م.م مروه عبيد علي 
قسم اللغة الإنجليزية 
الحبسة 
الحبسة  أو ما يعرف في اللغة الإنجليزية بـ “Aphasia”، هي اضطراب يؤثر على القدرة على التواصل، سواء في الكلام أو الكتابة أو الفهم. تتسبب الحبسة عادةً في تلف مناطق معينة من الدماغ المسؤولة عن اللغة، وغالبًا ما تحدث بعد السكتات الدماغية أو إصابات الرأس. 
 الأنواع الرئيسية للحبسة:
  1. الحبسة التعبيرية (Agnosia):
   – أو ما يعرف أيضًا بحبسة بروكا، حيث يجد الشخص صعوبة في إنتاج الكلام، لكنه قد يفهم المحادثات بشكل جيد.
  1. الحبسة الاستقبالية (Wernicke’s Aphasia):
   – في هذا النوع، يستطيع الشخص التحدث بسهولة، لكن قد يكون كلامه غير منطقي أو يصعب فهمه. كما أنه يعاني من مشاكل في فهم الكلمات.
  1. الحبسة المختلطة:
   – تجمع بين خصائص الحبستين السابقتين، مما يسبب صعوبات في كل من إنتاج وفهم اللغة.
  1. الحبسة التقدمية (Primary Progressive Aphasia):
   – هي حالة تنكسية تتسبب في تدهور تدريجي للقدرات اللغوية، وعادة ما تكون مرتبطة بالتغيرات العصبية.
 الأعراض:
– فقدان القدرة على التحدث أو صعوبة في إيجاد الكلمات.
– صعوبة في فهم الكلام أو القراءة.
– استخدام كلمات غير صحيحة أو تركيب جمل غير منطقية.
 الأسباب:
– السكتات الدماغية.
– الإصابات الدماغية.
– بعض الأمراض التنكسية مثل الزهايمر.
– الأورام الدماغية.
 العلاج:
تشمل طرق العلاج:
– العلاج الكلامي: تعاون مع أخصائي لغة للتدريب على تحسين المهارات اللغوية.
– التمارين العقلية: لتعزيز النشاط الدماغي.
– الدعم الأسري: مساعدة الأهل والأصدقاء على فهم كيفية التفاعل مع المصابين.
 
 أبرز الأسباب التي يمكن أن تؤدي إلى حدوث الحبسة:
  1. السكتات الدماغية:
   – تعتبر السكتات الدماغية، خاصة تلك التي تؤثر على الجانب الأيسر من الدماغ (المسؤول عن اللغة في معظم الأشخاص) من الأسباب الرئيسية للحبسة.
  1. إصابات الرأس:
   – قد تؤدي الإصابات الشديدة في الرأس إلى تلف الأنسجة الدماغية، مما يسبب الحبسة.
  1. الأمراض التنكسية:
   – بعض الحالات مثل مرض الزهايمر أو الأمراض العصبية الأخرى المرتبطة بالتدهور المعرفي يمكن أن تؤثر بشكل تدريجي على القدرات اللغوية.
  1. الأورام الدماغية:
   – الأورام التي تؤثر على مناطق اللغة قد تسبب الحبسة، سواء كانت خبيثة أو حميدة.
  1. الالتهابات:
   – التهابات الدماغ، مثل التهاب السحايا، يمكن أن تؤدي إلى تلف في الأنسجة دماغية المسؤولة عن اللغة.
  1. نقص الأكسجة:
   – حالات مثل توقف التنفس أو مشاكل تدفق الدم إلى الدماغ يمكن أن تساهم في تلف مناطق اللغة.
  1. الصدمات النفسية:
   – الخبرات العنيفة أو الضغوط النفسية الشديدة قد تلعب دورًا في التأثير على القدرات اللغوية، على الرغم من أن هذه الحالات أكثر ندرة.
 
الحبسة يمكن أن تؤثر بشكل كبير على حياة الشخص المصاب بها وتؤدي إلى مجموعة من الآثار النفسية والاجتماعية والتواصلية. إليك أبرز الآثار المحتملة للحبسة:
  1. صعوبة في التواصل:
   – قد يجد المصاب صعوبة في التعبير عن أفكاره ومشاعره، مما يجعل من الصعب عليه التواصل مع الآخرين.
  1. تأثير نفسي:
   – قد يشعر الشخص بالإحباط أو الاكتئاب نتيجة فقدان قدرته على الكلام أو الفهم، مما يؤثر سلبًا على تقديره لذاته.
  1. عزلة اجتماعية:
   – بسبب صعوبة التواصل، قد يشعر المصاب بالعزلة عن المحيطين به، مما قد يؤدي إلى الانسحاب الاجتماعي.
  1. تأثير على العلاقات الشخصية:
   – قد تتأثر العلاقات بالأصدقاء والعائلة، حيث قد يواجهون صعوبة في فهم احتياجاته ورغباته.
  1. تحديات في العمل أو التعليم:
   – قد يؤثر هذا الاضطراب على الأداء الوظيفي أو التحصيل الدراسي، مما قد يؤدي إلى صعوبة في القدرة على أداء المهام المطلوبة.
  1. تطوير استراتيجيات بديلة:
   – قد يتعلم المصاب كيفية استخدام طرق بديلة للتواصل، مثل الإيماءات أو الكتابة أو استخدام التكنولوجيا.
  1. مشاكل في الفهم:
   – حبسة الفهم قد تعني أن الشخص يواجه صعوبة في فهم ما يقوله الآخرون، مما يزيد من الارتباك والضغط الاجتماعي.
  1. تحديات يومية:
   – الأنشطة اليومية البسيطة، مثل الطلبات أو التوجيهات، يمكن أن تصبح معقدة.
 
