضعف الأداء الأكاديمي في المواد التي تتطلب القراءة.
 
  1. عسر الكتابة (الديسغرافيا): يؤثر عسر الكتابة على قدرة الطفل على كتابة الأفكار بوضوح قد يعاني الطالب من صعوبة في تنسيق الحروف أو كتابة الجمل بطريقة منظمة، مما يؤثر على أدائه في المهام الكتابية.
 
  1. عسر الحساب (الديسكالكوليا): هو اضطراب يؤثر على القدرة على التعامل مع الأرقام وحل المشكلات الرياضية قد يواجه الطلاب صعوبة في الفهم العددي أو العمليات الحسابية الأساسية مثل الجمع والطرح.
 
  1. صعوبات في التركيز والانتباه: يعاني بعض الطلاب من اضطرابات مثل اضطراب نقص الانتباه وفرط النشاط (ADHD)، مما يؤدي إلى صعوبة في التركيز على المهام الدراسية أو إتمام الأعمال المطلوبة.
 
ثالثاً: أسباب مشكلات التعلم
 
    تتنوع أسباب مشكلات التعلم النمائية والأكاديمية، وقد تشمل العوامل الوراثية، والعوامل البيئية، والتجارب المبكرة.
 
  1. العوامل الوراثية: تشير الدراسات إلى أن بعض مشكلات التعلم قد تكون وراثية، حيث يمكن أن يكون لدى الأطفال استعدادات جينية تؤثر على تطورهم اللغوي أو الإدراكي.
 
  1. العوامل البيئية: تلعب البيئة المحيطة بالطفل دوراً مهماً في تطوره، مثل تعرضه للضغوط النفسية أو نقص الدعم التعليمي في مراحل مبكرة من الحياة  قد تؤدي هذه العوامل إلى تأخر في اكتساب المهارات الأكاديمية.
 
  1. التجارب المبكرة: تعتبر التجارب التي يمر بها الطفل في مراحل حياته المبكرة من أهم العوامل المؤثرة إذا لم يحصل الطفل على بيئة غنية بالتحفيز الفكري والتعليم المبكر، فقد يواجه صعوبات لاحقاً في التعلم.
 
رابعاً: استراتيجيات علاجية وتدابير للتعامل مع مشكلات التعلم
 
      لتقليل تأثير مشكلات التعلم على الأطفال، يمكن اتباع العديد من الاستراتيجيات العلاجية والتعليمية التي تركز على الدعم الفردي والمساعدة التخصصية.
  1. العلاج بالتحفيز والأنشطة التفاعلية: يشمل العلاج التفاعلي الذي يعزز من مهارات الطفل اللغوية والحركية من خلال الأنشطة الموجهة كما يمكن استخدام الوسائل التكنولوجية لمساعدة الأطفال في تعلم المهارات بشكل ممتع وفعال.
  1. التعليم التكيفي: هو تعليم مصمم خصيصاً لتلبية احتياجات الطلاب الذين يعانون من صعوبات أكاديمية يتضمن تخصيص استراتيجيات تعليمية وتقديم مواد دراسية ملائمة حسب احتياجات الطفل الفردية.
  2. الدعم النفسي والاجتماعي: يتطلب الأطفال الذين يعانون من مشكلات تعلم الدعم النفسي من الأخصائيين لتطوير مهارات التكيف الاجتماعي وتحقيق التوازن النفسي الذي يساعدهم في مواجهة تحديات التعلم.
  3. التعاون بين الأسرة والمدرسة: من الضروري أن يكون هناك تعاون بين الأسرة والمعلمين لتوفير بيئة تعليمية داعمة يمكن للأسرة أن تلعب دوراً مهماً في مراقبة تقدم الطفل وتقديم الدعم العاطفي والتعليمي.
 
الخاتمة
 
    إن معالجة مشكلات التعلم النمائية والأكاديمية يتطلب نهجاً شاملاً يجمع بين العلاج المبكر، والدعم التخصصي، والبيئة التربوية الداعمة من خلال هذه الإجراءات، يمكن تقليل تأثير هذه المشكلات على تطور الأطفال وتمكينهم من تحقيق إمكاناتهم الأكاديمية والاجتماعية.

شارك هذا الموضوع: