تتم زراعة معظم المحاصيل الزراعية في ظل نظام زراعي مكثف، حيث تم استغلال هكتارات من الحقول بلا هوادة، وان إستخدام الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية بشكل كثيف، واستخدام الأراضي الفقيرة، وإزالة الغابات، وزراعة المحصول الواحد، وانبعاث الغازات وخاصة ثاني أكسيد الكربون المرتفعة، وهذا ما يحدث بشكل أساسي اليوم. ولكن منذ عدة سنوات، شهدنا تحولًا مهمًا حيث قرر العديد من المزارعين التخلي عن انماط الإنتاج الزراعي الكثيف، واعتناق الزراعة المتجددة بدلاً من ذلك. وأصبحت بذلك الزراعة المتجددة نموذجا واسع الانتشار. على عكس التقنيات الأخرى، لها جذور بعيدة جدًا في الزمن. ليس الهدف منها استغلال الأرض الجائر, بل الهدف هو استعادة خصوبتها من خلال الجمع بين التقنيات القديمة والتقنيات الحديثة، والعمل على العناصر المعدنية، والتركيب العضوي، والأحياء الدقيقة، وإعادة تنشيط الدورات الطبيعية.
أولا: ما هي الزراعة المتجددة؟
تعني الزراعة المتجددة هي مجموعة من الممارسات والعادات والتقاليد والمعرفة التي تهدف إلى إنتاج الغذاء لتلبية احتياجات الإنسان الاساسية، ولكن مع محاولة ضمان أقل تأثير بيئي ممكن وفي نفس الوقت العمل على تجديد خصوبة التربة. لذلك تعد الزراعة المتجددة معاكسة للزراعة الكثيفة، حيث يتم فيها تعظيم الإنتاج على حساب خصوبة التربة، والنظام البيئي. والهدف هو حماية وإثراء الموارد الطبيعية وليس إفقارها.
ثانيا: تقنيات الزراعة التجديدية؟
أن الزراعة المتجددة تستخدم تقنيات عديدة مثل:
تناوب المحاصيل:
تؤدي الزراعة المستمرة لنفس الأنواع النباتية إلى فقدان التربة لخصائصها الطبيعية. بينما تعيد الزراعة المتجددة بتقنية تناوب المحاصيل، واختيار الأصناف النباتية التي يمكن أن تثري التربة بالمعادن التي قامت باستهلاكها المحاصيل السابقة. مثل زراعة البقوليات ومن خلال القيام بذلك، يتم تعزيز التركيب العضوي والكيميائي للتربة، ويتم تشجيع التنوع البيولوجي الميكروبيولوجي.
تقليل الحرث:
ان الإجهاد المستمر للتربة سواء كان ميكانيكي او كيميائي لا يفعل شيئًا، وانما بمرور الوقت يحد من خصوبة التربة. لهذا، يتم تجنب الحراثة العميقة، والقضاء المفرط على النباتات الطبيعية التي تنمو تلقائيًا. وبالتالي ، يتم الحصول على توزيع أفضل للمادة العضوية في التربة، وإعادة المعادن للتربة وعدد كبير من الديدان الأرضية والحشرات المفيدة للتربة.
الغطاء الأرضي:
وفقا للزراعة المتجددة، يجب أن لا تبقى التربة خالية من النباتات. باستثناء المناطق الصحراوية من العالم، ففي الطبيعة، تكون الأرض دائما مغطاة بالأعشاب والنباتات والشجيرات والأشجار. لهذا، يتم تشجيع استخدام ممارسات مثل السماد الأخضر، أو دفن بعض المحاصيل الخضراء في التربة لتعزيز خصوبتها.
تقليل الفاقد:
ان الزراعة المتجددة تهدف إلى تقليل النفايات وقبل كل شيء تقليل الانبعاثات. وتقليل الفاقد من مياه الري، حيث تُبذل محاولات كبيرة لاستعادة أكبر قدر ممكن من مياه الأمطار. وبالتالي تجنب هدر الموارد المائية. كما يتم استخدام أي محاصيل زراعية فائضة لإطعام الماشية أو تسميد التربة، بينما يتم التسميد بالسماد العضوي المنتج ذاتيًا أو الأسمدة العضوية المستوردة من المزارع، وبالتالي الاستفادة من الاقتصاد الدائري.
ثالثا: فوائد الزراعة التجديدية:
يتم استعادة خصوبة التربة من خلال زيادة نسبة الكربون العضوي ومكوناتها النيتروجينية المتوفرة في التربة, مثل زراعة البقوليات.
تعمل الزراعة التجديدية على تقوية هيكل التربة, اما جذور النباتات فهي مفيدة للحد من تآكل التربة واحتمالية وقوع كوارث بيئية مثل الانهيارات الأرضية وهبوط التربة.
تعمل على زيادة التنوع البيولوجي، من خلال استعادة المحاصيل المنسية وتعزيز النمو التلقائي والطبيعي للأنواع المحلية، وتفضيل الحياة الحيوانية المحلية البرية، والابتعاد عن الأنواع المستوردة التي يمكن أن تضر بالنظم البيئية المحلية.
القضاء على التلوث الكيميائي للتربة والمياه الجوفية والهواء وذلك نتيجة التخلص من الأسمدة الكيميائية والمبيدات الحشرية. مع جودة الأصناف المحاصيل المزروعة، من فواكه وخضروات صحية.
الحد من هدر المياه النادرة والتلوث بانبعاثات غازات الاحتباس الحراري واهمهاCO2 .
تعزيز الايدي العاملة المحلية يستفيد من الزراعة المتجددة ليس فقط المزارعين ولكن المجتمع ككل.