التعليم عن طريق الوسائط الفائقة(Hyper- Media).
   أدى التطور الحاصل في مجال تكنلوجيا التعليم والمعلومات, الى تعدد مصادر التعلم, والى ظهور المستحدثات التكنلوجية الجديدة, والتي اذا استخدمت يمكن الوصول الى تعلم اكثر فاعلية, وتصميم المحتوى التعليمي وتسجيله بشكل رقمي وإنتاج وتطوير المواد والوسائط الالكترونية التي تحفظ المحتوى مثل الاقراص المدمجة التفاعلية, والكتب الإلكترونية, وتطوير اساليب وطرائق حديثة ومتعددة تستخدم في توصيل المحتوى التعليمي للمتعلم, وتوفير البيئات والاماكن الالكترونية التي يتم فيها تفاعل المتعلم مع مصادر تعلم اخرى مثل الوسائط الفائقة.                            وتُعد الوسائط الفائقة ((Hyper-media من المستحدثات التكنولوجية في مجال التعليم والتعلم والتي يمكن ان توفر للمتعلم الاندماج التدريجي مع مدخلات الوسائط التعليمية عن طريق الحاسبات الآلية ، كما أنها تزود المتعلم بمناخ تربوي تعليمي تتوفر فيه الوسائل التعليمية المتعددة في وحدة متكاملة لأشكال المعلومات والبيانات المستقطعة والمنتقاة من مصادر عدة لتكون في نسق نظامي واحد . ذلك النظام الموحد الذي يمكن أن يديره الحاسب الآلي ويتحكم فيه ، ويستخدم مصطلح الوسائط الفائقة الهيبرميديا (Hyper- Media) ليعبر عن تقديم الأفكار والمعلومات عن طريق الترابط بين أي من النصوص المكتوبة والرسومات والصور ويختار من بينها العناصر التي يتفاعل معها ، وهي تختلف عن النصوص فائقة التداخل (Hyper-text) التي تتمثل في تصميم بيئة تعليمية لاستخدامها في تصفح النصوص المكتوبة والتنقل بين معلوماتها وعناصرها , وبذلك يعتبر النص فائق التداخل جزءاً من الوسائط فائقة التداخل , وتُعد الوسائط فائقة التداخل استخداماً فريداً للحاسوب في تقديمة للمعلومات وتغلبه على طريقة الخطية لاستعراض المعلومات ، بعيداً عن قراءة وفهم المعلومات بالترتيب المتسلسل أي فقرة بعد فقرة وصفحة بعد صفحة ، وقد جاءت الوسائط الفائقة لتتناول تقديم عناصر المعلومات بطريقة تعتمد على احتياجات الطالب ورغباته في الحصول على المعلومات بشكل غير خطي ، وينتقل من فكرة إلى أخرى وفق أهدافه التعليمية حيث يعرض المعلومات التي يريدها ، ويتخطى المعلومات غير الضرورية له ويمكن تعريف الوسائط الفائقة بأنها ” بيئة برمجية تعليمية تساعد على الربط بين عناصر المعلومات في شكل غير خطي ، مما يساعد المتعلم على تصفحها والتقلب بين عناصرها ، والتحكم في عرضها للتفاعل معها بما يحقق أهدافه التعليمية ويلبي احتياجاته ” ويمكن القول بأنها ” المعلومات التامة والمتوفرة لمجموعة من الوسائط التعليمية المتعددة التي تستثمر تبادلياً بطريقة منظمة في الموقف التعليمي والتي تتضمن الرسوم البيانية والصور والتسجيلات الصوتية والموسيقية ومشاهد الفيديو ساكنة ومتحركة وخرائط وجداول ورموزاً ورسوماً متحركة ، كل ذلك في إطار نصي معلوماتي يساعد على اكتساب الخبرات “.
وهنا يمكن بيان اوجه التشابه والاختلاف بين الوسائط المتعددة والفائقة ، اذ تتشابه برمجيات الوسائط الفائقة مع برمجيات الوسائط المتعددة من حيث أن كلاً منهما يعرض مجموعة من الوسائط التعليمية ( الصوت , الصورة , الرسوم البيانية ، الخرائط ، الجداول ،  الرسوم متحركة ، مقاطع فيديو ، المؤثرات الصوتية ،……. الخ ) والتي من شأنها جذب انتباه المتعلم وإثارة اهتمامه ودافعيته للتعلم ، وهناك اختلافاً جوهرياً بينهما ، إذ تتضمن الوسائط الفائقة برنامجاً لتنظيم وتخزين المعلومات بطريقة غير متتابعة وغير خطية ، مما يسمح بإعادة تنظيم المادة التعليمية الخاصة بمفهوم معين وعرضها بطرق متنوعة . لذا فإن
المادة التعليمية في برمجيات الوسائط الفائقة لا تحتوي تتابعاً من نقطة لأخرى  وليس لها نهايات أو بدايات معينة كما هو الحال في الوسائط المتعددة.                      
 
 

شارك هذا الموضوع: