مفهوم الهبة الديموغرافية ومراحل تحولها
يشير هذا المفهوم الى التحول الديموغرافي في السكان نتيجة انخفاض معدلات الأنجاب بحيث يتحول المجتمع الذي غالبيته من الأطفال وصغار السن والمعالين الى مجتمع يشكل فيه السكان في سن العمل والإنتاج المجموعة الأكبر،اي ان معدل نمو السكان النشطين اقتصاديا في الفئة (51-56 ) سنة يتجاوز معدل النمو للفئات السكانية الأخرى ( الفئات المعالة ) وهم صغار السن ( دون 51 سنة ) وكبار السن (51 سنة فاكثر ) ، كما ان هذا المفهوم يشير الى الكيفية التي يمكن بواسطتها للمجتمعات النامية ان تجعل منها نقطة تحول الى مرحلة جديدة تتسم بارتفاع وتيرة النمو عن طريق الانتفاع من النسب المرتفعة والمنتظرة من صغار السن في السنوات القادمة , وهذا يتيح اغتنام الفرصة لتحسين نوعية حياة المواطنين عن طريق زيادة معدلات التشغيل وخفض معدلات البطالة والتمتع بمستويات عالية من التنمية وبالتالي تحسين المستوى المعيشي للمواطنين بأبعاده الصحية والتعليمية والبيئية ،فالهبة الديموغرافية هي في حقيقتها مجموعة من التغيرات الإيجابية في المجتمع التي تصاحب وتتبع التحولات الديموغرافية , ومنها التحول الى اسرة صغيرة الحجم فعندما يتجه حجم الأسرة نحو التناقص التدريجي خاصة عندما يصل مستوى الإنجاب إلى مستوى الإحلال, يدخل المجتمع إلى فترة يبدأ خلالها معدل نمو السكان في سن العمل بتجاوز معدل نمو الفئات المعالة،ويمكن ان تصنف                                  الهبة الديموغرافية الى مستويين:                                   
الأول : الهبة الديموغرافية البسيطة , وهي الفرق بين معدل نمو السكان المعالين ومعدل نمو السكان في سن العمل , فكلما تباين او ارتفع الفرق بينهما كلما ادى ذلك الى زيادة مساهمة الهبة الديموغرافية في اجمالي الناتج المحلي الإجمالي وبالتالي الى زيادة حصة الفرد هذا الناتج..
الثاني : الهبة الديموغرافية المضاعفة , وهي الفرق بين معدل نمو السكان و معدل نمو التشغيل ويطلق عليها بالمضاعفة لكونها تستوعب نمو السكان في سن العمل مضافا اليه نصف معدل السكان العاطلين عن العمل. 
التحول الديموغرافي بانه صيرورة مستمرة تمر بها جميع المجتمعات البشرية على الرغم من اختلاف مستوى تطورها الاقتصادي والاجتماعي , ويمكن ان تطول المدة الزمنية لها او تقصر تبعا لدرجة تطور البنية الاقتصادية – الاجتماعية لهذه المجتمعات، 
المرحلة الأولى : تتميز هذه المرحلة بارتفاع المعدل العام لكل من الوالدات والوفيات وبكونها بطيئة وقريبة الى الثبات وتبرز بشكل كبير في المجتمعات الزراعية ذات البناء الاجتماعي التقليدي المتخلف  
المرحلة الثانية : تتميز بسرعة نمو السكان نتيجة هبوط معدلات الوفيات بدرجة اسرع من هبوط معدل الوالدات بسبب تحسن الأوضاع الصحية والاقتصادية والتعليمية ، حيث ان الدول الصناعية المتقدمة قد مرت بهذه المرحلة واستمرت مدة طويلة قاربت قرنا كاملا , اما الدول النامية فكان دخولها لهذه المرحلة سريعا مستفيدة من التقدم الحاصل في مجالات الطب العلاجي والوقائي حيث وصل معدل النمو السكاني فيها الى اكثر من(2%)
 المرحلة الثالثة : يبدا النمو السكاني في هذه المرحلة في الانخفاض التدريجي نتيجة هبوط معدل الوالدات ) معدل النمو بين 1% – %2 سنويا ) وتسمى هذه المرحلة بالمرحلة الانتقالية 
المرحلة الرابعة : يتميز النمو في هذه المرحلة بكونه متدرجا في الانخفاض ويسود نمط الآسرة صغيرة الحجم , وتتميز المجتمعات التي تدخل هذه المرحلة بانفتاح النافذة الديموغرافية فيها حيث يصل معدل النمو الى اقل من (1% ) سنويا. 
 
 

شارك هذا الموضوع: