ان الافراد لديهم امكانيات وقدرات كامنة يستطيعون اظهارها والاستفادة منها اذا ماتم استثمارها وتوظيفها بشكل جيد مما يجعل السلوك الانساني سلوك منظم ذات بعد ايجابي قادر على تحقيق النجاح في مهامه واعماله المنشودة , وان السلوك التنظيمي الايجابي يركز على فردية الشخص ويقوم على تنظيم الافكار والخبرات والسلوكيات واعطاؤها الطابع الايجابي المتفائل بالكفاءة والاتقان والقدرة على تحقيق الاهداف وانجازها على نحو يسمح لكل فرد أن ينمو ويتقدم على وفق قدراته وامكانياته وقابلياته المعرفية, فالسلوك التنظيمي الايجابي هو اداء يحقق عملية التكيف مع المواقف والاحداث الصعبة ويتخذ السلوك التنظيمي الايجابي منظوراً أكثر شمولاً من المفاهيم الاخرى للسلوك فهو يتضمن الجوانب التنظيمية والإيجابية على حد سواء .
فالسلوك التنظيمي الايجابي هو سلوكاً تقنياً نظراً لما يمتاز به هذا السلوك من عمليات تنظيم وتنسيق بين الفكر والاداء ومرونة كبيرة في التغيير والتطوير منطلقاً من الفاعلية الذاتية بثقة عالية من دون تردد او تأخير و يعبر عن كيفيـة إنجـاز أو إحـراز نشـاط مـا بدقة وكفاءة، وتحديـد الطريقـة الـتي تم تنفيذهـا .
و يمتاز السلوك التنظيمي الايجابي بتعزيز القدرة على التعلم لان منهج التنظيم السلوكي يشكل بيئة مفتوحة للتعلم الذاتي في ظل وجود التغذية المرتدة المستمرة كما يساعد في ايجاد اتصال فعال من خلال تبادل الافكار والسلوكيات مع الاخرين مما يصنع عملية تواصل فعالة وايجابية مع الاخرين كما يمتاز بالمرونة في تعديل وتغيير الافكار والسلوكيات واستراتيجيات المعالجة بغية التأقلم مع الموقف المشكل , بالاضافة لذلك فانة ينشط دافع الانجاز نحو العمل بإتقان وكفاءة ويؤدي الى الشعور بالتفاؤل والنشاط والحيوية.
وان من أساليب السلوك التنظيمي التي يقوم بها الفرد بذاته لذاته عند تحقيق وانجاز اهدافه والنجاح والتقدم تزيد من دافعيته نحو ضبط وتنظيم السلوك متأملاً تحقيق ما يصبو اليه ,كما ان خبرات النجاح ترفع من مستوى ثقة الفرد بقدراته وامكانياته وحسن اعتقاده بذاته ,علاوة على ذلك ان المكافاة التي يحصل عليها الفرد نتيجة قيامه بأداء سلوك منظم ومتقن ترفع من دافعيته نحو تكرار هذا السلوك و ان هناك مجموعة من العوامل بدورها تؤثر في السلوك التنظيمي الايجابي كالمعتقدات حول النتائج المحتملة للسلوك وتقييم اهمية هذه النتائج بالنسبة للفرد والمعتقدات حول توقعات الاخرين المعيارية من الفرد والدافع للامتثال لهذه التوقعات والمعتقدات عن وجود العوامل التي يمكن أن تسهل أو تعيق تأدية السلوك والقوة المتصورة لهذه العوامل علاوة على ذلك الحالة النفسية والانفعالية للفرد لها دور كبير في رسم ايجابية السلوك.
كيفية تطبيق نموذج السلوك التنظيمي في المؤسسات.
يتكون نموذج السلوك التنظيمي من مجموعة من المدخلات والمخرجات المتنوعة، بحيث تتعلق المدخلات بالثلاث عناصر المكونة للسلوك التنظيمي وهم: الفرد والمجموعة والمؤسسة، بحيث تهتم العملية التنظيمية بوضع الأسس التي تساعد في:
قيادة الأفراد العاملين في المؤسسة بكفاءة.
التواصل الفعال بين الأقسام وبعضها البعض.
تنظيم عملية اتخاذ القرار وجعلها أكثر مرونة وتنظيم.
تنظيم التدرج الوظيفي ومصادر السلطة ووضع السياسات العامة التي تنظم التعامل بينهم.
والسلوك التنظيمي يتعلق بدراسة سلوك واتجاهات وأداء العاملين في المؤسسات وكافة العاملين بها في وضع تنظيمي معين، ودراسة أثر المؤسسة على إدراك ومشاعر وتصرفات العامين ، وتأثيرات البيئة المحلية على المؤسسة ومواردها البشرية وأهدافها وكذلك تأثيرات العاملين على المؤسسة .