مقالة بعنوان منهج علم الجغرافيه واختلافه عن بقية العلوم …بقلم الاستاذ الدكتور احمد حمود محيسن السعدي 

الجغرافية علم المكان وهي تاخذ من حاسة المكان أساس في دراستها..وقد حدد علماء الجغرافية ثلاثة مفردات تحدد تخصص الجغرافية ومنهجها ويمكن من خلالها تمييز علم الجغرافية عن بقية العلوم المفردة الاولى والثانية والثالثة كلها تحمل في طياتها بعد مكاني يعكس منهج علم الجغرافيه ..المفردة الاولى هي اين وكلمة اين تعني الموقع المكاني للظاهرة واختلافها بين مكان واخر..والمفردة الثانية لماذا وكلمة لماذا تعني التحليل المكاني والبحث والربط عن المبررات المكانية التي حددت الاختلافات المكانية للظاهرة المدروسة بين مكان واخر..والمفردة الثالثة وهي زمانية وبمعنى متى وهي تحمل بعدا زمانيا ومكانيا وهل المكان والظروف المكانية قللت من حدوث الظاهرة أو زادت من حجمها مع مرور مدة زمنية معينة ..وإذا ما أردنا أن نضع تسلسلا علميا منطقيا لهذه المفردات الثلاث فالجغرافية تبدء اولا ب متى واين ولماذا…ولماذا هي التحليل الجغرافي المكاني للظاهرة والبحث عن المبررات المكانية التي تحدد الاختلافات المكانية للظاهرة بين دولة واخرى وبين قارة وأخرى وبين محافظة وأخرى وبين ناحية وأخرى وبين الريف والحضر.مثال على ذلك لتحليل وتفسير التوزيع الجغرافي المتباين للسكان بين مكان واخر قد نحتاج الى تفسير التباين عوامل السطح والتربة والموارد المائية في تحليل وتفسير هذا التباين وقد تعجز العوامل الطبيعية الجغرافية في تفسير التوزيع الجغرافي المتباين لظاهرة معينة وهنا تلجئ الجغرافية إلى علوم أخرى في تحليل وتفسير الظاهرة مثال على ذلك حاجة الجغرافية إلى علم الاجتماع وعلوم الحياة في تفسير ظاهرة سكانية قد تعجز العوامل الطبيعية المكانية في تفسيرها مثل تباين وفيات الذكور والإناث واختلاف معدلات الزواج والمواليد بين الريف والحضر.وقد تحتاج الجغرافية إلى علم الاحصاء في إعطاء تفسير مكاني صحيح للظاهرة السكانية وارتفاع  عدد الوفيات في مجتمع معين لايعني انه أقل كفاءة في الخدمات الصحية عند مقارنته مع مجتمع آخر يمتاز بعدد وفيات أقل الا بعد الرجوع والتأكد من عدد السكان في المجتمع الذي يمثل مقام المعادلة الرياضية