مقالة بعنوان : التقليد : التيكتوكرية (انموذجا )
اعداد : أ . سرمد أسدخان محسن الدعمي
قسم العلوم التربوية و النفسية
يمثل التقليد احد اسرار الوجود الإنساني ومنذ القدم حيث كان انسان الكهف يقلد الكبار في الصيد و تنفيذ الاعمال قبل ان تتطور المجتمعات البدائية الى شكل مجتمعنا الحالي الذي انتشر فيه التقليد الذي يستهدف نماذج سلبيه في مجتمعنا والاهم هو ان التقليد حاليا يتم برعاية قنوات إعلامية تصل الى مسامع كافة جوانب المجتمع السليم ، تلعب برامج التواصل دورا فعالا في نشر ثقافات متنوعة و تحديدا برنامج ( التيكتوك ) الذي ترجع جذوره التاريخية الى العرب قديما قبل الإسلام ، و لعل القارئ يستغرب من وجود ( التيكتوك ) قبل الإسلام و لكن بصرف النظر عن وجود شبكة الانترنت ، كان عند العرب سوق يسمى سوق النخاسة الذي تعرض فيه الجواري و العبيد للبيع ، و كلما كانت الجارية او العبد ذو مفاتن او يملك بنيه جسدية جملية كان سعر شراؤه عاليا و هو مشابه لما يحتويه برنامج التيكتوك الذي اجتاح اغلب دول العالم و اخذ يخترق البنيه الاسرية و من أوسع أبوابها و الدليل ان اغلب المشاهير في برامج التواصل الأخرى او حتى الممثلين المسرحيين اخذوا بالتلاشي من المسرح او الأدوار الفعالة و التوجه الى عملية البث المباشر على منصة التيكتوك ، ان طبيعة المنشورات الموجودة في منصة التيكتوك متنوعة المحتوى مما يمثل خطورة اكثر من باقي المنصات لكونه يستهدف جميع أنواع الفئات المجتمعية و الخطورة تكمن أيضا في ان المدمنين على المنصة أعلاه هم من فئة الشباب المراهقين و الذين أصلا يعانون من كبت كبير و من وجود فجوة بينهم و بين اسرهم فهم بواقع الحال بين امرين : الأول هو طبيعة ميولهم لما يشاهدونه في التيكتوك و الذي يناسب ما يطمحون اليه من التخلص من السيطرة الابوية و التحرر من كافة اشكال الرضوخ للاسرة و طبيعة العيش الرغيد الذي ينشره المشهورين على منصة التيكتوك و ان هنالك أرباح تحققت بصورة بسيطة عن استخدام البث المباشر مما يجعل هؤلاء الفئه من الشباب يتصورن ان افضل حل للثراء السريع و الكسب المادي المربح هو التقليد لهؤلاء المشاهير ، و الثاني هو طبيعة المجتمع الشرقي و العراقي تحديدا الذي يرفض العديد من التصرفات التي يقوم بها المشاهيرو ينتقدها و مما رجح الكفة الثانية هو ما اقرته السلطات القضائية في سن قانون محاربة المحتوى الهابط الذي له دور كبير في تحجيم طبيعة النشر و البثوث الموجودة على منصة التيكتوك ، الا ان الأثر النفسي لما يشاهده المراهقون و أصحاب الميول السلبية من فئة الشباب يبقى نشطا في البنية العقلية الداخلية لهم و الذي قد يتحول الى سلوك مبطن يتم استخدامه ضمن محيط الاسرة و التي يجب ان تنتبه الى طبيعة ما يكتسبه أبنائها من منصة التيكتوك سواء من أفكار او سلوكيات ، و التي تتطلب من الوالدين الانتباه لها قبل ان تكون بداية لانتشار أفكار مدمرة لتلك الاسرة ، ان معالجة الأفكار السلبية المنشورة على منصة التيكتوك تتطلب تضافر جهود ليس من الاسرة فحسب ، بل من رجال الدين و المؤسسات التربوية و الحكومية