مقدمة : يعد التنمر الالكتروني من المصطلحات الشائعة في الآونة الأخيرة في ظل تعدد الثقافات السلوكية و سيطرة شبكة الانترنت على ادمغة و عقول نسبة كبيرة من الشباب و المراهقين ، فيقصد بالتنمر الالكتروني هو استخدام وسائل التواصل الاجتماعي الالكترونية للانتقاص من الاخرين و و التجاوز عليهم بكافة الصور و الاشكال ، و يعد أيضا شكل من اشكال ضهور السلوكيات الباطنة لبعض الافراد و التي لا يستطيعون اظهارها بشكل صريح امام افراد المجتمع ، ان التنمر الالكتروني هو مصطلح نسبي من ناحية الانتشار فنحن نجده بصورة كبيره في المجتمعات الفقيرة و النامية و التي تعاني من البطالة في حين يكون الحال معكوس في المجتمعات ذات الاقتصاد الجيد و التي فيها نسبة البطالة قليلة لكون احد أسباب التنمر هو عامل البطالة ، ان اول ظهور لاشكال التنمر عند العرب قديما كان عند استخدام الهجاء في ذم الأشخاص الاخرين و عند دخول العلم الحديث و قبل ظهور الشبكة العنكبوتية كان التنمر الالكتروني قليل الانتشار و يتحدد بنسبة كبيرة في المدارس و الازقة ، اما حاليا و بفعل انتشار الانترنت فقد انتشر بصورة كبيرة ، و يعتبر العلم الحديث الشخص المتنمر شخص مريض سلوكيا و نفسيا و الذي لو أتيح له المجال على ارض الواقع لمارس اشكال الضرب و القساوة تجاه الشخص التنمر عليه و يتمثل التنمر الالكتروني بأشكال عدة مثل الخداع و بالتالي سحب اسرار الشخص و من ثم افشاؤها و كذلك بغية من اشكاله الانتقاص من شخص محدد بغية التقليل من مكانته بسبب عامل الغيرة ، او قد يكون احد اشكاله هو عزل فرد معين من تجمع معين خوفا من سيطرة الفرد المتنمر عليه على هذا التجمع
الأسباب :
الوالدين : يعتبر الادب التربوي الوالدين و أساليب التربية الخاطئة من اهم أسباب التنمر الالكتروني حيث يلجأ بعض الوالدين الى استخدام قساوة مفرطة في تربية أبنائهم مما يجعل هذا الطفل يكبت مشاعر الكره في داخله و لاتوجد مساحة لتفريغ هذا الكم الكبير من طاقة و محاولة الانتقام الا عن طريق الجلوس خلف شاشات الأجهزة اللوحية و محاولة الانتقاص من الاخرين و كذلك تعد الرعاية الزائدة او ما يسمى (بالدلال ) أيضا عامل مهم في نشوء التنمر بحيث يشعر هذا الفرد انه اهم من جميع الافراد الاخرين و انه شخص كامل مقارنه بباقي الافراد المحيطين به
دور المؤسسات التربوية : حيث لا تعويض لتربية الطفل في حالة قصور الوالدين في التربية سوى المؤسسات التربوية و المدارس و التي تلعب دورا كبيرا بعد دور الاسرة في تحجيم التنمر الالكتروني ، و الذي يعد من السلوكيات الواقعية في مدارسنا و ينبغي للمرشدين التربويين التواجد بصورة فعالة لاصلاح تلك الظاهرة قبل ان تستفحل وتصبح ظاهرة سلوكية دائمية اذا ما عولجت منذ بدايتها
وسائل الاعلام : حيث تلعب وسائل الاعلام دورا فعالا في انتشار هذا المصطلح من أوجه عده منها ان تكون الوسيلة الإعلامية نفسها تمارس شكل من اشكال التسقيط او التقليل من بعض الافراد او الطوائف داخل المجتمع الواحد ، او ان تكون الوسيلة الإعلامية غير خاضعة لاي شكل من اشكال الرقابة الحكومية
ضعف المستوى الديني : و الذي له دور كبير في وجود نظرة الاحترام و التقدير للطرف الاخر و حيث ان كل الأديان السماوية تمنع التقليل من دور الاخرين او الانتقاص من اشكالهم الجسدية اوامراضهم او ضعف الحالة المادية لهم
المعالجات :
دور الاسرة : تعد الاسرة العنصر الفعال و الأساس قبل كل شيء في التقليل من التنمر الالكتروني ، حيث يمثل أسلوب تربية الاب لابنه و الام لابنتها عنصر فعال في التقليل من التنمر او حتى في تقوية الشخصية الفردية لاطفالهم الذين قد يتعرضون للتنمر الالكتروني و خصوصا في الاسر الفقيرة او الأطفال الذين يعانون من امراض سلوكية او جسدية ظاهره
الرقابة الحكومية على السوشيال ميديا : و الذي يمثل عنصر كبير و رادع في خوف الافراد المتنمرين من اشكال العقوبات الحكومية و الذي يتطلب من المؤسسات الحكومية عقد ورش عمل او ندوات لتثقيف الافراد الذين يماسون التنمر على الاخرين بأشكال العقوبات و الاحكام التي سوف تواجههم في حالة التنمر على الاخرين
رجال الدين : و يمثل مستوى التدين و الدور الفعال لرجال الدين عاملا ضروريا في إيضاح الاثم و الذنب الي يتحمله المتنمرون في حالة إيذاء الاخرين سواء بالقول او الفعل و لاسيما لان للتنمر اضرار نفسية فادحة على هؤلاء الافراد و التي قد تصل بهم للانتحار او الانضمام الى حركات متطرفة بغية الانتقام من الاخرين