وزارة التعليم العالي والبحث العلمي
جامعة كربلاء / كلية التربية للعلوم الانسانية
ماجستير / قسم الجغرافية التطبيقية
(مفهوم العولمة )
(انواعها و خصائصها)
اعداد : زهراء كاظم جاسم
العولمة :ـ هي عملية تزايد التكامل والتفاعل بين الدول والشعوب في جميع انحاء العالم وهي احد الظواهر الحديثة التي تؤثر بشكل كبير على الاقتصاد العالمي
يعرف الصندوق النقد الدولي العولمة : بانها نمو التفاعل المتبادل في المجال الاقتصادي بين الدول نتيجة زيادة حجم العمليات التجارية وتنوعها (السلع والخدمات وتدفق راس المال ) كذلك السرعة الكبيرة في الانتشار الواسع
تتخذ عدة أشكال وأنواع، وفيما يلي بعض من هذه الأنواع :
1ـ العولمة الاقتصادية : تقوم العولمة الإقتصادية على عدّة ركائز أساسية منها تحرير رأس المال والتجارة الدولية، وإزالة القيود والحواجز الجمركية أو الحدودية أو الحواجز المعنوية مثل القوانين لتسهل عملية تبادل السلع والبضائع، مما أدى إلى ظهور شركات متعددة الجنسيات وشركات عابرة للقارات الأمر الذي أدى إلى جعل العالم مجرد سوق اقتصادي، الغني فيه يزداد غنى والفقير فيه يزداد فقراً، وبمعنى آخر فالعولمة الاقتصادية تقوم على أن القوي هو المهيمن والضعيف فيها يؤكل. على محاولة التأثير على القيم والمفاهيم
2ـ العولمة الثقافية : تقوم العولمة الثقافية الحضارية والأخلاقية وسلوكيات المجتمعات والدول، وذلك لمحاولة تطبيق دولة نموذجها الثقافي على باقي دول ومجتمعات العالم، وهي بمعنى آخر تشير إلى الغزو الثقافي والفكري
3ـ العولمة قيمية : أن نهوض أمة مايعتمد على ثقافة وأفكار وقيم شعبها، فهناك بعض الدول تسعى إلى تفكيك هذا القوة وذلك من خلال نقل قيمها إلى دول أخرى وذلك من خلال وسائل الإعلام المرئية والمسموعة والمقروءة على اختلافها.
4ـ العولمة السياسية : تقوم العولمة السياسية على التدخل في سيادة الدول الضعيفة من قبل الدول الأكثر منها قوة، حيث تدخل في شؤونها السياسية ومواردها الطبيعية بحجج كثيرة منها نشر الديمقراطية أو حقوق الإنسان أو غيرها من المبررات للتدخل
خصائص العولمة :
1 – ان العولمة ظاهرة جديدة ظهرت حديثا وهي تختلف عن العالمية التي كانت سائدة سابقا . والانتقال الى مرحلة جديدة تسود فيها رأسمالية الاحتكارات العالمية المتمثلة بالشركات متعدية الجنسية. وباختلاف الآليات المستخدمة للهيمنة على العالم
2ـ انها تختلف عن المرحلة السابقة حيث ما ميز المرحلة السابقة هي ان الظاهرة العالمية التي كانت سائدة هي نتاج للاداء المتمايز للاقتصادات القومية حيث احتفظت العمليات المقررة على الصعيد القومى بهيمنتها، وتكون الكيانات الاقتصادية القومية هي الفاعل الاساس فيه باعتبار ان السياسات العالمية والمحلية يظلان مستويين متميزين للتحكم على الرغم من ترابطهما، وحتى الشركات العابرة للقومية حيث لم تنفصل عن قواعدها القومية فضلا عن خضوعها للضوابط القومية
3ـ تميزت المرحلة السابقة بتدويل التبادل (التوزيع) في حين ان المرحلة الحالية تتميز بتدويل الانتاج واعادة الانتاج والتي سبقها تدويل رأس المال المالي باعتباره سمة من سمات مرحلة مالية الامبريالية والتي تجسد ظاهرة العولمة
. 4ـ كانت العلاقات الاقتصادية قائمة على التكامل في اطار علاقات شبه متكافئة بينما المرحلة الحالية قائمة على الهيمنة
5ـ العالمية التي كانت سائدة كانت ذات بعد واحد هو البعد الاقتصادي على الاغلب بينما العولمة ذات ابعاد مختلفة سياسية اقتصادية وفكرية تحاول فرض نمط من القيم والسلوك والوعي والثقافة مع اقصاء الخصوصيات القومية للامم والشعوب .
