تحديات العصر الرقمي في التربية
ا. د.اوراس هاشم الجبوري 
 
ان التغير في مجال التكنولوجيا الرقمية والتي أصبحت في متناول الجميع كبارا وصغارا لانها ضرورة من ضرورات الحياة وهي جعل الأبناء أكثر شغفا بالأجهزة الرقمية والعوالم الافتراضية اذ يعيش المجتمع الان في عصر الفضاء الإلكتروني او العصر الرقمي حيث أصبحت تقنياته هي العمود الفقري لمعظم التفاعلات اليومية، ومع سهولة التوفر زاد عدد مستخدمي الإنترنت، ومع تحول مواقع التواصل الاجتماعي لتكون عاملًا فاعلًا غير تقليدي في العلاقات بين الأفراد أصبح الإنترنت سلاحا ذو حدين فكما هو وسيلة لتحقيق الرخاء والتقدم البشري فله جانب يتمثل في تزايد المخاطر الناجمة عن الاعتماد المتزايد عليه في ظل عالم مفتوح تحكمه تفاعلات غير مرئية ، اذ على الأسرة الاهتمام ومتابعة ابنائها  بشكل خاص، فالأسرة هي الخلية الأولى في البناء الإنساني والاجتماعي، وهي المدرسة الأولى بالنسبة للأبناء حيث يكتسب الفرد معارفه وخبراته من خلالها.
اذ يجب  تعزيز التوعية بمفهوم التربية الرقمية كما هو مفهوم التربية بالواقع خاصة في ظل التحول الرقمي ان العالم الافتراضي مساحة مفتوحة للجميع، وعلينا التفريق بين الممكن فعله والواجب فعله، ان العالم اليوم تلعب فيه وسائل الاتصال الجماهيري دور حيوي في تغيير السلوك الانساني، لذا علينا التحذر من وسائل الإعلام المفسدة، والمصادر الإعلامية المشبوهة، التي تعمل على تشكيك أفراد المجتمع في عقيدتهم، وثوابتهم، وتسعى لإفساد أخلاقهم كما علينا ترسيخ مفهوم الاستخدام الآمن والأمثل والإيجابي للإنترنت والوسائل التقنية الحديثة، من أجل بناء جيل واعٍ إلكترونيًّا، قادر على التعامل مع التحديات المعاصرة، وتوعية كافة أفراد المجتمع والأبناء خاصة بمختلف المخاطر الإلكترونية مثل نشر الشائعات والكراهية والعنف والتطرف والغلو، والوقاية من محاولات التجنيد الإلكتروني ، والتنمر، إلى جانب توجيههم نحو الاستخدام الآمن والأمثل والإيجابي للأجهزة الإلكترونية والابتعاد عن مخاطرها وتعزيز مفهوم التربية الرقمية يندرج ضمن مجموعة من القواعد والقيم والسلوك التي نربي عليها أبناءنا والواجب اتباعها من قبل الأهالي والمفاهيم التي من خلالها لا بد من تطوير استخداماتنا لهذه الوسائل.
ان الفجوة الكبيرة التي يعاني منها الكثير من الأهالي ما بينهم وبين أبنائهم لانشغالهم عن الأبناء في مجالات الحياة والعمل وغياب تطوير مهاراتهم بسبب التطور الهائل والكبير في المجالات التكنولوجية الرقمية وأن تقليص الفجوة أمر مهم وضروري ويتطلب من الأهالي السعي لتطوير قدراتهم في فهم التكنولوجيا والعمل على استيعاب هذا التقدم الكبير والتطبيقات المختلفة وكذلك الحوار والتواصل مع الأبناء وتربيتهم بالشكل السليم لااستخدام الآمن للإنترنت.
ولابد من الإهتمام بموضوع التربية الرقمية لأهميتها الكبرى كونها أصبحت جزءا من حياتنا في ظل العصر الحديث، كما يجب تعزيز دور الأهل في هذا المجال لتوعية أبنائهم بالإستخدام الأمثل والتصفح الآمن ولحمايتهم من قضايا الإبتزاز الإلكتروني والتنمر المسيء، وللوصول إلى هذا الأمر، لابد من وجود معايير وأسس من قبل الأهل للتعامل مع الأبناء والتفريق بين مفهومي التربية التي تستند للقيم والمعتقدات والمفاهيم والمواطنة الصالحة والرعاية المتمثلة بتوفير الاحتياجات، وموضوع التربية الرقمية (التربية التكنولوجية) اذ يتطلب تعليمهم الأسس والقواعد السليمة لاستخدامات التكنولوجيا الحديثة والرعاية الرقمية المتمثلة بتوفير الأجهزة التكنولوجية الحديثة.
 

شارك هذا الموضوع: