مفهوم البطالة وانواعها
تعد البطالة من اخطر واكبر المشاكل التي تهدد استقرار الأمم والدول, وتختلف حدتها من دولة لأخرى ومن مجتمع لأخر, فالبطالة تشكل السبب الرئيسي لمعظم الأمراض الأجتماعية وتمثل تهديداً واضحاً على الأستقرار السياسي.
وتعرف البطالة على أنها عدم امتهان أي مهنة, وفي حقيقة الأمر ان هذا التعريف غير واضح وغير كامل, أذ لابد من إعطاء هذه الظاهرة حجمها الاقتصادي بعيداً عن التأويلات الشخصية.
أن التعريف الشاسع للبطالة الذي اوصت عليه منظمة العمل الدولية والذي ينص على ” أن العاطل عن العمل هو ذلك الفرد الذي يكون فوق سن معينة بلا عمل وهو قادر على العمل وراغب فيه ويبحث عنه عند مستوى اجر سائد لكنه لايجده”
يمكن تحديد أنواع البطالة فيما يلي:
1-البطالة الاحتكاكية
هي البطالة التي تحدث بسبب التنقلات المستمرة للعاملين بين المناطق والمهن المختلفة الناتجة عن تغيرات في الاقتصاد الوطني, يتمتع العمال المؤهلين العاطلين بالالتحاق بفرص العمل المتاحة, وتحدث نتيجة لنقص المعلومات الكاملة لكل الباحثين عن فرص العمل وأصحاب الأعمال, كما تكون بحسب الوقت الذي يقضيه الباحثون عن العمل, وقد تنشأ عندما ينتقل عامل من منطقة او إقليم جغرافي الى منطقة أخرى أو أقليم جغرافي أخر, أو عندما تقرر ربة البيت مثلاً الخروج الى سوق العمل بعد أن تجاوزت مرحلة تربية اطفالها و رعايتهم.
2-البطالة الهيكلية
ان هذه البطالة جزئية, بمعنى أنها تقتصر على قطاع انتاجي أو صناعي معين, وهي لا تمثل حالة عامة من البطالة في الاقتصاد, يمكن أن ينتشر هذا النوع من البطالة في أجزاء واسعة ومتعددة في أقاليم البلد الواحد.
ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة للتحولات الاقتصادية التي تحدث من حين لأخر في هيكل الاقتصاد مثلاً اكتشاف موارد جديدة أو وسائل انتاج أكثر كفاءة ظهور سلع جديدة تحل محل السلع القديمة.
تعرف البطالة على أنها البطالة التي تنشأ بسبب الاختلاف والتباين القائم بين هيكل توزيع القوى العاملة وهيكل الطلب عليها, ويقترن ظهورها بأحلال الألة محل العنصر البشري مما يؤدي الى الاستغناء عن عدد كبير من العمال, كما أنها تحدث بسبب وقوع تغيرات في قوة العمل كدخول المراهقين والشباب الى سوق العمل بأعداد كبيرة, وقدعرفت البلدان الصناعية المتقدمة نوعاً جديداً من البطالة الهيكلية بسبب أفرازات النظام العالمي الجديد والذي تسارعت وتيرته عبر نشاط الشركات المتعددة الجنسيات التي حولت صناعات كثيرة منها الى الدول النامية بسبب ارتفاع معدل الربح في هذه الأخيرة. هذا الانتقال أفقد كثيراً من العمال الذين كانوا يشغلون في هذه الدول مناطب عملهم واحالهم الى بطالة هيكلية طويلة المدى.
3-البطالة الدورية أو الموسمية
ينشأ هذا النوع من البطالة نتيجة ركود قطاع العمال وعدم كفاية الطلب الكلي عن العمل, كما قد تنشأ نتيجة لتذبذب الدورات الاقتصادية, ويفسر ظهورها بعدم قدرة الطلب الكلي على استيعاب او شرائ الإنتاج المتاح مما يؤدي الى ظهور الفجوات الانكماشية في الاقتصاد المعني بالظاهرة.
4-تصنيفات أخرى
أضافة لما تم تحديده من أنواع للبطالة, يضيف الباحثون في مجال الاقتصاد الكلي لذلك التصنيفات التالية للبطالة.
أ-البطالة الاختيارية والبطالة الاجبارية
البطالة الاختيارية هي الحالة التي ينسحب فيها شخص من عمله بمحض ارادته لأسباب معينة, اما البطالة الأجبارية فهي توافق تلك الحالة التي يجبر فيها العامل على ترك عمله أي دون أرادته مع أنه راغب وقادر على العمل عند مستوى أجر سائد, وقد تكون البطالة الاجبارية هيكلية أو احتكاكية.
ب-البطالة المقنعة والبطالة السافرة
تنشأ البطالة المقنعة في الحالات التي يكون فيها عدد العمال المشغلين يفوق الحاجة الفعلية للعمل, مما يعنيب وجود عمالة فائضة لاتنتج شيئاً تقريباً حيث أنها أذا ما سحبت من أماكن عملها فأن حجم الإنتاج لن ينخفض, اما البطالة السافرة فتعني وجود عدد من الأشخاص القادرين والراغبين في العمل عند مستوى أجر معين لكن دون أن يجدوه, فهم عاطلون تماماً عن العمل, وقد تكون البطالة السافرة احتكاكية أو دورية.
ج-البطالة الموسمية وبطالة الفقر
تتطلب بعض القطاعات الاقتصادية في مواسم معينة أعداداً كبيرة من العمال مثل الزراعة, السياحة, البناء وغيرها وعند نهاية الموسم يتوقف النشاط فيها مما يستدعي أحالة العاملين بهذه القطاعات ما يلق عليه بالبطالة الموسمية ويشبه هذا النوع الى حد كبير البطالة الدورية والفرق الوحيد بينهما هو أن البطالة الموسمية تكون في فترة قصيرة المدى, اما بطالة الفقر في تلك الناتجة بسبب خلل في التنمية وتسود هذه البطالة خاصة في الدول المنهكة اقتصادياً.
د-البطالة الطبيعية
تشمل البطالة الطبيعية كلاً من البطالة الهيكلية والبطالة الاحتكاكية وعن مستوى العمالة الكاملة, ويكون الطلب على العمل مساوياً لعرضه, أي أن عدد الباحثين عن العمل مساو لعدد المهن الشاغرة أو المتوفرة, أما الذين هم في حالة بطالة هيكيلة أو أحتكاكية فيحتاجون لوقت حتى يتم أيجاد العمل المناسب, وعليه فأن مستوى البطالة الطبيعي يسود فقط عندما يكون التشغيل الكامل.
د. بشائر فاضل جاسم