معالجة الحبسة تتطلب استراتيجيات متنوعة تهدف إلى تحسين مهارات الاتصال وتخفيف الآثار النفسية والاجتماعية الناجمة عنها. إليك بعض الطرق الشائعة لمعالجة الحبسة:
  1. العلاج اللغوي:
   – يعمل اختصاصي النطق واللغة على تطوير مهارات التواصل من خلال تمارين مخصصة، مما يساعد الشخص على استعادة قدرته على التعبير عن نفسه وفهم الآخرين.
 
  1. التواصل البديل:
   – استخدام طرق بديلة للتواصل مثل الإيماءات، الرسوم، أو التطبيقات التكنولوجية المصممة لمساعدة الأشخاص الذين يعانون من الحبسة.
  1. التدريب على المهارات الاجتماعية:
   – تعزيز مهارات التفاعل الاجتماعي من خلال تمارين وتدريبات تساعد الشخص على الانخراط بشكل أفضل مع الآخرين.
  1. الدعم النفسي:
   – توفير الدعم النفسي من خلال العلاج النفساني أو المجموعات الدعم للمصابين وأسرهم لمساعدتهم على التعامل مع مشاعر الإحباط والعزلة.
  1. التفاعل اليومي:
   – تشجيع الأسرة والأصدقاء على التفاعل الإيجابي والداعم مع المصاب، مما يعزز من فرص ممارسة المهارات اللغوية في سياقات الحياة اليومية.
  1. المتابعة المستمرة:
   – جلسات العلاج المستمرة لرصد التقدم وتعديل الخطة العلاجية حسب الحاجة، مما يضمن الحصول على أفضل النتائج.
  1. استخدام التقنية المساعدة:
   – تطبيقات الهواتف الذكية والبرمجيات الخاصة يمكن أن تساعد في تعزيز مهارات التواصل والنطق.
 
التواصل مع المصاب بالحبسة قد يكون تحديًا، لكن هناك استراتيجيات يمكن استخدامها لتسهيل العملية. يعتمد مدى سهولة التواصل على نوع الحبسة وشدة الحالة، ولكن هنا بعض النصائح التي يمكن أن تساعد:
 نصائح للتواصل:
  1. استخدام لغة بسيطة: حاول استخدام جمل قصيرة وبسيطة. تجنب التعقيد في الكلمات أو العبارات.
  2. التحلي بالصبر: قد يستغرق الشخص وقتًا أطول للتعبير عن أفكاره، لذا كن صبورًا ولا تسرع في تقديم الإجابات.
  3. الاستماع النشط: أظهر اهتمامك بما يقوله الشخص، وانتبه لتعبيرات وجهه وإشاراته غير اللفظية. قد يستخدمون الإيماءات أو تعبيرات الوجه للتواصل.
  4. توفير الدعم البصري: استخدام الصور أو الرسوم البيانية يمكن أن يساعد في توضيح الأفكار. مثلًا، يمكنك استخدام بطاقات تحتوي على كلمات أو صور تخص الموضوع الذي تتحدثون عنه.
  5. تكرار المعلومات: في حال لم يتمكن الشخص من فهم ما تقول، حاول إعادة صياغة المعلومات بنفس المعنى ولكن بكلمات مختلفة.
  6. السؤال بنعم أو لا: استخدم أسئلة يمكن الإجابة عليها بنعم أو لا، مما يسهل عليهم الرد.
  7. تجنب الضغط: لا تضغط على الشخص للحديث أو الإجابة بسرعة. امنحه الوقت اللازم للتفكير والتعبير.
 الأهمية النفسية:
إلى جانب توفير استراتيجيات فعالة، من المهم أن يشعر المصاب بالحبسة بالدعم والتشجيع. التواصل معهم بطرق تفاعلية ومشجعة يمكن أن يسهم في تحسين ثقتهم بأنفسهم ويخفف من الإحباط.
 
  • بالإجمال، التواصل مع المصاب بالحبسة قد يحتاج إلى بعض التكيفات، لكنه يمكن أن يكون مجزيًا مع الوقت والجهد.
 

شارك هذا الموضوع: