السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 

كيف تزيد ثقة الطلاب بأنفسهم؟

قال تعالى في كتابه الكريم  ((بل الانسان على نفسه بصيرة ولو القى معاذيرة )) وقال عز من قائل ((فبشر عباد الذين يستمعون القول فيتبعون احسنه أولئك الذين هداهم الله واولئك هم اولوا الألباب واخر وصية للامام علي بن ابي طالب ع ((الله الله في نظم اموركم

• أهمية النقد

تكمن أهمية النقد في الوصول إلى الحقيقة فلولا النقد لما أمكن الوصول إلى الحقيقة. التطور فرع النقد فلا يمكن للمجتمعات أن تتطور بلا نقد إذ لا بد من نقد الأساليب والاليات و الوسائل المستخدمة على اصعدة شتى (( ان الله لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بأنفسهم)) و ((ليبلوكم ايكم احسن عملا)).

• النقد السليم

هل هذا النقد يولد حالة يقظة وانفتاح ام حالة من الاحتقان أو يولد نتائج عكسية. العالم الفرنسي صاحب كتاب حضارة العرب وسيكيولوجية الجماهير غوستاف لوبون 

Charles-Marie Gustave Le Bon’ The Crowd: A Study of the Popular Mind and La Civilisation des Arabes انتقد طريقة التلقين في التدريس وهذه لا تنتج علماء. ينصح باستخدام طريقة الاقتران الشرطي أو تنادي الخواطر أو طريقة الترميز و اثارة الوسائل السمعية والبصرية. مع التلقين يكون الطالب خازن للمعلومات وغير قادر على التحليل والاستنتاج والتعميم. ينصح بأن يترك الطلاب يتحدثوا و يقولوا آراءهم ويفصحوا عما في دواخلهم كي يحلل ويستنتج. لا بد من ان نعرف من هؤلاء الطلاب؟ ماهي مستوياتهم الذهنية؟ ماهي حاجاتهم ومتطلباتهم؟ كيفية زيادة شعور الطلاب بالمسؤولية والاحساس بالواجب؟ كيفية رسم الأهداف و تحديد الأولويات؟ كيفية اتساع الأفق و قوة الإرادة و التحدي؟

• كيف يتم البناء العقلي للطالب كيف نبني عقل الطالب/ة؟؟؟ يُستهدف بناء أربعة أبعاد في شخصية الطالب/ة وفقا لرأي السيد الاستاذ منير الخباز

• البعد العقلي اي أن نعلمه كيف يصل إلى الفكرة كما نستهدف النمو المعرفي و النمو الرمزي والنمو التأملي و النمو الغيري.

• البعد الاجتماعي تكوين صداقات ناجحة وان لا يتقوقع على نفسه من خلال اقحامه في المجتمع ليتعلم كيفية الاستجابة للآخرين واسجابة الآخرين له(( وجعلناكم شعوبا وقبائل لتعارفوا)).

• البعد الجمالي اي دعم ل هوايات ومواهب و فنون الطالب كالرسم و التصوير و الرياضة فالميل إلى الجمال ميل متأصل في الطبيعة البشرية وهو على نوعين: جمال مادي كجمال الطبيعة أو لوحة فنية والجمال الذي ينتهي عند البشرة؛ او جمال معنوي وهو أعظم من الجمال الحسي….

• البعد الروحي ويتم من خلال غرس للفضائل و القيم في الشخص  و ان ي/تفرق الطالب/ة بين العادة -التفاعل لا عن وعي وتفكير- و الوعي اي التفاعل عن قناعة. كما لا يتم التطرق الى موضوع من دون دراية و دراسة حديثة و تقديم أدلة دامغة لكي لا تحدث عملية عكسية و تحقيق نتائج سلبية.  مصطلح  abject اي الدنائة اذا كان الطرح غير مقنع الطالب مباشرة  يميل إلى عكس الفكرة المطروحة المراد اثباتها.

• كيف نعزز ثقة الطلاب بأنفسهم؟؟

• الثقة بالنفس هي النجاحات الصغيرة المتراكمة التي تكّون بالمحصلة النهائية قناعة عند الشخص من قدرته على تجاوز العقبات القادمة الأخرى. الثقة بالنفس تتضمن اعتقادا إيجابيا بأن الشخص يمكنه تحقيق ما يرغب به في المستقبل

• القدرة عند الاستاذ نفسه

• إسناد جزء من المحاضرة إلى الطلاب الاكثر جدارة ثم الأقل فالاقل حتى يرى الطالب نموذج عملي أمامه اولا وقدرة اقرانه على أداء نفس التمرين ثانياً

• تأكد من أن الطالب قادر على أداء المهمة الموكلة إليه لكي لا تحرجه أمام أقرانه وعدم تكليفهم بمهام صعبة للغاية من وجهة نظر الطالب.

• اعطهم الوقت الكافي للتحضير للتمرين وعدم اجبارهم

• ان يكون الطلاب هم المتحدثين في أكثر من نصف المحاضرة

• تجزئة و تقسيم المهام

• التدريج بالمهام وتذكر ان الجهود التي تبذل من أجل الوصول بالطالب الى مستوى لا يناسبه لم تكن جهودا ضائعة فحسب بل تؤدي إلى عرقلة النمو في كثير من الأحيان.

• الابتعاد عن الأسئلة الملغومة حيث يستحيل على الطالب معرفتها أو الأسئلة الفخ أو الأسئلة التي تتحدى الطلاب فيها

• إشراك وعمل و اختراع أنشطة علمية تنافسية للطلاب: يتميز جيل Z وهو الجيل الذي نتفاعل معه ب حب الظهور وحب التصوير واستخدام وسائل التواصل الاجتماعي للنشر او التوثيق فيحبذ استثمار هذا الشيء في مسابقات التنافس العلمي.

الخلاصة يجب على الاستاذ ان لا يستخدم عنصر المفاجأة والمباغتة وزج الطالب في موقف محرج لا يحسد عليه و يكون مدعاة للسخرية والهتك. أما ما يخص العصف الذهني والارتجال فتستخدم في مكان و موضوع اخر.

يقول استاذي الفاضل الدكتور مثنى مكي التعلم ليس غريزة. وإنما هو مهارة مكتسبة. ويتطلب الخروج من منطقة الراحة والاعتياد.  ولأن التعلم تغيير، ولكون العقل يميل للسهولة بإنجاز المهام، فالتعلم مصحوب بمقاومة. إن وقوع الأفراد في فخ الراحة يؤدي الى ضمور مهاراتهم. فالتعلم هو اكتساب مهارة، واكتساب المهارة يتطلب المحاولة والتقييم والتصحيح، ومن ثم المحاولة مرة أخرى والتقييم ثانيةً.

نؤكد على أهمية دور الأستاذ في تكوين بيئة تعليمية داعمة تركز على النمو المتكامل للطلاب، مستندة إلى مفهوم التعلم النشط والمشاركة الفاعلة. تعزيز ثقة الطالب بنفسه يبدأ بإشراكه في عملية التعليم، عبر منحه فرصًا للتعبير عن آرائه وتحليل الأفكار، مما يحوّل التعليم من تلقين إلى تفاعل حقيقي. كما نشدد على أن النقد البنّاء، عندما يستخدم بهدف تطوير الفكر وإثراء التجربة، يسهم في تعزيز قدرة الطالب على التفكير النقدي وتجنب الجمود الفكري. البيئة التعليمية المقترحة تهتم بالجوانب الأربعة الأساسية في شخصية الطالب: العقلي والاجتماعي والجمالي والروحي، إذ تمكّنه من اكتساب المهارات الضرورية للتفاعل مع العالم بإيجابية. نؤكد أيضًا على تفادي الاساليب المرهقة، مثل المفاجآت والأسئلة المحبطة، وبدلاً من ذلك تعتمد على الأنشطة العلمية التنافسية التي تستغل اهتمام جيل الشباب، مما يربط العلم بتجارب تفاعلية إيجابية.

محمد عبد الحسن محسن صالح

استاذ الادب الانكليزي