يرى الفسيولوجي بورداخ ان حياة النهار بأ عمالها ولذاتها بسرائها وضرائها لا تتكرر في الحلم على الاطلاق بل ان الحلم يهدف الى تخليصنا من كل اولئك فقد تملك نفوسنا موضوع ما او يمزقنا الم عميق او تستغرق مشكلة كل طاقاتنا العقلية ثم يأتينا الحلم بشكل مختلف النوع كل الاختلاف او لا يلتقط من الواقع سوى عناصر متفرقة يدخلها في تراكيبه او يذهب الى مجرد التلون بلون مزاجنا والاعراب عن الواقع اعرابا رمزيا
بينما هافتر يقول ان الحلم يتابع حياة اليقظة فاحلامنا تتصل دائما بالافكار التي كانت تشغل الشعور قبيل وقوعها وتكاد الملاحظة المدققة ان تكتشف باطراد خيطا يصل الحلم بخبرات اليوم السابق ويناقض فيجانت 1893 بوردراخ بان الحلم يعود بنا الى مألوف الحياة بدل ان يخلصنا منه ويصوغ موري1878 اننا نحلم بما رأيناه اوقلناه اورغبنا فيه او صنعناه اما يسن 1855 ان محتوى الحلم تحدده دائما _تحديدا يزيد او ينقص _شخصية الحالم الفردية وسنه ونوعه وطبقته ومستوى تعلمه وأسلوبه المألوف في الحياة وما اشتملته حياته السابقة
اما رأي الفيلسوف ماس 1805 اننا نحلم في معظم الأحيان بالامور التي تتجه اليها اشد انفعالاتنا
ان ظاهرة الحلم يمكن ان ترد في جملتها الى ظاهرة التذكر فلا يكون الحلم سوى مظهر ينم عن نشاط استحضاري يعمل حتى في خلال الليل ,غير مستهدف غاية تخرج عن ذاته فيستحضر الحلم اقدم الانطباعات في اثناء النوم العميق بينما يستحضر احدثها قرب الصباح ولكن طريقة الحلم في معالجة المادة المراد تذكرها تبطل مقدما مثل هذه المزاعم فالاحلام لاتكرر خبراتنا فالحلم يخطو خطوة في هذ ا الاتجاه لكن الخطوة الثانية لاتاتي او تأتي في صورة محورة او يحل محلها شيء مغايركل المغايرة
ويمكن تقسيم مصادر الحلم الى اربع طبقات وقد استخدمت أيضا في تصنيف الاحلام نفسها
منبهات حسية خارجية (موضوعية)
منبهات حسية داخلية (ذاتية)
منبهات جسمية باطنية عضوية
مصادر نفسية خالصة للتنبيه
تضم الأحلام، من وجهة النظر النفسية، المشاهد والمواقف التي نراها ونعايشها اثناء النوم، كما تضم احلام الحياة التي تعبر عن تطلعاتنا وامنياتنا التي نسعى الى تحقيقها في المستقبل وهي نوعاً من النشاط العقلي الذي يحدث داخل المخ خلال النوم. فإن الحلم سواء كان من احلام النوم او من احلام اليقظة او من احلام الحياة يمثــل لقراءة وفهم كثير مما يدور داخل العقل الباطن..
وتعد الاحلام من الظواهر الصحية المهمة لاحتفاظ عقلنا بلياقته أثناء النوم حتى لا يتكاسل حين نعود الى اليقظة. وتحدث الاحلام عادة على مستويين الأول يتمثل باستدعاء بعض الأحداث التي مرت بنا خلال اليوم، أو الأشياء التي تشغل بالنا قبل النوم مباشرة اما الثاني ف يتضمن الأفكار والرغبات والصراعات الكامنة في العقل الباطن من قبل..
