أن التطور العلمي المذهل الذي حققه الإنسان في القرن العشرين قد أثر بفاعلية علي أسلوب الحياة في كافة المجتمعات المعاصرة. وقد ساهمت تكنولوجيا الاتصالات تحديداً في هذا التطور المعاصر عن طريق تسهيل سرعة الحصول علي المعلومات وسرعة معالجتها واستدعائها وتخزينها واستخدامها في كافة العمليات الحسابية والإحصائية والتحليلية لمواجهة متطلبات الحياة المعاصرة مما أدي أيضا إلي سرعة إنجاز المهام والأعمال وسرعة تحقيق الأهداف، ومع بداية القرن الحادي والعشرين أصبح لزاماً علي كافة المؤسسات المختلفة أن توفق أوضاعها مع الحياة العصرية التي تطلبها تكنولوجيا المعلومات، لذلك ومن هذا المنطلق أصبحت تكنولوجيا المعلومات بكافة أشكالها السلاح الحقيقي لمواجهة التحديات العديدة التي تواجهنا كأفراد وكمنظمات ، وكمجتمعات ، وبالتالي الاقتصاديات الوطنية، وأصبح التطور التكنولوجي هدفا قوميا واحتياجاً حقيقياً لنمو المجتمع وتحسين قدرات أفراده وحسن استخدام موارده وحمايتها.
ومن هنا ظهر مفهوم المدرسة الذكية كأساس لتطوير التعليم، وإنشاء مجتمع متكامل ومتجانس من الطلبة وأولياء الأمور والمعلمين والمدرسة وكذلك بين المدارس بعضها البعض ارتكازاً على تكنولوجيا المعلومات والاتصالات لتحديث العملية التعليمية التعلمية ووسائل الإيضاح والتربية بشكل عام وبالتالي تخريج أجيال أكثر مهارة.
مفهوم المدرسة الذكية:
المدرسة الذكية منظمة تعليمية تم ابتداعها على أساس أساليب تدريس وإدارة جديدة تسرع لحاق الطلاب بعصر المعلومات، وأهم عناصر المدرسة الذكية هي: ذكاء متعدد ،بيئة تدريس من أجل التعلم، نظم وسياسات ، إدارة مدرسية جديدة، إدخال مهارات وتقنيات تعليمية وتوجيهية متطورة، قيادة إدارية تحويلية “كاريزما ، حفز إيحائي ،اعتبار مفرد للإنسان داخل منظمة التعلم ” ،وما زالت عملية اختبار هذه العناصر وإعادة هندستها لتحقيق كفاءة وفاعلية هذه المدرسة مستمرة في أعلى المستويات القيادية في كل قطر يعتمد هذه التجربة.
وتنفذ عملية التدريس والتعليم وفقًاً لحاجات الطلاب وقدراتهم ومستوياتهم الدراسية المختلفة، ويتبنى المعلمين تدريس مناهج ومقررات تلبي حاجات الطلاب ومتطلبات المراحل المختلفة، كما يتم اختيار مدير المدرسة من القيادات التربوية البارزة، يساعده فريق من الأساتذة ممن لديهم قدرات مهنية ممتازة. ويشارك المعلمون وأولياء أمور الطلاب مع الطلاب أنفسهم في اختيار البرامج الدراسية، ويشاركون معهم في تنفيذ بعض الأنشطة المدرسية الصفية وللاصفيه المهمة، كالخروج في رحلات دراسية وغيرها.
كما أن مفهوم المدرسة الذكية يعتمد على القطاع الخاص في تقديم الأجهزة والمعدات والوسائط المتعددة والدعم الفني لخدمة المدارس والمنشآت التعليمية مما يغذى الاقتصاد الوطني بالشركات المتخصصة التي تقدم خدماتها بشكل احترافي متميز لخدمة المشروع، بحكم الشراكة المجتمعية، مما يزيد من فرص العمل الجديدة ويخفف من البطالة.
المدرسة الذكية : هي مفهوم حديث يعتمد على استخدام التكنولوجيا الحديثة في عملية التعليم والتعلم، بهدف تحسين جودة التعليم وجعلها تجربة تعليمية أكثر فاعلية. تستخدم المدارس الذكية مجموعة من التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي، والتعلم الآلي، والواقع الافتراضي، والواقع المعزز، وذلك لتمكين الطلاب من التعلم بطرق ذات جودة عالية، وتوفير بيئة تعليمية ملائمة لتلبية احتياجات الطلاب المختلفة.
