نُصرة الحق
رويَ عن الإمام علي (عليه السلام) أنّهُ قال: في الذين اعتزلوا القتال معه: “خذلوا الحق ولم ينصروا الباطل”().
يوجد البعض من النّاس صحيح أنّهُ لم ينصر الباطل، ولكن في المُقابل أيضاً لم ينصر الحق، وهذا عدم نصرتهِ للحق يُسمِّيهِ الإمام خُذلان.
لماذا؟ لِأنّهُ عرفَ الحق ورأى الحق ومع ذلك لم ينصرهُ.
فالبعض قد يقول: أنا في موقف حِياد، لا مع هؤلاءِ ولا مع هؤلاءِ، فنقولُ لهُ: صح أنتَ لم تنصر الباطل، لكن في المُقابل خذلت الحق بعدم نصرتهِ.
 والآن ونحنُ في هذهِ الحرب الشرسة التي تتكالب فيها أعداء الإنسانية وتُبرز عضلاتها على غزّة ولبنان.
فهناك طرفين، طرف الباطل الذي تقودهُ أمريكا وطفلها المُدلّل الكيان الغاصب، وطرف المُقاومة الذين يأنسون بالموت استئناس الطفل بمحالب أُمهِ، الذين يُدافعون عن المظلومين وعن مقدّسات الأُمة في فلسطين.
فإن لم أكن مع الباطل، فيجب أن أكون مع الحق، وإذا لم ألتحق بالحق، فهذا يُعد خذلان.
عدم اتّباع النّاس بنصرة الحق:
 يجب أن لا ننظر إلى أشخاص مُعيّنين، هل جاءوا للحق أم لا؟ لِأنّ الحق لا يُعرفُ بالرجال، وإنّما اعرف الحق تعرف أهلهُ.
فقد قال الحارث بن حوط الراني للإمام علي (عليه السلام): بعد وقعة الجمل: “أظن طلحة والزبير وعائشة اجتمعوا على باطل. فقال: يا حارث ! إنه ملبوسٌ عليك، وإن الحق والباطل لا يُعرفان بالناس، ولكن اعرف الحق تعرف أهله، واعرف الباطل تعرف من أتاه”().
فلذا يجب الانتباه، فممكن نحب شخص مُعيّن، لكن هذا الشخص لا ينصر الحق، فلا نكون مثلهُ، ولا نميل ميله.
كيفيّة نصرة الحق:
وهذهِ النُّصرة للحق، قد تكون بمنشور على مواقع التواصل الاجتماعي، أو بمظاهرة حاشدة في الشوارع أو في أماكن العمل، أو النزول إلى ساحات القتال إن أمكن الأمر، أو الدعاء للمُقاتلين بالنصر، أو المُساهمة المادية، أو المُساهمة بالمواد الغذائية، أو التحشيد والدعوة لنصرة الحق. 
سكوت صاحب الحق:
من أهم النقاط التي تُشجع الباطل على الطُّغيان هي سكوت صاحب الحق، فعندما يسكت صاحب الحق عن حقّهِ ولا يُدافع عنهُ، فهذا الأمر يُشجّع صاحب البطلان على الطغيان أكثر فأكثر، بل يتصوّر أنّهُ على حق، فلذا يجب عدم السكوت أمام الباطل، ومواجهته بكل قوّة.
ثمن نصرة الحق:
من الطبيعي أنّ لكُل شيء ثمن، وثمن نصرة الحق أن تتعرّض إلى الأذى من أهل الباطل، سواءً بالكلام أو بالأفعال، وسيكرهُكَ من لا يُريدون الحق، وأمام هذا الأمر يجب الثّبات حتى الفوز بالجنان.
م. م. مسلم صادق هادي

شارك هذا الموضوع: