في ضل ما يشهده العامل من تطور معرفي متسارع أدى إلى تراكم المعرفة وأوجد الحاجة إلى إيجاد سبل تعلم جديدة تسهم في تسـهيل طـرق نقلهـا وتحسـين إمكانـات المتعلمـين كـان مـن الضرورة البحث عن كل ما هو جديد ومميز لجعل الـتعلم أفضـل وأسـهل، بالإضـافة إلى وجـود العديد من المشكلات التي ظهرت في أسـاليب الـتعلم التقليديـة والتـي تـؤثر سـلبا عـلى عمليـة التعلم . كما وأن التعلم النشط نوع من أنـواع الـتعلم التـي تركـز عـلى أسـاليب الـتعلم أكـرث مـن تركيزها على نتاجات التعلم تحت فلسفة أن كل وسيلة ناجحة ومميـزة هـي تعلـم نـاجح بحـد ذاته، كما وان التعلم النشط يجعل من الطالب محور العملية التدريسية خلافا لأسـاليب الـتعلم التقليدية والتي تجعل من المعلم محور العملية التدريسـية، والـتعلم النشـط يركـز عـلى جميـع نواحي التعلم وعناصره من التركيز على مهارة الاستماع والحـديث و التعبير والتأمـل والإبـداع في مجالاته المختلفة.
والتعلم النشط هو عملية دائمة ويمكن أن يحصل في جميع الأماكن: في البيـت في المدرسـة في الملعب والنادي وغيرها من الأماكن، من هنا تأتي أهمية التنسيق مـع جميـع عنـاصر العمليـة التعليمية من أجل الاستغلال الأمثل للوقـت والمهـارات، حيـث أن التفاعـل الايجابي بين الطفـل ومحيطه له الأثر العميق وطويل المدى على بنية الدماغ ونموه السليم، حيث أن الـتعلم النشـط يؤمن للطفل البيئة الغنية التي تساعده على التعلم والاستكشاف وفهم العامل من حوله بطريقـة أفضل و اكثر عمقاً
مفهوم التعلم النشط
يعرفه فيلدر ورنـت (,1997 Brent& Feldar ) بأنـه الـتعلم الـذي يعنـى ببسـاطة إشـغال المتعلم بشكل مباشر ونشط في عملية الـتعلم ذاتهـا، وهنـا يركـز عـلى قيـام المـتعلم بالعمـل في مختلف الأنشطة التي تنفذ داخل غرفة الصف، وألا يكون عمل المـتعلم مقـتصرا عـلى اسـتقبال المعلومة اللفظية والمرئية بل يستقبل ويشارك ويفكر ويبتكر.
عناصر التعلم النشط
للتعلم النشط عدد من العناصر التي تلعب دورا كبريا في قيامـه، ولهـا الأهميـة الكبيرة في اتمام عملية التعلم بشكلها الأفضل، مع أن لكل من هذه العناصر دوره وأهميته إلا أنها متكاملة وتدعم بعضها البعض
الاستماع والإصغاء: حيث يجب أن يستمع الطالب جيدا إلى المعلم أو إلى غريه من الطـلاب، ً وأن يكون منصتا باستماعه وذلك بهدف الحصول على المعلومة بشكل سليم ودون تشويش.
المناقشة: هنا يبرز دور الطالب في مناقشته للمعلومات الواردة والتعبير عن رأيه فيهـا سـواء كان بالاتفاق مع غيره من الطلبـة أو بـالاختلاف معهـم مـع وجـوب المحافظـة عـلى شروط المناقشة الأساسية من احترام رأي الآخرين والالتزام بالدور أثناء النقاش
التأمــل: مــن خــلال التأمــل يســتطيع الطالــب التفكير جيــدا بالمعلومــات الــواردة إليــه أو المعلومات التي سمعها، للتمكن من الرد عليها بشكل صحيح.
الكتابة: كتابة المعلومات والملاحظات التي يحصل عليها، وكتابة رؤوس أقلام عن بعض المواضـيع لمناقشتها وتنظيمها بشكل معني لمناقشتها بتسلسل محدد ومناسب للموضوع.
القراءة: القراءة مطلب أساسي لزيادة المعرفة بالمواضيع التي تطـرح سـواء أكانـت مـن قبـل المعلم أو الطلبة
الممارسة : من الممكن أن تكون ممارسة الاستراتيجيات والأساليب التـي تعلمهـا الطالـب مـن أجل التمكن وتثبيتها لديه
الدافعية الداخلية: وهي من المطالب الأساسـية لعمليـة الـتعلم فهـي المحـرك والقـوة التـي تدفع الطالب للتعلم والانجاز
مميزات التعلم النشط
للتعلم النشط مميزات عديدة منها :
يهيئ للمتعلمين مواقف تعليمية حية ذات فعالية
يقل التركيز على نقل المعلومات بينما يزداد التركيز على تنمية مهارات الطلاب
ينشغل الطلاب في مهام تتطلب مهارات تفكري عليا (التحليل، والتركيب، والتقييم)
إكساب المتعلمين جوانب مهنية و جوانب انفعالية ومهارات وخبرات اجتماعية قـد يصـعب اكتسابها داخل الصفوف العادية مثل التعاون, تحمل المسؤولية, وضبط النفس والإبداع
مبادئ التعلم النشط
التعاون والتفاعل بين الطلبة
التغذية الراجعة الفورية .
منح الوقت الكافي للتعلم .
دقة التوقعات
مراعاة الفروق الفردية.
خصائص بيئة التعلم النشط
ولعل من خصائص بيئة التعلم النشط ما يل
أن يكون المتعلم نشطا في ربط المعارف الجديدة بالمعارف التي بحوزته
تدعيم روح التعاون – لا التنافس – في بناء المعرفة في ظل التفـاوض الاجتماعي , و يمكن أن يتم ذلك من خلال العمل في مجموعات صغيرة
يعمل التعلم النشط على خلق جو تعليمي فعال ومناسب, داخل غرفـة الصـف, ويتـيح لـه العديد من الوسائل والأساليب التي يستخدمها في عمليتي التعليم والتعلم .
فحص جميع الآراء والأفكار, لأن هذا يعد أمرا ضروريا ذا قيمة بالغـة, حيـث يقـوم المـتعلم بجمع هذه الآراء والأفكار وتوليفها في رؤية متكاملة .
تحكم المتعلم في عملية تعلمه, وفيها عند تفاوضه مع زملائه داخل الصف
– تقديم بيئات تعلم حقيقية ترتبط بمشكلات البيئة الفعلية ليطبق فيها المتعلم ما تعلمه
– التأكيد على بناء المعرفة بدلاً من إعادة سردها
استبدال خطوات التدريس التقليدية بمهـارات واسـتراتيجيات التفكـري العليـا مثـل التحليـل , والتركيب, والتقييم, وحل المشكلات
يجب أن يكون التقويم أصـيلاً ً ومرتبطـا بـالتعليم, ومـن الضروري توظيـف التقـويم الذاتي .
استراتيجيات التعلم النشط
تعتمد فلسفة التعلم النشط في هذا على اساس التعلم التعاوني
هي استراتيجية تعلم يتم فيها تقسيم الطلبة الى مجموعات صغيرة يتراوح عدد أفراد كل مجموعة فيها من ( 4-6)أفراد، ويتعاون من خلالها أعضاء المجموعة لتحقيق هدف أو اهداف مشتركة بناء على المهمة الموكلة إليهم.
يكون لكل فرد في المجموعة دور محدد داخل المجموعة.
اولاً-استراتيجية العصف الذهني
هي واحدة من الأساليب التي تحفز الطالب على التفكير وكذلك الابداع، يعرف بالعصف الذهني حيث يقوم العقل بالعصف بالمشكلة ويفحصها لإيجاد حلول، وهو أيضا بمعنى تصدي العقل لأي مشكلة و فكرتها يقوم المعلم بطرح سؤال فيبدأ الطلبة في التفكير و التوصل للحل من خلال اعطاء اكثر من اجابة مشابهة
ثانياً-استراتيجية خرائط المفاهيم
هي وسيلة أو تقنية رسومية فعالة تزودك بمفاتيح تساعد على استعمال أغلب طاقات العقل ومهاراته عن الكلمات و الصور والأرقام والألوان والرموز والترتيب المنطقي والتحليلي طريق والخيال والعواطف والنظرة الشمولية للموضوعات أي تفعيل نقاط القوة في فصي الدماغ الأيسر والأيمن.
اهمية الخرائط الذهنية
تعتبر بسيطة وسهلة الاستخدام بالنسبة للطلبة حيث يمكن استخدامها مع أي محتوى دراسي ومع أي مستوى علمي
تكسب المتعلم فهماً أعمق للمفاهيم المجردة
تمثل اطاراً مرجعياً مشترك بين المعلم والمتعلم بحيث تسهل عملية الاتصال بينهما بما تحتويه من ملاحظات ومعلومات
تنمي قدرة المتعلم على استدعاء المعلومات.
ثالثاَ- استراتيجية الرؤوس المرقمة
من استراتيجيات التدريس الحديثة التي تسهم بشكل فاعل في تشجيع التعلم النشط لدى المتعلمين وتحقق نتائج تعليمية مرضية للمعلم سواء على مستوى تحصيل المتعلمين أو على انسيابية خطواتها وانعكاس نتائجها على مستوى أداء المعلم في الدرس. وهذه الاستراتيجية تستند بشكل أساس على تقسيم المتعلمين في الفصل الى ان يكون لدى كل متعلم رقم يختلف عن الاخر.
حيث انها تقوم على ترقيم المتعلمين بأرقام غير معروفة لدى المدرس، وهو إجراء يجعل كل طالب عرضة للمشاركة في مجريات الدرس والإجابة عن الأسئلة التي تطرح عندما يتم اختيار رقم كونه يشمل أكثر من طالب بسبب تكرار كل رقم على عدد المجاميع الموجودة داخل الصف.
مزايا استراتيجية الرؤوس المرقمة
تحمل المتعلم مسؤولية تعلمه والمشاركة فعلياً فيها .
ارتفاع مستوى التحصيل المتعلم العلمي بشكل ايجابي
زيادة شعور المتعلم بالرضا عن الخبرات التربوية .
تنمية الاتجاهات الإيجابية نحو افراد المجموعة والمجموعات الاخرى
تعزيز عمليات التفكير العليا وتنميتها والتي يمكن ان تؤدي الى التفكير الفوقي (فوق المعرفي).
المشاركة الفاعلة في التعلم وتكوين المتعلم للمعرفة وبنائها بنفسه.
المصادر
1- أحمد، علية حامد وآخرون ( 2005). الموسوعة المرجعية للـتعلم النشـط، دليـل الـتعلم النشـط، القاهرة، مركز تطوير المناهج والمواد التعليمية
2- لحيلة، محمد محمود ( 2001). طرائق التدريس واسـتراتيجياته، الإمـارات – العـني، دار الكتـاب الجامعي