6ـ تقليص فاعلية نوع معين من الدولة ومحاولة حصر دورها الاقتصادي بالدولة الحاضنة بعد ان كانت الدولة السائدة هي ما سمي بدولة الرفاهية.
اسباب ظهور العولمة :
1ـ يعود ظهور العولمة إلى التطور التكنولوجي الكبير، في حين كان الإنسان يسافر لمسافات بعيدة من أجل الحصول على خدمة أو شراء شيء ما، أصبح الآن يحصل على كل ما يريد بسهولة ويسر
2ـ كما ساعد تطور قطاع النقل وتطور التجارة الدولية إلى ظهور ما سمي بالعولمة
3ـ أن تطور ونمو وسائل الإعلام ودورها ساهم بشكل كبير في ظهور
4ـ ان اشتداد الازمة الهيكلية التي شهدها الاقتصاد الراسمالي في الربع الاخير من القرن العشرين جعل الحكومات الراسمالية عاجزة عن ايجاد حلول لازمتها في ظل الاليات والاساليب المتبعة سابقا ، مما تطلب معه تغيير تلك الاساليب وخلق اليات جديدة اكثر قدرة على حل الازمة او على الاقل نقل عبئها جزئيا او كليا وتحميلها في اطار التدويل الى البلدان الأخرى في ظل الاعتماد المتبادل الذي ولدته وسائل الاتصال الحديثة عبر التجارة الخارجية . وحركة راس المال فضلاعن المديونية الخارجية، كما تمثلت الازمة الماضية التي عصفت بالنظام الراسمالي بالتضخم الركودي المتمثل في ارتفاع المستوى العام للاسعار مع ارتفاع حدة البطالة وانخفاض النمو الصناعي، وانهيار الفروع التقليدية للصناعة في ظل التقانة الشديدة وعدم توازن التجارة الخارجية وقد ساعدت العوامل الآتية على تعميق الازمة وزيادة حدتها مما حتم بروز هذه ظاهرة
وقد واجهت تطبيق إستراتيجية العولمة التحديات الاتية :
1ـ التحرير الواسع للأنشطة : اعتمدت إستراتيجية العولمة التحرير الواسع للأنشطة التجارية السلعية والخدمية والمالية، منها حرية حركة رءوس الأموال والحماية الفكرية وغيرها. تم تطبيق هذا التحرير من خلال هيئات ومؤسسات عالمية فاعلة مسئولة عن تنظيم هذه الأنشطة، مثل منظمة التجارة العالمية صندوق النقد والبنك الدوليين”. منحت هذه الإستراتيجية قوى رأس المال حرية كبيرة في ممارسة أنشطتها الربوية دون قيود – عدا تحقيق مصالحها المادية – واستفادت قوى رأس المال من هذه الحرية في ممارسة نشاطها المنحرف دون رادع طالما هي غير مخترقة للقوانيين الوضعية المعمول بها.
2ـ معوقات التطبيق العملي لأفكار العولمة: إن البناء الفكري للعولمة اصطدم بمعوقات كثيرة عند تطبيق أفكارها عمليا، وذلك ناتج عن أسباب عديدة، أهمها جهل مفكري العولمة بالخصائص الفكرية والعرفية المجتمعات الدول التي جرى تطبيقا لعولمة فيها من الجوانب السياسية والاقتصادية والاجتماعية والثقافية وغيرها، كما ظهرت جهات عديدة، تعادي أفكار العولمة على أسس أيدلوجية أو سياسية أواقتصادية، عملت على إفشال التجربة
3ـ كلفة تطبيق العولمة: إن التطبيق العملي لإستراتيجية العولمة زاد من التزامات الولايات المتحدة الدولية، باعتبارها الدولة الراعية لتطبيق أفكارها، وكلفت هذه الالتزامات الولايات المتحدة تكاليف باهظة، من خلال المنح والمساعدات الجسيمة