مزايا المدرسة الذكية
يحتوي مفهوم المدرسة الذكية علي المزايا الفلسفية الآتية :-
1- تقديم وسائل تعليم أفضل وطرق تدريس أكثر تقدما.
2- تطوير مهارات وفكر الطلاب من خلال البحث عن المعلومات واستدعائها باستخدام تكنولوجيا الاتصالات والمعلومات والإنترنت في أي مجال أو مادة تعليمية.
3- إمكانية تقديم دراسات وأنشطة جديدة مثل تصميم مواقع الإنترنت والجرافيك والبرمجة, وذلك بالنسبة لكافة مستويات التعليم ، والذي يمكن أن يمثل أيضا مصدراً إيراديا للمنشأة التعليمية.
4- إمكانية اتصال أولياء الأمور بالمدرسين والحصول علي التقارير والدرجات والتقديرات وكذلك الشهادات, وذلك من خلال الإنترنت أو من خلال أجهزة كمبيوتر في المدرسة يتم تخصيصها لهذا الغرض
5- تطوير فكر ومهارات المعلم وكذلك أساليب الشرح لجعل الدروس أكثر فاعلية وإثارة لملكات الفهم والإبداع لدى الطلاب .
6- إقامة اتصال دائم بين المدارس وبعضها لتبادل المعلومات والأبحاث ودعم روح المنافسة العلمية والثقافية لدى الطلبة . كما يمكن إقامة مسابقات علمية وثقافية باستخدام الإنترنت مما يدعم سهولة تدفق المعلومات بين كافة أطراف العملية التعليمية وتحسين الاتصال ودعم التفاعل فيما بينهم.
7- الاتصال الدائم بالعالم من خلال شبكة الإنترنت بالمدارس يتيح سهولة وسرعة الاطلاع على واستقطاب المعلومات والأبحاث والأخبار الجديدة المتاحة فضلا عن كفاءة الاستخدام الأمثل في خدمة العملية التعليمية والتربوية.
8- الاعتماد على الشركات الوطنية المتخصصة في توريد الأجهزة والمعدات والدعم الفني للمدارس الذكية ينشط ويسرع اقتحام الإنتاج الوطني لمجال صناعة البرمجيات وأدوات التكنولوجيا الفائقة بما يدره هذا المجال الواعد من قيمة مضافة عالية ويتيحه من تطوير لقدرات مجالات الإنتاج الأخرى.
أهداف المدرسة الذكية
تهدف المدرسة الذكية إلى تطوير طرق تعليمية مبتكرة وتحسين نتائج التعلم وتحقيق رضا الطلاب وأولياء الأمور في المقام الأول. تهدف المدرسة إلى تحقيق عدة أهداف في عملية التعلم. وتشمل هذه الأهداف ما يلي:
تحفيز الطلاب على التعلم والمشاركة الفعالة
توفير فرص التعلم المخصصة والتعليم الشخصي
3 . تعزيز تفاعل الطلاب مع المحتوى التعليمي
تطوير مهارات التفكير النقدي والابتكار لدى الطلاب
تعزيز التعاون والتواصل بين الطلاب والمعلمين.
الفرق بين المدرسة التقليدية والمدرسة الذكية
تختلف المدارس الذكية عن المدارس التقليدية في عدة جوانب رئيسية، وتشمل
استخدام التكنولوجيا تعتمد المدارس الذكية على استخدام التكنولوجيا بشكل فعال في عملية التعليم. حيث تشمل ذلك استخدام الحواسيب التطبيقات التعليمية، والأنظمة الإلكترونية، مما يعزز جودة التعليم ويشجع على انخراط الطلاب بشكل أكبر.
التعلم النشط تشجع المدارس الذكية الطلاب على المشاركة الفعّالة في عملية التعلم وتفاعلهم مع المعرفة.
التخصيص والتحليل تستخدم المدارس الذكية
تقنيات تحليل البيانات لفهم احتياجات كل طالب ونقاط قوته وضعفه
التعليم عن بعد: تتيح المدارس الذكية الفرصة
للطلاب للوصول إلى التعليم عن بعد باستخدام التكنولوجيا.
التفاعل والتواصل: تعزز المدارس الذكية التفاعل والتواصل بين الطلاب والمعلمين والأهل، سواء عبر وسائل التواصل الاجتماعي أو الاتصالات الإلكترونية الأخرى.
التقييم الشامل: تعتمد المدارس الذكية على أنظمة تقييم شاملة تغطي جوانب متعددة من التعلم، بما في ذلك الأداء الأكاديمي والمهارات الاجتماعية