مقالة بعنوان  :     ( الحول العقلي )
اعداد : أ . سرمد أسدخان محسن الدعمي 
قسم العلوم التربوية و النفسية 
 
هنالك العديد من الامراض الفكرية التي تضرب الأمم و البلدان ذات التكوين الهش ، مما يكون لتلك الامراض اثار مدمرة على المكونات الداخلية العرقية و الطائفية و لسنوات عدة ، و من تلك الامراض الفكرية هي مصطلح الحول العقلي و الذي مر ببلدنا العراق لمدة من الزمن بعد سقوط النظام و أبان الحرب الطائفية في بلدنا الحبيب العراق ، ان مصطلح الحول العقلي مصطلح قديم جدا منذ بداية التاريخ اذ كانت العصبية القبلية هي الداعم الرسمي لتكوينه فكانت العرب قديما تطبق البيت الشعري القائل :
             و لا يندبون اخاهم حين يسألهم                 على ما قال في النائبات برهانا 
اما حديثا  فمصطلح مستمد من الحول البصري و الذي هو مرض يصيب البنية التكوينية للعين البشرية ، في حين يصيب مصطلح الحول الفكري البنية الفكرية للفرد و الذي أصلا يحمل في بنيته العقلية نوع من أنواع الميول السلبية الهدامة للمجتمع الذي يعيش فيه ، بحيث ينظر هذا الفرد  (و الذي قد يكون متعلم او غير متعلم ) الى افراد وطنه بصورة حول بحيث يرى الفرد الاخر بأكثر من صورة و حسب طائفته و هل هو من المكون ( الشيعي او السني او المسيحي او الكردي ………. ) و يحتل المرتبة الأولى بنظرته هو مستوى العداء لمكون معين و تتدرج باقي المكونات بالتدريج وبذلك  يتلاشى المنظور الصحيح الذي يجب ان ينظر به الفرد و هو  ( الهوية الوطنية ) و يستفحل الحول العقلي .
ان الخطر الذي يحمله  ( الحول العقلي ) هو كونه من الامراض التي تنتقل بسرعة بين الافراد و خصوصا بظل عدم وجود علاجات جذرية من الجهات المسئولة في اصلاح المجتمع و هي بالاغلب الدولة و رجال الدين و القانون و الاسرة و المؤسسات التربوية , بحيث ينتشر بسرعة بين فئة الافراد  الشباب في ظل وجود مغذيات له متمثلة بوجود نعرات سابقة لم تعالج او وجود منبر مزيفة تدعو لمظلومية فئة معينة و تدعو أيضا لاستقطاب اراء دولية لمظلومية هذه الفئة ، و من المغذيات الأخرى للحول العقلي بين الشباب هي عنصر البطالة و ضعف المستوى الديني للفرد و وسائل الاعلام التي لها القدح المعلى من اغلب الحروب الطائفية في بلدان العالم ، ان خطر بقاء الحول العقلي لسنوات عديدة في عقلية المجتمع يعود بالاصل الى انتشاره بين فئات (  الطفولة –  المراهقين ) ، ان الحول العقلي من الأمور التي تحاربها و حاربتها الدول المتقدمة و التي استمدت اغلب سياساتها في البنية العربية الإسلامية قديما  ، فمثلا أمريكا حين تمنح الجنسية للمواطنين المجنسين تحذرهم من التطرق الى  ثلاث (  الدين و أموال الناس و الحريات الفردية ) و هو ما قاله الامام جعفر الصادق ( ع ) : ثلاث لا تسأل الناس عنها ذهبك و ذهابك و مذهبك 
و خلاصة القول ان المدقق بتاريخ الدول التي لم تتعرض لاي مرض فكري يجد فيها ان  عدد الافراد المصابين بالحول العقلي لا يتعدى نسبة ال 2 % من المجتمع و حتى تلك النسبة تقوم المؤسسات المعنية و الدينية و التربوية بأيجاد معالجات جذرية لها قبل ان ينتشر ذلك المرض بين افراد المجتمع الواحد 

شارك هذا الموضوع: