مقالة-المقاومة الفلسطينية: بين النضال العسكري والحراك الشعبي في مواجهة الاحتلال
(المقاومة الفلسطينية: بين النضال العسكري والحراك الشعبي في مواجهة الاحتلال)
شهدت المواجهات بين الفلسطينيين والاحتلال الإسرائيلي تصاعدًا ملحوظًا عقب تولي حكومة نتنياهو الحالية السلطة في إسرائيل. إذ ازدادت وتيرة عمليات المقاومة الفلسطينية بشكل كبير، حيث شهدت هذه المناطق تصاعدًا نوعيًا في أشكال المقاومة الشعبية والمسلحة. تركزت العمليات في القدس والضفة الغربية، مما أسهم في زيادة التوترات بين الفلسطينيين وقوات الاحتلال، خاصة مع استمرار السياسات الإسرائيلية القمعية في الأراضي المحتلة.
وتتمثل اهمية دراسة في تطور أساليب المقاومة الفلسطينية، وتحليل تأثيراتها على الأوضاع السياسية والاجتماعية في فلسطين. حيث يساهم ذلك في فهم العلاقة بين النضال العسكري والحراك الشعبي.
النضال العسكري والحراك الشعبي هما شكلان مختلفان من المقاومة ضد الاحتلال، ويتمثل كل منهما في استراتيجيات وأهداف ووسائل مقاومة تختلف عن الأخرى، رغم أن كلاهما يهدف إلى تحقيق الحقوق الفلسطينية ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
النضال العسكري يشمل العمليات العسكرية المنظمة التي تنفذها مجموعات مسلحة ضد القوات الإسرائيلية والمستوطنات، بهدف إضعاف السيطرة الإسرائيلية على الأراضي المحتلة. يشمل ذلك العمليات الفدائية، الهجمات المسلحة، والتفجيرات التي تستهدف أهدافًا عسكرية.
الاستراتيجيات: يعتمد النضال العسكري على استخدام القوة المسلحة لتحقيق أهدافه، ويتطلب التنظيم والقدرة على تنفيذ عمليات عسكرية على الأرض، بالإضافة إلى التنسيق بين الفصائل المسلحة.
الأهداف: تسعى المقاومة العسكرية إلى تحرير الأراضي الفلسطينية المحتلة، وتقويض قدرة الاحتلال على السيطرة، وتعزيز الردع ضد الهجمات الإسرائيلية.
2- الحراك الشعبي يشير إلى المقاومة السلمية التي تشمل التظاهرات، والعصيان المدني، والمقاطعة، وفعاليات الاحتجاج التي تهدف إلى ممارسة الضغط على الاحتلال من خلال تحفيز الرأي العام المحلي والدولي.
الاستراتيجيات: يعتمد الحراك الشعبي على إشراك الجماهير في مقاومة سلمية، مع التركيز على التأثير في الرأي العام الداخلي والدولي، واستخدام الإعلام بشكل فعال لتسليط الضوء على القضايا الفلسطينية.
الأهداف: يسعى الحراك الشعبي إلى تعزيز الوعي الدولي بالقضية الفلسطينية، وكسب التأييد السياسي الدولي، وفرض ضغوط على الحكومات لتغيير سياساتها تجاه الاحتلال.
وبناء على ذلك يكن تحديد الأهداف الفلسطينية تتلخص في السعي لتحقيق الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني، والتي تتمثل في بعدين رئيسيين: أولًا، استعادة الأراضي الفلسطينية المحتلة، بما يشمل الضفة الغربية والقدس. ثانيًا، ضمان حقوق اللاجئين الفلسطينيين في العودة إلى ديارهم، بما يتماشى مع القرارات الدولية المتعلقة بحق العودة. وبينما تسعى تتمثل الأهداف الاستراتيجية لإسرائيل في الحفاظ على أكبر قدر ممكن من الأراضي في الضفة الغربية والقدس، مع تقليص عدد السكان الفلسطينيين في تلك المناطق. كما تسعى إسرائيل إلى القضاء على أي شكل من أشكال المقاومة المسلحة الفلسطينية أو العربية التي تهدد أمنها، بالإضافة إلى العمل على منع أي تطور عربي قد يشكل تهديدًا مستقبليًا لأمن واستقرار إسرائيل.من خلال ذلك يمكن أن تُوصي الدراسة بضرورة البحث عن آليات دعم دولية وشعبية أكثر استدامة لتمكين الشعب الفلسطيني من مواصلة نضاله بشكل فعال، سواء عبر تقوية الحراك الشعبي وتوسيع دائرة المشاركة، أو من خلال تحسين القدرات التنظيمية للنضال العسكري ضمن حدود الأخلاق الدولية. أن المقاومة، سواء أكانت مسلحة أو سلمية، تشكل حجر زاوية في الصراع الفلسطيني-الإسرائيلي، وأنها تدفع باستمرار إلى إعادة صياغة السياسات والمواقف الدولية تجاه القضية الفلسطينية، مما يجعلها عنصرًا فاعلاً في السعي نحو تحقيق العدالة والسلام.
المصادر :
1-Adnan Abdul Razzaq, Rebuilding Gaza: The huge cost of Israel’s devastating war, site of The New Arab, 27/11/2023, https://www.newarab.com/analysis/rebuilding-gaza-huge-cost-israels-devastating-war; UN report
2-Hussam Kassai, The Theological Middle East: The Dialectic of Resistance and Normalization, (Amman: Degla Publishers and Distributors, 2023)
محمود الدويك، “المقاومة الفلسطينية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي: الأساليب والأهداف.” مجلة العلوم الاجتماعية، العدد 11، كلية العلوم الاجتماعية، جامعة الأزهر، غزة، 2017، ص44.
حازم الزبيدي، “التحديات التي تواجه المقاومة الفلسطينية: دراسة في الهيمنة العسكرية الإسرائيلية.” مجلة دراسات الشرق الأوسط، العدد 23، كلية الدراسات الإقليمية، جامعة بغداد، بغداد، 2021، ص. 34.
٣- محمد الخالدي ،”تأثير السياسات الإسرائيلية على تصاعد الحراك الشعبي الفلسطيني: دراسة ميدانية.” رسالة دكتوراه، كلية العلوم السياسية، جامعة بيرزيت، بيرزيت، 2018، ص142.