والأشياء التي تظهر في ألاحلام هي تعبير عن رغبات مكبوتة لا يمكن إظهارها للآخرين في الواقع، أو بعض التطلعات والأمنيات التي ليس بمقدور الشخص الوصول اليها عملياً، وتكون الفرصة متاحة أثناء النوم للتنفيس عن هذه الأشياء وهي من محتويات العقل الباطن بما يحقق الإشباع الذي يعجز الفرد عنه في الواقع أثناء اليقظة، وهذا ينطبق على احلام النوم، اما احلام الحياة بمفهومها الذي يعني التطلعات والامنيات التي نسعى الى تحقيقها في المستقبل فإنها تتم على مستوى التفكير والوعي بمشاركة العاطفة والوجدان
.
وليست الأحلام ظاهرة مرضية على الإطلاق، بل على العكس من ذلك فإنها -من وجهة النظر النفسية- تعبير عن حالة الصحة النفسية المتوازنة . ويلاحظ أهمية الأحلام في شكوى المرضى المصابين بالاضطرابات النفسية المختلفة مثل القلق و الاكتئاب و الفصام، فالكوابيس (nightmares) هي إحدى الشكاوى الرئيسية لمرضى القلق حيث تحول نومهم الى معاناة أليمة لأنها دائماً تدور حول أحداث مخيفة تسبب الأزعاج.
وفي مرضى الأكتئاب أيضاً تحدث الكوابيس بصفة متكررة أثناء النوم ويكون محتواها في كل الأحوال أحداث تبعث على الاكتئاب فيصحو المريض من نومه ويستقبل يومه وهو في أسوأ حالاته النفسية. أما مرضى الفصام فتظهر في أحلامهم الأشباح والأصوات المخيفة التي تطاردهم أيضاً في حالة اليقظة.
غالبا ما تكون الانفعالات النفسية مثل القلق والخوف والاكتئاب والغضب وراء محتوى الحلم من أحداث وشخصيات وأماكن كلها تعني شيئاً محدداً بالنسبة لصاحب الحلم
إن الأحلام ظاهرة صحية تفيد في الاحتفاظ في التوازن العقلي وللصحة النفسية.
وهذا الكلام ينطبق على أحلام النوم بمفهومه الواسع كتطلع مشروع الى تحقيق انجاز شخصي او جماعي في المستقبل.
كما يعتقد البعض أن مرحلة الأحلام مهمة لتقوية الذاكرة والتركيز، حيث أظهرت إحدى الدراسات أن أداء الطلاب الذين لم يصلوا لهذه المرحلة، أخذ بالتراجع، ويعتقد آخرون أن الأحلام مهمة لإزالة الأحاسيس والعواطف الضارة التي قد تؤثر في حالة الاستيقاظ، وهناك نظرية أخرى تقول إن الأحلام مهمة لحديثي الولادة للحفاظ على درجة حرارة المخ حيث إن حرارة المخ ترتفع خلال مرحلة الأحلام
هل هناك أمراض أو اضطرابات عضوية تصاحب الأحلام؟
نعم هناك اضطرابات عدة قد تصاحب الأحلام مثل “الجاثوم” (شلل النوم) وغيره، ولكن قبل التطرق لها، يتطلب منا أن نقدم شرحاً مبسطاً لآلية الأحلام حتى يتمكن القارئ من فهم هذه الاضطرابات.
وعلى النقيض من “الجاثوم” هناك اضطراب نادر يصيب كبار السن المصابين بأمراض عصبية مركزية كمرض الرعاش، ويعرف هذا المرض بالاضطرابات السلوكية المصاحبة لمرحلة الأحلام. وفي هذا الاضطراب تختفي آلية الشلل التي تحدث عادة في مرحلة الأحلام، ما ينتج منه ان يقوم المريض بتنفيذ الحركات التي يفعلها في حلمه مما قد ينتج عنه إصابة المريض إصابات بالغة نتيجة السقوط أو الاصطدام بأجسام صلبة أو إصابة من ينام بجانب المريض نتيجة تعرضه للضرب